واختلف الباحثون قديماً وحديثاً في تحديد زمن ظهور أول تفسير كامل للقرآن الكريم، لكن البعض يعتبر تفسير "مقاتل" لـ"مقاتل بن سليمان" أول تفسير كامل للقرآن الكريم، والمؤكد هو أن هذا التفسير من التفاسير المتقدمة.

إن أهم تفسير للجیل الثالث للمسلمين هو تفسیر "مقاتل بن سلیمان" الذي یشتهر بـ "کبیر المفسرین" وکان أصله من مدينة "بلخ" لکنه عاش في "مرو" وإن تفسیره للقرآن الکریم لا یحمل عنواناً إنما یعرف بالإسم.

من کان مقاتل بن سلیمان؟ 

مقاتل بن سليمان (توفي: 150هـ / 767م، بالبصرة) هو أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى من أعلام المفسرين صاحب التفسير المسمى «تفسير مقاتل». أصله من بلخ في أفغانستان «حالياً» وانتقل إلى البصرة، ودخل بغداد فحدث بها، لكن كان متروكا أي كان متروك الحديث. كان مقاتل بن سلیمان بن بشیر الأزدی مفسراً و محدثاً یعیش في القرن الثانی للهجرة. 

ولد في مدينة "بلخ" بأفغانستان حالياً وذلك بین 80 و 90 هـ(700 ـ 710 للميلاد)، ثم هاجر بعد زواجه إلی العراق حیث عاش في البصرة وبغداد وإشتهر هناك بـ شیخ الحدیث والتفسیر لما کان لدیه من إلمام في هذا المجال. 

ما هی أهم میزات تفسیر مقاتل بن سلیمان؟ 

لم یکن مقاتل بن سلیمان مفسراً فحسب إنما کان عالماً في الکلام والعقیدة وله باع في التفسیر أیضاً الأمر الذي إنعکس في تفسیره الزاخر للقرآن الکریم. 

وإشتمل التفسیر علی جمیع الآیات بحسب الترتیب وإستند إلی العقل والنقل معاً، وإتبع المفسر أسلوب التعریف بالسورة أولاً وشأن نزولها ثم التطرق إلی تفسیر الآیات آیة بعد الأخری إستناداًُ إلی آیات أخری وأیضاً بالإستناد إلی العقل والنقل. 

ومن إنجازات المفسر مقاتل بن سلیمان هي جمع الآیات المتناسقة التی تشیر إلی معنی واحد. 

وعمل المفسر أیضاً علی نقل رؤی المفسرین والعلماء السابقین حول تفسیر الآیات کما تمیز التفسیر الإیجاز والبلاغة. 

ورغم مرور 12 قرناً علی کتابة التفسیر یشعر القارئ إنه کُتب لعصرنا هذا وإن کان إستخدامه للأخصائیین أکثر فائدة من عامة الناس ولکن لا یخرج القارئ من قرائته فارغاً.