وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا) أن منظمة النشاطات القرآنية للآكاديميين الإيرانيين ضمن إقامتها لسلسلة من الندوات في مجال التنظير حول الإقتصاد الإسلامي نظمت الندوة الثانية عشر تحت عنوان "البركة الإقتصادية هي الهدف الثالث للإقتصاد الإسلامي" واستضافت خلالها عضو المجلس الاعلى للنموذج الاسلامي الايراني للتطور وعضو هيئة التدريس في معهد الثقافة والفكر الاسلامي للبحوث في ايران حجة الإسلام والمسلمين السيدحسين ميرمعزي.
وإستهل حجة الإسلام والمسلمين ميرمعزي هذه الندوة بتذكير بأهم ما جاء في الندوات السابقة حول أهداف النظام الإقتصادي في القرآن الكريم والعدل والأمن معتبراً اياهما الهدفين الأساسيين للإقتصاد الإسلامي قائلاً ان هذه الندوة خصصناها للحديث حول الهدف الثالث للنظام الإقتصادي في الإسلامي وهو مفهوم البركة.
وقال اننا سنناقش مفهوم البركة في المجال الإقتصادي فقط ولكنه مفهوم يمس كل ابعاد حياتنا ويجب دراسته وتطبيقه في كل الأبعاد المادية والمعنوية في حياة الإنسان مصنفاً المحاضرة الى اقسام يتقدمها قسم توضيح معنى ومفهوم البركة بحسب الروايات والآيات القرآنية.
وتطرق الى أهم ثلاث ميزات للبركة قائلاً ان الميزة الأولى هي ان البركة تطلق على النعم فقط ولو شيأ لم يكن من النعم فإن لفظ البركة لايصدق عليه ولذلك يجب في هذه الندوة شرح معنى النعمة ومفهومها والميزة الثانية هي أن تكثر النعمة يوماً بعد يوم وان تأخذ نحو الإزدياد وعندما تزداد النعمة يقال انها مباركة.
وحول الميزة الثالثة من ميزات البركة، أكد عضو المجلس الاعلى للنموذج الاسلامي الايراني للتطور ان النعمة المباركة هي تلك التي يكون ازديادها في ديمومة وإستمرار وتمتع الإنسان بنعمة مؤقتة بمعنى انها تمنح للإنسان وتأخذ منه فيمكن القول انها نعمة غير مباركة وان البركة تطلق على النعم التي فيها دوام وإستمرار.
وأوضح ان البركة في القرآن الكريم ايضاً استخدمت بهذا المعنى والناس العوام ايضاً يستخدمونها بهذا المعنى مبيناً انه عندما نقول هذا الشهر مبارك ومليء بالبركة فذلك يعني ان هذا الشهر كان مليئاً بالنعم المتزايدة والمستمرة وأيضاً عندما نقول ببركة الصلاة علي محمد (ص) وآل محمد (ص) نقصد بذلك تمني الصلاة الدائمة على محمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين).
واستطرد حجة الإسلام والمسلمين فعالي ان هنالك مفردات اشتقت من مفردة البركة وقد تم إستعمالها في القرآن الكريم ومنها ما جاء في الآية الكريمة " تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا" (الفرقان / 1).
وأردف عضو المجلس الاعلى للنموذج الاسلامي الايراني للتطور وعضو هيئة التدريس في معهد الثقافة والفكر الاسلامي للبحوث في ايران قائلاً: ان العلامة الطباطبايي قد قال في تفسير الآية السالفة الذكر ان البركة تعني إسكان الخير في شيء ما كما يسكن الماء في الغدير فإذا تجمعت المياه في الغدير وبقي الماء دائماً ومستمراً ببقاءه هناك فإن ذلك الماء بحد ذاته نعمة وخير وفي حال إستمراره تصدق عليه مفردة البركة.
وأشار حجة الإسلام والمسلمين ميرمعزي الى أن القرآن لم يستخدم "تبارك الله" الا لله سبحانه وتعالي موضحاً ان العلامة الطباطبايي في تفسيره للآية الكريمة " وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ" (الصافات / 113) يعتقد ان "باركنا" تعني ذلك الخير الكثير والنعمة الوفيرة التي تصيب كائناً ما.
1174334