ایکنا

IQNA

مقبرة اليوسفية الإسلامية.. في مواجهة مخطط تهويدي

11:28 - December 07, 2020
رمز الخبر: 3479282
القدس المحتلة ـ إکنا: لم تسلم قبور المقدسيين في مقبرة اليوسفية في باب الإسباط بالقدس المحتلة من اعتداءات بلدية الاحتلال ومحاولة طمسها لبسط السيطرة عليها وتهويدها، لتنفيذ مخطط إقامة حديقة توراتية على أنقاض قبورها.

ويعتدي عمال بلدية الاحتلال على مقبرة اليوسفية منذ نحو أسبوع، فهدموا سلم باب الإسباط المؤدي لمقبرة اليوسفية والمسجد الأقصى المبارك، ثم قطعوا الأشجار فوق القبور الموجودة منذ سنوات، ليسهل عليهم تجريفها بالخفاء.

وتقع مقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية التي تبلغ مساحتها نحو 14 دونمًا في الجانب الشرقي من سور البلدة القديمة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، وشمال مقبرة باب الرحمة، وتعد امتدادًا لها بمحاذاة سور البلدة، ويفصلهما باب الإسباط.

وتحوي قبورًا للعائلات الفلسطينية التي تعيش بمدينة القدس، ويقع شمال المقبرة صرح الشهداء لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967، لذلك سميت "مقبرة الشهداء".

وكان الاحتلال شرع بحفريات وأعمال عديدة في هذه المقبرة منذ نحو ثلاثة أعوام، شملت إغلاق الدرج المؤدي إليها، وحفر الشارع الواصل من الباب نحو "سوق الجمعة" على محاذاة السور الشمالي وصولاً إلى برج اللقلق من الخارج، بحجة أعمال الحفر والصيانة.

اعتداءات بلدية الاحتلال

ويؤكد رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس الحاج مصطفى أبو زهرة لـ"صفا " أن بلدية الاحتلال تقوم بهجمة على مقابر المسلمين، حيث قامت قبل 7 سنوات بهدم نحو 40 قبرا في مقبرة الشهداء، وسكبت على أنقاضها الباطون.

ويقول "كذلك صادرت مقبرة مأمن الله غربي القدس المحتلة، وبنت مؤسسات ومبان على عظام وجماجم أهلنا وعلمائنا في القدس".

ويشير أبو زهرة إلى أن البلدية تحاول طمس تاريخ هذه المقبرة والمدينة لتبني عليها مؤسسات اسرائيلية لتهويدها.

ويلفت إلى أن بلدية الاحتلال استولت كذلك على الأراضي المحيطة في مقبرة باب الرحمة من الجهة الشرقية، ووضعت سياجًا وجدارًا حديديًا حولها.

ويضيف أبو زهرة: "هم (اليهود) لديهم مقابر يستطيعون أن يقيموا فيها البساتين والحدائق كما شاءوا، ولكن مقابرنا ليست أماكن للحدائق وتسكع المتسكعين من الغرباء".

مخطط لحديقة توراتية

ويوضح أبو زهرة أن "مقبرة الشهداء" تضم في ثراها شهداء معركة القدس في حزيران/يونيو 1967 من مدينة القدس وجنود أردنيين، كما دفن مقدسيون جنوب المقبرة.

ويبين أن مقبرة الشهداء هي امتداد لمقبرة اليوسفية، وتم وضع اليد عليها قبل عام 1967 من قبل بلدية القدس الاحتلالية لتكون مقبرة لأهل المدينة، ثم ادعت البلدية أنها ملكًا لها، حيث ورثت بلدية القدس التابعة للمملكة الأردنية الهاشمية في ذلك الحين.

وينيه أبو زهرة "تحاول البلدية إقامة متنزه وحديقة توراتية في مقبرة الشهداء، وهذا مرفوض لأنه بالأصل تم وضع اليد عليها لتكون مقبرة، وهي امتداد لمقبرة اليوسفية، ونحن بحاجة لها لدفن موتانا".

ويضيف: "نرفض أن تكون المقبرة متنزهًا أو حديقة للغرباء، ومكانًا للتسكع ومطلة للآخرين، وعلى البلدية أن تجد حدائق أخرى غير المقبرة، كما نرفض الاعتداء عليها وهدم السلم المؤدي للمسجد الأقصى المبارك".

المقبرة وقف عام

وعن الجانب القانوني، يقول المحامي حمزة قطينة: "الأراضي التي يتم دفن المسلمين فيها هي أراض وقف عام ومقبرة، ووجود القبور هو حجة واضحة، فالمقبرة واضحة بشواهدها وقبورها".

ويضيف "للأسف بلدية القدس تخطط لإقامة مشروع يتضمن جرف مقبرة الشهداء، وتحويلها لمتنزه وأماكن عامة، دون اهتمام لمشاعر المسلمين وحرمة هذه المقابر والناس المدفونين فيها".

ويتابع: "البلدية هدمت الطريق الرئيس المؤدي للمسجد الأقصى، وتريد تدمير هذه القبور وتحويل جزء منها لحدائق عامة".

ويشير قطينة إلى أن هذا ما حصل في مقبرة مأمن الله وباب الرحمة، وأيضا الأموات في مقبرة اليوسفية ينالهم جزء من الأذى والتنكيل.

ويلفت إلى أن بلدية الاحتلال لا يحلو لها إقامة المتنزهات والأماكن العامة إلا على جثث المسلمين وقبورهم.

ويعرب عن تمنيه من الجهات الرسمية الضغط على بلدية الاحتلال للتوقف عن هذا المشروع، واحترام حرمة مقابر المسلمين وقبورهم.
 
captcha