وقال ذلك المفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت، ومدير مركز الدراسات الاجتماعية والتربوية في بيروت، الدكتور طلال عتريسي، في حديث خاص له مع
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا) مبيناً أن الفقيد آية الله هاشمي رفسنجاني، کان منذ بدایه الثوره الإسلامية الايرانية من الذین شارکوا بشکل بارز في هذه الثورة وکان منذ البدایة من الحریصین علی أن تکون علاقات إیران مع باقي الدول الإسلامیة علاقات تعاونية وایجابیة حتی مع المملكة العربية السعودیة بشکل رئیسی بما تمثّل العالم السني.
وأضاف: لهذا السبب آية الله هاشمي کان حریصاً جداً علی تطویر هذه العلاقات ونزع کل أشکال التوتر، أيضاً قام بزیارة مباشرة للمملكة العربية السعودية وکان له مواقف إیجابیة وحریصة علی هذه العلاقات لهذا السبب، والشیخ رفسنجانی کان من أکثر الناس والشخصیات حرصاً علی الوحدة الاسلامية.
وأشار الى الكتاب الذي ترجمه الشيخ رفسنجاني حول القضية الفلسطينية الى اللغة الفارسية، قائلاً: قبل انتصار الثوره الاسلامية الايرانية لم یکن الإيرانيون یعرفون عن فلسطین والقضیه الفلسطینية لأن سیاسات الشاه كانت سیاسات مؤیده لإسرائیل والنظام البهلوي في ايران کان حلیفاً للولایات المتحدة الأمریکیة وکان
معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلي (الموساد) یتخذ من إیران ومن طهران مرکزاً أساسیاً لنشاطه في منطقة الشرق الاوسط، لهذا السبب کان الإعلام الإیراني في تلك الفترة یتجاهل فلسطین والشعب الفلسطیني.
وأكد المحلل السياسي اللبناني هذا: عندما ألّف الشیخ رفسنجاني کتابه في تلك المرحلة کان تقریباً من أوائل الکتب الإیرانیة التی تتحدث عن قضیه فلسطین وهذا یبیّن الوعي المبکر لدى الشیخ هاشمي لهذه القضیه والإلتزام المبکر لهذه القضية، وعندما نجحت الثورة عبرت عن هذا الالتزام عندما أغلقت سفارة إسرائیل وفتحت أول سفارة لفلسطین في العالم.
وصرح مدير مركز الدراسات الاجتماعية والتربوية في بيروت: آیه الله رفسنجانی کان شخصیة قویة وجریئة بمعنى أن مواقفه کان یمکن أن تکون مخالفة لما هو معتاد او لما هو متعارف علیه في السیاسة، وکان یتحمل من جراء هذه المواقف الکثیر من الاتهامات والنقد... طبعاً هذه المواقف کانت موضع جدال بین الإتجاهات الإیرانیة المختلفة یعنی مثلاً کان یعتبر أن إعادة إعمار وبناء إیران له الأولویة في السیاسات الإیرانیة.
ربما کان هذا یختلف مع الآخرین في هذا الوجة وکان یعتبر أنه يجب الإنفتاح علی الغرب ویجب أن یکون لدینا علاقات مع الولایات المتحدة الإمریکیة من أجل موقع، ودور، وإعمار، وإستقرار إیران وهذا أیضاً کان موضع خلاف مع الآخرین ولکنه کان یصمد ویدافع عن وجهة نظره.
موقفه الخطير في الحرب مع العراق
وأضاف: کان له موقف مهم وخطیر في مسئله الحرب مع العراق عندما توصل الی قناعة من أنه من المستحیل الاستمرار بهذه الحرب، وقدم وجهة نظره الی الإمام الراحل (ره) و هكذا إنتهى الحرب.
وآية الله هاشمي رفسنجاني خاض انتخابات کثیرة وفشل في بعض هذه الانتخابات ومع ذلك إستمر في مواقع المسؤلیة، لدیه شخصية قوية وإستثنائية لا تهزم في مجرد فشل في إنتخابات أو خلاف في الرأي أو بمجرد وجود سلطة رئاسة جمهوریة، وکان شخص لدیه من القوة والصلابة لمواجهة التحدیات والتغیرات والإختلاف في الرأي.
التشييع الحاشد نوع من الوفاء
وأوضح الدكتور طلال عتريسي أن الشعب الإیراني معروف بأنه یحترم شخصیاته وعلمائه وقیادته ولهذا السبب خرجت الملایین لوداع الشیخ هاشمي، مشيراً الى أن الشعب الإیراني یعرف أن آية الله هاشمي رفسنجاني من الذین صنعوا هذه الثوره وشارکوا فیها ومن الذین أسسوا الجمهوریة الاسلامیة الايرانية وکان له دور بارز في هذا الإنتصار وكان دائماً الی جانب الإمام الخميني (رض) وقائد الجمهورية الاسلامية الايرانية (مد ظله العالي).
وقال: هذا تعبیر عن الوفاء لهذه الشخصیة بغض النظر عن سیرة حیاته التی کانت في بعض المواقع موضع جدل وموضع اختلاف بین الاتجاهات السیاسية في ایران، فإن التشییع الحاشد والکبیر هو نوع من الوفاء والإعتراف بهذه الشخصیه وبما قدمته للجمهوریة الإسلامیة الايرانية.
شخصیة استثنائية بتاريخ ايران الحديثوأكد الدكتور طلال عتريسي أن هذه الشخصیه کما ذکرت بالسابق شخصیه إستثنائیه في تاریخ إیران الحدیث، ومن الصعب أن یکون هناك من یملأ الفراغ الذی إلتفّ تاریخ إیران لکن بکل تأکید من سیکتب وسیتحدث عن تاریخ ایران الحدیث لابد أن یذکر هذه الشخصیة.
جدير بالذكر أن الفقید آية الله الشيخ هاشمي رفسنجاني قام بترجمة كتاب تحت عنوان "القضية الفلسطينية" عام 1963 للميلاد من
اللغة العربية الى الفارسية وقد تمّ تأليف هذا الكتاب بقلم "أكرم زعيتر"
سفير الأردن في ايران آنذاك.
http://iqna.ir/fa/news/3566114