وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (ایکنا) أنه تحدث الناشط والباحث الدینی الایرانی، حجة الإسلام والمسلمین محمدرضا نوراللهیان، عن أسباب حضور النساء فی قافلة الإمام الحسین(ع)، قائلًا: قبل أن یتوجه الإمام (ع) من مکة المکرمة صوب الکوفة أبدی العدید من أصحاب الإمام (ع) مثل إبن العباس ومحمد الحنفیة مخالفتهم لحضور النساء والأطفال فی هذا السفر، إلا أن الإمام (س) سکت، ولم یرد علی هذه المخالفة.
وتابع: الیوم، عندما ندرس هذه الواقعة ندرک أن الإمام الحسین(ع) کان یقصد تشکیل مجموعة من مراسلی ورواة واقعة عاشوراء من النساء لأن جمیع الرجال کانوا یقتلون فی الحرب، وذلک من أجل التصدی لتحریف الواقعة المحتمل من قبل الحکم الأموی.
وصرّح حجة الإسلام والمسلمین نوراللهیان أن بنی أمیة کانوا بصدد إظهار الإمام الحسین(ع) المتمرد والمناهض للحکومة الأمویة، مضیفاً أن الرواة والمؤرخین الخاضعین للحکومة کانوا یسردون الواقعة وفق طلب الأمویین لو لم یقم الإمام (ع) بأخذ المراسلین الأمناء فی ذلک السفر.
واعتبر هذا الباحث والاستاذ الحوزوی الصحافة بأنها إحدی المهن الخطرة والصعبة، إذ أن المراسلین والصحفیین یقومون بإعداد الخبر فی ساحة الحرب وتحت قصف الطائرات الحربیة، مضیفاً أن مراسلین ورواة واقعة عاشوراء کانوا یتحملون نفس هذه المسؤولیة فی خضم الحرب، وفی قصر إبن زیاد وقصر یزید.
وأکّد حجة الإسلام والمسلمین نوراللهیان أن الأسرة الأمویة کانت تنوی القضاء علی الإمام الحسین(ع) وأهدافه، متابعین هذا الهدف عن طریق الإساءة لسید الشهداء (ع)، مضیفاً أن الأمویین کانوا یزعمون أن أهداف الإمام (ع) ستزول إذا قتل وسقط جسمه علی الأرض.
وتابع: کان الأمویون ینوون إظهار وسرد واقعة عاشوراء وفقاً لأهواءهم إلا أن الإمام الحسین(ع) إختار مراسلی ورواة هذه الواقعة من أصدق الناس وهم أبناء فاطمة الزهراء (س) مثل السیدة الزینب(س) أو أبناء الإمام الحسین (ع) مثل السیدة سکینة (س) وفاطمة بنت الحسین.
وبخصوص صفات مراسلی ورواة عاشوراء، أکّد حجة الإسلام والمسلمین نوراللهیان أن هؤلاء کانوا المراسلین الحقیقیین الذین یثق بهم الناس لعدم إصدار قول سوی الصدق من ألسنتهم، مضیفا أن مراسلی عاشوراء لم یکونوا معصومین إلا أنهم کانوا ضمن سادة وکبار العرب، الذین وثقت بهم قریش جمیعا ثقة کاملة.
واعتبر هذا الأستاذ الحوزوی أن واقعة عاشوراء تم نقلها وروایتها فی الأربعین الحسینی من قبل رواة ثقة، مما قد أدی إلی أن تبقی هذه الواقعة خالدة فی أذهان الناس بعد مضی حوالی ألف و400 عام، وأن یتوجه ملایین شخص سنویاً صوب کربلاء للمشارکة فی مراسم الأربعین.
وفی الختام، وصف حجة الإسلام والمسلمین نوراللهیان الأربعین بملتقی یلتقی فیه مراسلوا ورواة عاشوراء، مضیفاً أن مرافقی الإمام الحسین (ع) فی کربلاء کانوا رواة رووا واقعة عاشوراء بکل تفاصیلها فی الشام ودمشق، معتبر الأربعین أداة أخری لتخلید هذه الواقعة وتعریف شعوب العالم بها.
1345866