ایکنا

IQNA

قارئ لبناني بارز لـ"إکنا":

القارئ مرآة لأحكام القرآن وتعاليمه في المجتمع الإسلامي

10:20 - April 30, 2023
رمز الخبر: 3490919
بيروت ـ إكنا: صرّح القارئ اللبناني البارز "السيد محمد رائد عثمان" أن القارئ هو المرآة التي تعكس القرآن الكريم وأحكامه وتعاليمه في المجتمع الإسلامي لهذا لابدّ منه أن يتحلى بالقيم والمبادئ والأخلاق القرآنية.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً   مع القارئ اللبناني البارز "السيد محمد رائد عثمان".

بدايةً عرّف القارئ عن نفسه قائلاً: "إسمي "السيد محمد رائد عثمان" من منطقة "بعلبك" بمحافظة "البقاع الشمالي" اللبنانية،  قارئ مجاز بالتجويد(حفص عن عاصم)
حوزوي،مرحلة الإجازة في الدراسات الإسلامية، سطوح أولى سنة رابعة، منذ سن العشر وأنا أتابع مع جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد بالدورات القرآنية والتجويدية وبعدها انتقلنا إلى مرحلة الصوت والنغم  (التخصصية) ثم خضعنا لدورة استمرت حوالي ستة أشهر في رواية حفص عن عاصم".

وأضاف: "البداية مع القرآن كانت بمثابة المدماك الأول لما وصلنا إليه اليوم بحمد الله والذي أثمر نجاحاً وتقدماً نحو الأفضل إن كان من حيث التلاوة أو على صعيد الأحكام، والصوت والنغم، ويعود الشكر الموصول لجمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد ممثلة إدارتها وأساتذتها على جهودهم المتواصلة لخلق وإحياء الروح والشخصية القرآنية المتميزة".

وفي السؤال عن إنعكاس القيم القرآنية على شخصية القارئ؟ أجاب"السيد محمد رائد عثمان": "يعتبر القارئ المرآة التي تعكس القرآن الكريم وأحكامه وتعاليمه في المجتمع الإسلامي لهذا لابد للقارئ أن يتحلى بالقيم والمبادئ والأخلاق القرآنية التي تعتبر الهدف الأول لبناء شخصيته ليكون سفيراً للرسالة ومبلغاً لها بعلم وتدبر وثقافة ترسي لمجتمعنا الإسلامي".

وتابع السيد "محمد عثمان" حديثه مؤكداً أن التربية الإسلامية والتفقه والتمسك بكتاب الله هو صراط الحق المستقيم"ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين"، لأن القرآن الكريم وصف النبي الأكرم(ص) في أحلى وأكمل صفة قال عز وجل "وإنك لعلى خلق عظيم"، فأساس الهداية هو الأخلاق الحسنة وخاتمتها هي المكارم.

وعن كيف يكون القارئ رسول القرآن أي المبلغ؟ قال السيد "محمد عثمان": "حينما يبني القارئ شخصيته المعرفية على صعيد الدراسة الدينية والتدبر لكتاب الله"ليتدبروا آياته"ويعيش كل تفاصيل حياته مع القرآن قراءةً وتمعناً وتفسيراً وتدبراً وسلوكاً حينها يستطيع أن يبلغ كتاب الله فيأسر القلوب قبل العقول وينشر الطمأنينة بذكر الله بين الناس.

وأضاف السيد محمد رائد عثمان: "عندما يعيش القارئ معاني القرآن الكريم في تلاوته يصوّرها بأرقى الصور أحسنها وهذا من أهم الأمور التي ينبغي على القارئ أن يمتلكها بالتعلم والممارسة، فلكل آية معنى وكل معنى يستوجب أداءً ولحناً خاصاً وهذا مايرتبط بعلم المقامات الصوتية".

وأشار الى أنه لابدّ من الجمع بين فنيات القراءة التصويرية وبين تدبر الآيات المباركة لتقع الكلمة في القلب من دون تكلف ويكون صدى تأثيرها عظيماً على عقول وقلوب الناس.

وعندما طلبت من السيد "محمد عثمان" أن يذكر لنا مثالاً عن قصة واقعية حصلت معه (مشكلة وما شابه)  وتم حلّها من خلال آية قرآنية؟ أجاب: "نحن نعيش اليوم في ظل أوضاع صعبة إن كان على الصعيد الإقتصادي أو الأمني والذي بات حديث الناس والشبح الذي يراودهم ونحن منهم ومايصيب أناسنا من مشاكل وابتلاءات فهو يصيبنا كل يوم لكن مع التأمل في كتاب الله عز وجل نجد أن كتاب الله حلّ لكل مشكل وما من معضلة إلا جعل لها مخرجاً فعندما نتدبر قوله تعالى "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"، نصف النفوس بالصبر والتوكل علمنا بأن الله عز وجل عالم قادر لطيف محبّ رحيم بعباده فلايفعل بنا إلا ما يصلحنا وهو الذي وعدنا بأن بعد الضائقة الفرج فتطمئن النفوس وعمرها الرجاء والأمل وتستقر الأرواح وترضى بما قسم لها ربها".
القارئ مرآة لأحكام القرآن وتعاليمه في المجتمع الإسلامي
 وعن كيفية ترسيخ الانغام القرآنية لتحلّ مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين؟ أجاب السيد "محمد عثمان": "تنتشر في أوساط مجتمعاتنا عادات سيئة تصل إلى حد الحرمة وخصوصاً حفلات الزفاف التي نشهدها اليوم والتي يعتريها الكثير من الشوائب المحرمات وفي مقدمتها الغناء الذي بات اليوم المادة المستهلكة بين شبابنا في مختلف أعمارهم فلابدّ لنا من المواجهة في هذه الحرب، وعماد هذه المواجهة هو القرآن والقارئ والمهمة الموكلة للقارئ والبيئة الحاضنة للقراء (جمعيات قرآنية ومايعنى بهذا الشأن) ودورهم هو إرساء أجواء قرآنية وإقامة الأمسيات وحلقات التلاوة وتفعيلها دائماً لتطغى على كل أشكال الغناء وتكون هي العادة التي يستقي منها الشباب روحهم الإندفاعية فيبذلوا بطاقاتهم فيما يقربهم من الله وينبذوا كل أشكال الفسق والفجور باختلاف درجاتها".

وعندما سأل السيد "محمد عثمان" عن دور القرآن الكريم في تطوير قدرات القارئ في اللغة العربية؟ قال: "القرآن الكريم كلام الله وكلام الله عظيم الشأن" لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" والله هو من توكل حفظه"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

وأكد القارئ اللبناني البارز أن كون القرآن الكريم نزل باللغة العربية البليغة  "بلسان عربي مبين" كان لزاماً على القارئ أن يلم بقواعدها الصحيحة لكي يفهم معاني الآيات ولايخطئ بكتاب الله وأن يلم أيضاً بالعلوم البلاغية لما لها من تبيان إجازات القرآن الكريم ليتيسر فهمه وليصل إلى التفسير بشكل صحيح فيتدبر معانيه.

وفي الختام، أكد أن القرآن الكريم هو أبلغ الكتب وأفصحها كان لابد أن يكون هو المرجع الأساسي لصقل الشخصية القرآنية بوابل غزير من المعاني تنفع القارئ وتميز أسلوبه في كتابة وصياغة النصوص.

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

captcha