ایکنا

IQNA

التعريف بالتفاسیر والمفسرين / 8

"التبیان"؛ أول تفسیر شیعي جامع للقرآن

11:45 - November 23, 2022
رمز الخبر: 3488682
طهران ـ إکنا: يعدّ "التبيان في تفسير القرآن" للشیخ محمد بن حسن الطوسي (385 - 460هـ) أول تفسیر شیعي شامل للقرآن الکریم یتناول جمیع السور والآیات القرآنیة.

ولتفسیر التبیان أهمیة قصوی عند الشیعة لأنه أول تفسیر شامل للقرآن أي أنه یضمّ جمیع سور القرآن الکریم.

وقد إستند الشیخ الطوسی في کتابته إلی مختلف العلوم الدینیة والشرعیة واللغویة منها الصرف والنحو والمعاني والبیان والکلام والفقه والتأریخ.

وهذا الكتاب هو أول تفسير شيعي جامع؛ بمعنى أنّه مفسّر وجامع لكل آيات القرآن؛ والمؤلف وظّف جميع طرق التفسير لشرح الآيات القرآنية؛ كما أنه يعتبر من أقدم مصادر التفسير، وقد انتهج العديد من مفسّري الشيعة للقرآن نهج الشيخ الطوسي في التفسير.

ولم يكتف الشيخ الطوسي بالمأثور عن أهل البيت(عليهم السلام) والصحابة، بل ركّز على عنصر العقل وأخذ بنظر الاعتبار العلوم المختلفة في تفسيره مدققاً آراء المفسرين الماضين والمعاصرين له، ومن هذا المنطلق اعتبر البعض أن هذا التفسير يشمل علوماً مختلفة كالصرف والنحو والاشتقاق والمعاني والبيان والحديث والفقه والكلام والتأريخ.

وتفوق تفسیر التبیان علی کل التفاسیر السابقة التي کانت تفسیر الآیة بالحدیث والروایة إنما الشیخ الطوسی دعم الحدیث بتحلیله وتقییمه وإجتهاده الفقهي وأیضاً إجتهادات العلماء الآخرین.

وکان الشیخ الطوسی من رواد المدرسة التي مزجت بین الکلام والعقل في بغداد حیث أبلغ مناهج الشیخ المفید والسید مرتضی ذروتها کما قدم الکثیر من الکتابات في شتی المجالات الدینیة.

وکانت تفاسیر الشیعة قبل ذلك لاتدخل الإجتهاد في التفسیر إنما کان المفسرون یضعون بعض الروایات والأحادیث تحت الآیة لتکون تفسیراً لها ولکن الشیخ الطوسي قد قدم تفسیراً مختلفاً حیث وضع کل ما جاء به العلماء بالإضافة إلی إجتهاداته التفسیریة تحت الآیة لتقدم بذلك أول تفسیر شیعي شامل للقرآن الکریم.

ووصف البعض منهج الشیخ الطوسي بالمنهج الإجتهادي العقلي وأثبت الشیخ الطوسی أن القرآن الکریم نصّ یمکن للعقل البشري الإجتهاد فیه وتفسیره ولیست الروایات السبیل الوحید لتفسیره.

ویعتبر تفسیر التبیان تفسیراً شاملاً ذي مصادر عدیدة حیث إستند کاتبه إلی القرآن والعقل والروایات بالإضافة إلی ماجاء به المفسرون من قبل.

وكان الشيخ الطوسي خبيراً في بحوث العقل والفلسفة والكلام، لذلك أكثَرَ من المواضيع الكلامية بما يناسب الموضوع واتخذ العقل منهجاً؛ لتبيين معاني الآيات، وقام بتفسير بعض الآيات ونقل معتقدات الفرق الكلامية المختلفة كالمرجئة وجعلها في بودقة الانتقاد.

ومنهج الشيخ الطوسي في تحليل مفردات الكلمة وصرفها واعرابها لأجل الوصول إلى معاني الآيات في هذا التفسير ملفت للنظر حيث قد استفاد من المصادر الأصيلة الأدبية، وأورد الأشعار العربية الفصيحة في تحليلاته اللغوية.

وفي أغلب الحالات، يستند صاحب التبيان في تفسيره إلى المفسرين الأوائل للقرآن، ويذكر أقوالاً لأشخاص كـ ابن عباس من المصادر التفسيرية لأهل السنة، ويجعلها قيد الدراسة والتدقيق.

ورتّب المؤلّف معطيات كلّ سورة بالطريقة الآتية: ابتداءًا بذكر الأسماء المتعددة لكل سورة، وأنها مكية أو مدنية، وهل ذُكر فيها ناسخ أو منسوخ وخصوصيات أخرى فيها، وبيّن المعاني اللغوية لمفردات القرآن، وذكر فيها اختلاف القراءات وملاحظات حول الصّرف والنحو والبلاغة، ثم شرح، وفسّر الآية، وأورد آراء المفسرين وأقوال حولها.

ونرى في أنحاء الكتاب تقييماً لأسباب نزول الآيات وقضايا تخصّ الكلام ومواضيع في الفقه ذا علاقة بها، بحيث إنّ الفقه والكلام طغيا صبغتهما على غيرهما من الجوانب في الكتاب، وبما أنّ للشيخ الطوسي يدٌ طولى بمعرفة الاختلافات الفقهية بين المذاهب، انعكس ذلك في العديد من المواضيع إلى المقارنة بين الآراء ومقايستها.

تجدر الاشارة الى أن الشیخ الطوسی هو "محمد بن الحسن بن علي بن الحسن" ولقبه "شیخ الطائفة" ویعدّ من أکبر الباحثین في الحدیث والفقه وقدم إلى العراق من خراسان وتتلمذ على يد كبار علماء الشيعة هناك كالشيخ المفيد والسيد المرتضى. أسند إليه الخليفة العباسي كرسي الكلام في بغداد. وعندما احترقت مكتبة "شابور" إثر هجوم طغرل بيك السلجوقي اضطر للهجرة إلى النجف فأسس حوزة النجف العلمية هناك.

captcha