وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع القارئ اللبناني البارز "حسين زعيتر".
وبدأ القارئ بالتعريف عن نفسه، قائلاً: "أنا "حسين زعيتر" من مواليد عام 1970 م في بلدة "السعيدة" بقضاء "بعلبك"
نشأت فيها وترعرت في كنف والدي الذي أعطاني قيمة التربية والتوعية على الصلاة والصيام وحبّ القرآن
ووالدتي التي ربّتني على كل الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة".
وأضاف: "تابعت دراستي في المدرسة اللبنانية في بعلبك ثم انتقلت إلى بيروت وتابعت في الجامعة اللبنانية لسنة واحدة وجاءت الأحداث حيث توقفت عن الدراسة سنة 1989
للميلاد وانتقلت بعدها إلى جمعية القرآن الكريم للتوجيه والإرشاد".
وقال: "خضعت لعدة دورات في التلاوة والإتقان والنغم والصوت والتحكيم وبفضل الله وحتى اليوم لازلت أقرأ وأدرس في عدة مدارس رسمية وخاصة حيث خضعت في سنة 1992 للميلاد دورة لإعداد معلّم تربية دينية في جمعية التعليم الديني الإسلامي في بيروت".
وتابع القارئ "حسين زعيتر": "بعدها انتقلت إلى بعلبك لأدرّس في مدارسها مادة القرآن الكريم تلاوةً وتجويداً وتفسيراً والتربية الإسلامية وشاركت في الكثير من الأمسيات القرآنية والدورات التعليمية في قطاعنا الثالث وما توفيقي إلا بالله العظيم".
وفي معرض ردّه على سؤال حول إنعكاس القيم القرآنية على شخصية القارئ؟ أجاب القارئ "حسين زعيتر": "تنعكس القيم القرآنية والأخلاقية على القارئ من خلال التدبر والتخشع والتطبيق العملي لرسالة السماء وإلا لم يعد القارئ يمثل قدوةً وتأثيراً في مجتمعه وبفضل الله وبمجاهدة نفسي استطعت أن أصل إلى مستوى مقبول من المعرفة والتأثير في مجتمعي ومدرستي".
وأكد القارئ "حسين زعيتر" بقوله على أن القارئ أن يعيش همّ الرسالة كما كان القدوة النبي محمد (ص) وأهل البيت(عليهم السلام) وإلا فلا جدوى من حمل هذه الأمانة وهذا الثقل الأكبر دون أن يكون المعلم قدوة في حرماته وسكناته ويعيش الإخلاص والتفاني متنقلاً بين أطياف المجتمع تالياً وناصحاً بأسلوبه الحسن وبصوته الجذاب وغير ذلك.
وفي معرض ردّه على سؤال عن اذا حصلت معه (مشكلة وما شابه) معه وتم حلّها من خلال آية قرآنية؟ قال: "نعم حصل معي الكثير من المشكلات الأخلاقية من خلال سوء الفهم وسوء التصرف والعصبيات المفرطة في غير محلها ولكن عالجت بعضها إن في مجتمعي الأسري الخاص أو في المدرسة من خلال عرض بعض مفاهيم الآيات وحملها على الواقع المعاش وتبيان ما يريده الله منا فمثلاً وقعت مشكلة في المدرسة عندنا من خلال التضارب والمشاجرة بين الطلاب بعضهم ببعض ولما وصلت هدأت طباعهم وأبعدتهم عن بعضهم البعض ثم شرعت بتذكيرهم بآيات القرآن "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ.." وحيث قال تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.." وأيضاً "وأن تعفوا أقرب للتقوى.." فيكون القرآن خير مطمئن للقلوب ومهيمناً على العصبية والفهم الخاطئ وإبراز القوة في التخاطب بدل العقل والمنطق وتم التصالح والتآلف بحمد الله تعالى".
وعن كيفية ترسيخ الانغام القرآنية لتحلّ مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ أجاب القارئ "حسين زعيتر": "هناك فرق كبير بين مقام التلاوة الحزين المطمئن للقلوب والآخذ بها بشغف إلى تذكر النعم الإلهية والخضوع لإرادته وتهذيب النفوس من خلال الوعظ القرآني وبين الأنغام الموسيقية الباعثة على اللهو والمجون وأخذ النفس إلى المنكر والغناء المحرم والشهوانية الإبليسية فكل نغم لا ينسجم مع جوهر الآيات نهى الله عنه وهذا يعود إلى القارئ ومدى معرفته ودراسته المعمقة في هذا المجال والعرب كانوا يعرفون ويعلمون الناس ألحان القرآن ولا زال تأثير ذلك حتى اليوم ومن خلال التواتر والتناقل السليم".
واختتم القارئ "حسين زعيتر" حديثه بالإجابة عن تطوير قدرات القارئ في اللغة العربية من خلال كتابة النص والصياغة والقراءة والفصاحة من خلال القرآن الكريم قائلاً:"كلنا نعلم أن القرآن الكريم هو المصدر الأول في اللغة العربية والبلاغة والفصاحة من خلال أسلوبه الفريد من نوعه حيث أن العرب في بداية نزوله أزاحوا المعلقات السبع عن الكعبة الشريفة ووضعوا مكانها القرآن الكريم فمن الطبيعي أن يكون القارئ المتدبر عارفاً باللغة وتركيباتها وإلا يفقد القدرة على الفهم والتدبر وهذا يحتاج إلى إلمام ودراسة واسعين ليكون خادماً مؤثراً في مجتمعه الإيماني والله العالم".
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: