ایکنا

IQNA

التعريف بالتفاسير والمفسرين/ 12

"روح المعاني"؛ التفسير الأكثر تفصيلاً للقرآن لأهل السنة

14:15 - December 21, 2022
رمز الخبر: 3489134
طهران ـ إکنا: يعتبر "روح المعاني" التفسير الأكثر شمولاً من نوعه بين أهل السنة، ويُعدُّ موسوعة كبيرة جمع فيه الآلوسي خلاصة علم المتقدمين في التفسير بكل أمانة وعناية، فهو جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير.

و"روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" هو تفسير للقرآن الكريم باللغة العربية لـ"محمود شهاب الدين أبو الثناء الحسيني الآلوسي"(1217-1270 هـ)،(1803 - 1854م).

وتفسير الألوسي هو التفسير الأكثر شمولاً الذي كتب بعد تفسير الفخر الرازي بالطريقة القديمة، ويمكن القول إنها النسخة الثانية من تفسير الرازي، كما أنه طبع في 16 مجلداً ويعتبر موسوعة تفسيرية طويلة ومفصلة جمعت جُلَّ ما قاله علماء التفسير المتقدمين، وامتازت بالنقد الحر، والترجيح المعتمد على الدليل، والرأي البنَّاء، والاتزان في تناول المسائل التفسيرية وغيرها، مما له ارتباط بموضوع التفسير.

ويعدّ كتاب الألوسي من كتب التفسير الهامة، ومنهجه في ذلك البحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذلك كمعرفة النسخ وسبب النزول وقصة توضح ما أبهم في القرآن ونحو ذلك.

وتفسير روح المعاني قد أفرغ فيه الإمام الآلوسي وسعه, وبذل مجهوده حتى أخرجه للناس كتاباً جامعاً لآراء السلف رواية ودراية، مشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية، فهو جامع لخلاصة ما سبقه من التفاسير، فتراه ينقل لك عن تفسير ابن عطية، وتفسير أبي حيان، وتفسير الكشاف، وتفسير أبي السعود ، وتفسير البيضاوي، وتفسير الفخر الرازي وغيرها من كتب التفاسير المعتبرة.

وهو إذا نقل عن تفسير أبي السعود يقول غالباً: قال شيخ الإسلام وإذا نقل عن تفسير البيضاوي يقول: قال القاضي وإذا نقل عن تفسير الفخر الرازي يقول: قال الإمام وهو إذ ينقل عن هذه التفاسير ينصب نفسه حكماً عدلاً بينها، ويجعل من نفسه نقاداً مدققاً، ثم يبدي رأيه حراً فيما ينقل فهو ليس مجرد ناقل، بل له شخصيته العلمية البارزة، وأفكاره المميزة، فتراه كثيراً يعترض على ما ينقله عن أبي السعود، أو عن البيضاوي، أو عن أبي الحيان أو عن غيرهم، وليس في تفسيره ما يؤاخذ عليه.

كما تراه يتعقب الفخر الرازي في كثير من المسائل، ويرد عليه على الخصوص في بعض المسائل الفقهية انتصاراً منه لمذهب أبي حنيفة، ثم إنه إذا استصوب أمراً لبعض من ينقل عنهم انتصر لهم ورجحه على ما عداه.

السيرة الذاتية

هو شهاب الدين أبو الثناء الآلوسي، مفسِّر ومحدِّث وفقيه وشاعر وخطّاط وأديب من المجددين، شيخ العلماء في العراق في عصره، ونادرة من النوادر التي جادت بها الأيام، اشتغل بالتأليف والتدريس والإفتاء، وخلّف مكتبة زاخرة بالكتب القيمة أشهرها تفسيره الكبير "روح المعاني" الذي استغرق تأليفه 15 سنة.

ومن علماء القرن الثالث عشر الهجري، يلقب بـ "أبو الثناء" وبـ"الآلوسي الكبير" تمييزاً له عن باقي العلماء الآلوسيين الذين انحدروا من هذه الأسرة التي اشتهر أهلها بالعلم.

وتلقى العلوم على شيوخ عصره، وكان شديد الحرص على التعلم ذكياً فطناً، لا يكاد ينسى شيئا سمعه، حتى صار إمام عصره بلا منازع.

واشتغل بالتأليف والتدريس في سن مبكرة، فذاع صيته وكثر تلاميذه، تولى منصب الإفتاء وبقي فيه حتى سنة 1263هـ . قام بعدة رحلات وزيارات علمية إلى الآستانة وغيرها امتدت إلى عدة سنوات. وقد خلَّف ثروة علمية كبيرة ونافعة، على رأسها تفسيره الشهير المسمى "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني"، ويُعدُّ هذا التفسير موسوعة كبيرة جمع فيه الآلوسي خلاصة علم المتقدمين في التفسير، وقد ذكر فيه بعض إشارات الصوفية في التفسير.

وقد كتب الألوسي في مقدمة تفسيره أنه منذ صغره سعى إلى اكتشاف أسرار القرآن وطلب ذلك من الله سبحانه وتعالى حيث ترك الطفولة وألعابها والمراهقة وشهواتها،  وانشغل بهذا الفكر.

وقضى أيام شبابه في خدمة القرآن حتى استطاع بفضل الله أن يقوم بتأليف كتاب "دقاق التفسير" قبل سن العشرين من عمره وذلك الذي يتناول أسئلة حول القرآن.

وجمع الآلوسي كثيراً من علوم المنقول والمعقول، وأحكم فهم علمي الفروع والأصول، وكان مع هذا وذاك مفسراً لكتاب الله لا يُبارى، ومحدّثاً للسنة لا يُجارى. ومع أنه -رحمه الله- كان شافعيَّ المذهب إلا أنه في كثير من المسائل كان يقلد الإمام أبا حنيفة، عالما باختلاف المذاهب، ومطلعاً على الملل والنحل، وكان في آخر حياته يميل إلى الاجتهاد، أو الأخذ بما قام الدليل عليه عنده.

وفاته

وتوفي أبو الثناء الآلوسي في بغداد في 5 ذو القعدة عام 1270هـ/29 تموز عام 1854م. ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.

captcha