وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني البارز "محمد محمود شومان".
بدايةً بدأ القارئ "محمد محمود شومان" بالتعريف عن نفسه قائلاً: "أنا من بلدة "الخرايب" الجنوبية نشأت في بيت عامر بالإيمان والتقوى وقراءة القرآن فالوالد رحمه الله كان قارئاً للقرآن يومياً لحوالي الساعة والوالدة كانت من المؤمنات والمحبة لسماع القرآن وكذلك إخوتي وأخواتي جميعهم قراء للقرآن فأخي قارئ للقرآن في دولة ساحل العاج وأختي من الحافظات لكتاب الله".
وأضاف: "ولله الحمد أنا حاصل على إمتياز فني في الإلكترونيات واجازة في الملاحة الجوية ومراقبة الطائرات. بداياتي مع القرآن الكريم عندما كنت طفلاً حفظت تلاوات الشيخ عبد الباسط عبدالصمد(رحمه الله) ولكن في منتصف الثلاثينات بدأت القراءة مع أحكام التجويد، وكانت الجلسات في منطقة "العباسية"( هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء صور في محافظة الجنوب) حيث كنا نقيم جلسات أسبوعية ومن ثم التحقت بجمعية القرآن الكريم وخضعت لدورات عديدة في التجويد والنغم والصوت وأنا الان أستاذ في النغم والصوت شاركت في كثير من المسابقات المحلية للقرآن الكريم والامسيات القرآنية ومازلت أتابع الدورات والنشاطات في هذا المجال".
وفي معرض رده على سؤال، هل يعبر حرق القرآن عن حرية الرأي والتعبير؟ أجاب القارئ "محمد شومان" إن حرق القرآن لايعبر عن حرية الرأي والتعبير إنما يعبر عن حقد دفين وعدم إمتلاك أي مستوى من العقلانية والوعي بالاضافة إلى نظرة خبيثة عندهم وهي إستحقار الأديان وحالة الإلحاد التي تعيشها الدول الغربية والشعور بالفوقية.
وتابع القارئ "شومان" حديثه بقوله: "المسيئون للقرآن يعتبرون أن حرق القرآن لايدخل ضمن حرية التعبير لكن هذه الرؤية خاطئة، والنظر إلى الأمور بعين واحدة وتوجيه انتقاداتهم للدين الاسلامي أيضاً قمة الخطأ. أما إذا قام أحد ما في هذا الكون بإنتقاد الصهاينة واليهود فتقوم الدنيا ولا تقعد لأجلهم".
وعندما سئل القارئ "محمد شومان" عن لغة الحوار بين الأمم والشعوب هل استبدلت بالحرق والسب والشتيمة؟ قال: "للأسف نعم فليس هناك أي محاولات للتقريب والحوار بين بني البشر على قاعدة الآية الكريمة "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" أي ليحصل التعارف فيما بينهم. هم لا يعترفون بهذه الآية ولا حتى بالقرآن الكريم بل وللأسف تسود العالم هذه الأيام شريعة الغاب وقلة الانسانية وقلة الرحمة.
وأضاف القارئ "محمد شومان": "طبعاً نحن ندين كل من يتجرأ على الدين المحمدي العلوي الحنفي لكننا نقابل الإساءة تارةً ونتجاوزها بإلاحسان أسوة برسول الله وكما جاء في الآية الكريمة "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".
وعن الخطوات التي يجب على كل مسلم القيام بها؟ أجاب القارئ "شومان": أما بالنسبة للخطوات التي يجب على كل مسلم القيام بها تكون بالتنديد والمظاهرات السلمية والتظاهر أمام سفارات تلك الدول التي قامت بحرق القرآن الكريم واستدعاء السفراء والاحتجاج لديهم ورفع تلك القضية إلى مجلس الأمن لجعلها قضية عالمية لنكون منصفين تجاه ديننا ونبينا وتجاه ربنا.
وأكد القارئ "محمد" يجب على كل مسلم أن يكون على ثقافة وإطلاع واسع بدينه وبالقرآن وعلومه وتفسيره لكي نتصدى للذين يحاولون تشويه صورة الدين الإسلامي وكتاب الله وإقناعهم بطرق حضارية بعيداً عن التعصب وأن يروا ذلك في افعالنا أيضاً لنكون مصداق قول الامام الصادق (ع ) "يا معشر الشيعة إنكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زيناً، ولا تكونوا علينا شينا".