وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال ذلک، ابوذر ابراهیمی ترکمان، خلال الجولة السادسة للحوار الدینی التی أقیمت یومی الثلاثاء والأربعاء 3 و4 مارس / أذار الجاری بین رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامیة والکنیسة الأرمنیة الرسولیة فی العاصمة اللبنانیة بیروت.
قد أقیمت هذه الجولة للحوار بمشارکة وفد إیرانی یرأسها رئیس رابطة الثقافة الإیرانیة، أبوذر إبراهیمی ترکمان، وممثلی الکنیسة الأرمینیة الرسولیة فی لبنان بعنوان "التعاون بین المسلمین والمسیحیین لتحقیق السلام العادل فی المنطقة".
حسب التقریر، قال الدکتور إبراهیمی ترکمان فی کلمة له ألقاها فی هذه الندوة بعنوان «نشر الإعتدال و العقلانیة الدینیة بهدف مواجهة التطرف الدینی و العنف»: طرحت فی جامعة "ییل" الأمیرکیة عام 1939 نظریة بعنوان "الفشل والعدوان"، أکدّت هذه النظریة أن التطرف یأتی دوماً نتیجة الإخفاقات السابقة.
وتابع: فی جانب النظریات الأکادیمیة فإن الإخفاق أحیاناً یتسبب بظهور العدوان لکن فی الدراسات المیدانیة للسنوات الأخیرة وخاصة بین المتطرفین فقد تبین أن العدید من المجموعات السلفیة المتطرفة قد إنبثقت من بین الأغنیاء ولیس من بین فقراء العالم الثالث.
وأضاف: لکن الیوم ظهرت الحدود بین المتطرفین والأخرین حیث أصبحت هذه الحدود فارغة من التعامل المعتدل حیث أعطت مکانها للکراهیة والتکفیر والتهدید. لذلک نتلمس الحاجة الشدیدة للحکمة والتعقّل کما أن العودة إلی العقلانیة حسب رأی العلماء والزعماء الدینیین قد تحول إلی حاجة ملحّة.
وأکد الدکتور ابراهیمی: یجب القبول أن النظام المعتدل یخلق معتقدات دینیة لدی الشخص المتدین کما یخلق التعقّل والثقة بالنفس والشعور بالسکینة والأمن.
وتابع رئیس رابطة الثقافة الإسلامیة الإیرانیة قائلاً: لذلک فإن الدعوة إلی التعقل والحکمة هی إحدی عوامل مواجهة التطرف حیث بإمکانه الوقوف فی وجه مشروع إظهار الدوافع الغیر شرعیة کما یحول دون ظهور الدوافع الإجرامیة علی شکل دوافع مقدسة.
وتابع: العامل الثانی لمواجهة العنف یمکن استخلاصه من داخل النصوص الدینیة؛ إن دعوة الأدیان للتعایش السلمی والرحمة والرأفة واحترام عقائد الأخرین هو الیوم خارج عن دائرة استنتاجات المتطرفین وتفسیرهم للنصوص الدینیة؛ إن اعتماد زعماء الأدیان علی هذه الدعوات یمکن أن یخطیء الإستنتاجات الخاطئة للمتطرفین.