وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أوصى المشارکون فی أعمال المؤتمر الـ28 لمسلمی أمریکا اللاتینیة ودول البحر الکاریبی، الذی نظّمه مرکز الدعوة الإسلامیة فی أمریکا اللاتینیة بمدینة ساوباولو البرازیلیة، بضرورة إنشاء مرکز إعلامی متخصص، یعمل على تصحیح المفاهیم الإسلامیة المغلوطة وترشیدها، ونشر الفکر الوسطی، والثقافة الإسلامیة الراشدة.
کما أکد المشارکون فی بیانهم الختامی، الذی صدر فی حفل اختتام أعمال المؤتمر، على جمیع ما صدر من المؤتمرات التی عقدتها المؤسسات الدینیة والعلمیة والمجامع الفقهیة بشأن تعریف وتحریم التطرف والغلو والتعصب، وتجریم الإرهاب بجمیع أشکاله وممارساته، عادّین کل من شارک فی أی عمل إرهابی مباشرةً أو غیر مباشر، من أفراد أو جماعات أو حکومات، مجرمًا یجب أن ینال جزاءه.
وتضّمن البیان الختامی، مطالبة المشارکین بضرورة معالجة جمیع الأسباب المؤدیة إلى التطرف والعنف والإرهاب، وفی مقدمتها الجهل بالأحکام والمقاصد الشرعیة، ومصادرة الحقوق والحریات العامة، والفقر والحرمان والاحتلال.
وشجب المشارکون فی مؤتمر ساوباولو الإسلامی، کل ممارسات العنف والتطرف والإرهاب والإقصاء والتعذیب التی تمارس باسم الدین، والدین منها براء، مؤکدین أهمیة تعزیز دور العلماء والفقهاء والدعاة وأئمة المساجد والمربّین والهیئات العلمیة والمؤسسات التربویة، فی نشر الوعی ومکافحة الغلو والتطرف والتعصّب، وعلى وجه الخصوص فی مجتمع الأقلیات، إضافةً إلى ضرورة العمل على فقهٍ یتماشى مع المسلمین الذین یعیشون خارج العالم الإسلامی.
کما طالب المشارکون من خلال البیان الختامی للمؤتمر، بأهمیة تعزیز العلاقات بین المؤسسات الراعیة للعمل الدعوی الإسلامی خارج العالم الإسلامی، ووجوب التنسیق فیما بینها، معربین عن تطلعهم إلى أن تقوم المؤسسات الإسلامیة والعاملین فی حقل الدعوة الإسلامیة بالأدوار المناطة بهم فی إبراز صورة الإسلام الحقیقیة المشرقة، التی تدعو إلى قیم التسامح والمحبة والتواصل والتعاون على الخیر.
وتضمنت التوصیات، التأکید على إقامة دورات تدریبیة خاصة بالشباب المسلم، لتحصینه من تیارات التطرف والعنف والإرهاب، وتفعیل دور المرأة فی العمل المؤسساتی الدعوی، لتکون رائدةً وفاعلةً فی مجتمعاتها.
کما نوّه المشارکون بمکانة القدس الشریف، مدینین جمیع الاعتداءات الإرهابیة التی تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائیلی، والتی تستهدف الإنسان الفلسطینی المسلم والمسیحی. مطالبین المجتمع الدولی بتجریم تلک الأعمال الإرهابیة وإدانتها.
وطالبوا الدول الأمریکیة والأوروبیة بتفعیل قرار الأمم المتحدة رقم 224/65 الصادر فی 11 ابریل 2011م، والمتعلق بتجریم ازدراء الأدیان والمساس بالرموز الدینیة المقدسة، داعین الحکومات والمؤسسات المختصة بضرورة تجریم التکفیر، والعمل على تشریع قوانین عقابیة للقضاء على هذه الظاهرة.
وتضمن البیان الختامی للمؤتمر، التأکید على أهمیة دور الإعلام بجمیع أنماطه وأشکاله فی نشر القیم الوسطیة والاعتدال وإبراز الصورة السمحة للإسلام، والتأکید کذلک على دور الحوار البنّاء بین أتباع الأدیان والحضارات لتعزیز العیش المشترک السعید.
واختتم المشارکون فی المؤتمر توصیاتهم، مشیدین بدور الدول العربیة والإسلامیة، على ما تقوم به من إسهامات ودعم متواصل للمسلمین خارج العالم الإسلامی وداخله.
بدوره، ألقى رئیس مرکز الدعوة لأمریکا اللاتینیة الشیخ أحمد بن علی الصیفی، کلمةً خلال حفل اختتام فعالیات المؤتمر، أشار فیها إلى أن المرکز دأب خلال أکثر من ربع قرن، على تنظیم مؤتمر إسلامی سنوی، بهدف معالجة القضایا المعاصرة للمسلمین عامة، ولمسلمی أمریکا اللاتینیة خاصة.
وأوضح أن المؤتمر شهد مشارکة وحضور أکثر من 120 مفکراً وقیادیاً وعالماً وباحثاً من 33 دولة من دول أمریکا اللاتینیة والبحر الکاریبی، إضافة إلى ممثلین عن منظمة التعاون الإسلامی، ومجمع الفقه الإسلامی الدولی، والمؤتمر الإسلامی الأوروبی، والعدید من السفراء وأعضاء السلک الدبلوماسی، من مختلف البلدان العربیة والإسلامیة.
کما أبان الصیفی، أن المشارکین بجلسات المؤتمر، ناقشوا فی خمس جلسات، أکثر من 25 ورقة علمیة، حول مفهوم التطرف والغلو والعنف، وأثره وخطورته على الأقلیات المسلمة. معربًا عن شکره لجمهوریة البرازیل الاتحادیة حکومةً وشعباً، على تسهیلها جمیع السبل التی أدت إلى إنجاح المؤتمر، ومشیداً بمواقفها الإیجابیة المتواصلة والداعمة لقضایا الوجود الإسلامی فی البرازیل.
وکانت جلسات المؤتمر الـ28 لمسلمی أمریکا اللاتینیة ودول البحر الکاریبی، قد اختتمت أمس الأول الأحد، بجلسة ختامیة تناولت الفروق بین الإرهاب والتطرف والإلحاد، حیث أوضح المشارکون فیها تعریف الإرهاب، وهو الاعتداء على الآمنین المسالمین باحتلال أرض أو قتل نفس، أو تفجیر، أو تدمیر، أو مصادرة حقوق فرد أو جماعة أو دولة.
وبیّن المشارکون فی الجلسة الختامیة، أبرز أسباب نشوء الإرهاب، التی تشمل الابتعاد عن المنهج الربّانی، وغیاب العدالة، والاستغلال الأجنبی للموارد الطبیعیة فی الدول النامیة، وتجاهل معاناة الشعوب التی تتعرض للاضطهاد، والجهل بالإسلام، وقلّة الفقه فی نصوص الدین، والغلو والتطرف والانحراف الفکری لدى بعض المؤسسات الجامعیة، إضافة إلى البطالة والفراغ لدى الشباب، والکبت وتقیید الحریّات المشروعة، وضعف دور العلماء الربانیین والدعاة.
وخلص المشارکون فی أوراقهم العلمیة التی شهدتها الجلسة، إلى أن سبل علاج هذه الآفة تتضمن العدید من الأمور والواجبات، ومنها الالتزام بمنهج الله، التزامًا عملیًا کاملاً فی شتى جوانب الحیاة، وإعلاء قیمة العدالة، واحترام استقلالیة الدول وسیادتها، والأخذ بید الدول الفقیرة لتنهض وتتطور، وإنشاء مشروعات لاستغلال طاقات الشباب، ومراعاة الحقوق والحریّات المشروعة للجمیع، وتعزیز مبدأ الحوار.
کما أشاروا إلى أن من سبل علاج آفات الإرهاب والتطرف، التواصل المستمر مع أفراد الجالیات المسلمة خارج العالم الإسلامی، وتلمّس احتیاجاتهم، والعمل على حل مشاکلهم التی یتعرضون لها خارج أوطانهم، إضافةً إلى تعلیم المسلمین مبادئ الإسلام الصحیح، والتأکید على مبادئ الرحمة والإحسان، والاهتمام بترخیص المراکز الإسلامیة وتقویة علاقاتهم بالجهات الرسمیة فی أماکن تواجدها، وتکثیف الأنشطة الدوریة للشباب، والحوار معهم، واحتوائهم.
المصدر: إینا