وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ "حسن سعيد جميل".
وبدايةً تكلم القارئ "حسن جميل" عن نفسه قائلاً: "ولدت في بلدة "عيتا الشعب" الجنوبية الحدودية، ونشأتُ فيها وتنقلت بين مدارسها ومدارس المهدي(عج) ومدارس المبرات، إلى أن وصلت إلى المرحلة الجامعية حيث تابعت دراستي في إختصاص الهندسة، وخضعت لعدة دورات ثقافية وتربويّة وكان آخرها مع جمعية "التعليم الديني الإسلامي" التي شرفتّني بأن أكون بين صفوف معلميها لمادة التربية الدينية والقرآن الكريم في مدارس الجنوب".
وتابع حديثه قائلاً: "إن هذه الجولات كانت منذ الصّغر قد رافقتها مسيرة القرآن الكريم، وبفضل الله ونظرته العطوفة اكتشف الأهل موهبة صوتي فصرت أقرأ مجالس الأقارب والرفاق وفي صفوف المدرسة والاحتفالات والمناسبات والمساجد، وصرت أتدرّج في ما أحتاجه من دورات برعاية جمعية القرآن الكريم والتي لها حقٌّ كبير عليّ وأقله الشكر الجزيل على اهتماماتهم بالحفاظ والقراء، والشكر الخاص من القلب لإثنين كانا سنداً وعوناً لي هما أستاذي في دورات النغم "السيد حسين السيد"ـ ومديرة مركز جمعية القرآن في بنت جبيل الحاجة "ديانا تحفة".
وفي معرض رده على سؤال حول إنعكاس القيم القرآنية على شخصية القارئ؟ قال "حسن جميل" إن القرآن الكريم كتاب حياة، ولكي ينسجم القارئ مع نفسه وُجب عليه التحلي بقيم القرآن والتي هي بطبيعة الحال تطغى تلقائياً على شخصية القارئ من حيث التعامل والهدوء والحكمة ونظرة المجتمع إليه كقارئ ٍ للقرآن، فهو انعكاسٌ ظاهرٌ لشخصية القرآن الكريم.
وأضاف أن هذا الأمر يوقع على عاتق القارئ مسؤولية كبيرة فهو قد حمّل نفسه هذا الثقل المبارك ولن يقدر على الإنسلاخ عن هذه المسؤولية حتى موته والشخصية المتعلقة بالقرآن متميّزة ومُوفَّقة ويرعاها ويحفظها الله كما يرعى ويحفظ القرآن.
وعن كيف يكون القارئ رسول القرآن أي المبلغ؟ قال "حسن": عادةً الرسول يجب أن يكون متعلّقاً قلباً وقالباً بالمرسِل أو الرسالة، فكيف إذا كانت هذه الرسالة هي القرآن الكريم، كتاب الله المجيد الذي أنزله على قلب خاتم الرسل محمد (ص).
وأشار الى أن الإنسان ظاهر وباطن فظاهر القارئ وما يراه العامة هو ما يعنيهم لذلك يجب أن يُشبع القارئ عطش الناس من مفاهيم وتعاليم القرآن الكريم.
وأكد أن المشاركات في الأفراح والأحزان والأمسيات والحلقات القرآنية تصبح جزءاً من حياة القارئ يتشاركه معهم وبينهم فيكون للطفل القدوة وللرفيق الهاديَ وللكبير السند والعون على طريق الصراط المستقيم إن شاء الله ووفّق.
وفي معرض حديثه عن أمثلة أو قصص واقعية حصلت (مشكلة وما شابه) معه وتم حلّها من خلال آية قرآنية؟ أوضح القارئ "حسن" قائلاً: "في مثل هذه الصور استحضر الآن حالة حصلت مع أحد علماء بلدتنا من معارفي حيث قصده أحد طلابه في مبلغ لقضاء حاجة ولم يكن مع الشيخ سوى 100 دولار فقط وكان حال الشيخ حال الزاهدين ولكنه آثر على نفسه وأعطاه إياها وتابع طريقه إلى المعهد للتدريس وبينما هو يمشي إلى صفه ناداه أحد أصحابه الإداريين وأعطاه ظرفاً وقال له (هذا ليس أموالاً شرعيةً كما تعودتَ عليّ أن أعطيك بل هي للشيخ أي لك أنت هدية) فدخل الشيخ الصف وعندما انتهى فتح الظرف ووجد مبلغ 1000 دولار أي عشر أضعاف ما أعطى الطالب السائل منذ ساعة".
وأضاف أنه فما كان للشيخ إلا أن يردد الآية القرآنية المباركة (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) هذا ويُذكر بأن الشيخ رحمه الله كان من الذاكرين جداً للقرآن الكريم.
وعن كيفية ترسيخ الانغام القرآنية لتحلّ مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ أجاب القارئ "حسن سعيد جميل: "في ظل ثورات البرامج المتعلقة بالتواصل الاجتماعي نرى الجانب الفني يطغى على غالبيتها لأنها موضع التفاتٍ وتخفيف عن مصاعب الحياة...لذلك يجب علينا أن نعطي جانباً كبيراً من الاهتمام بهذه المسألة لأنها تستهدف بالأخص فئة الشباب ذكوراً وإناثاً، والأذن لها تأثيراً على القلب فإذا ما أشبعناها نغَماً مباركاً تنبت في القلب البركة والخير".
وأوضح أن النغم القرآني هو النغم المنظّم واللوحة الفنية الكاملة لأذن السامع حيث يجمع خير الكلام وخير النغم، ذلك يحتّم على القارئ خوض التحدي الأصعب وهو أن يعطي ما فيه إبداعٌ وتجديدٌ وجمال وخشوع للتلاوة ليأسِر بذلك آذان السامعين للقرآن الكريم ويبعدهم عن الاستماع لما حرّم الله بكل قناعة وشغف وحب.
وفي معرض رده على سؤال عن تطوير قدرات القارئ في اللغة العربية من خلال القرآن الكريم؟ أجاب القارئ حسن إن الله سبحانه تحدى بالقرآن أهل البلاغة والفصاحة آنذاك فقال (فأتوا بسورة من مثله) واللغة العربية تبقى الأجمل والأكمل من بين اللغات كيف لا والله يقول (إنا أنزلناه قرآناً عربيّاً).
وأوضح أنه عندما يدخل القارئ في عالم القرآن يزداد فصاحة وبلاغة لانه كلام الله تعالى فعلوم التجويد وجلسات تصحيح التلاوة وعلوم الوقف والإبتداء وكلها تعطي صورة تصويرية للآية فيصبح كلام القارئ وكتاباته ممزوجة بالعلوم القرآنية دون أن يدري.
المزيد من التفاصيل بالمقطع الصوتي المرفق...