وقال الله تعالى في الآية 14 من سورة الحديد المباركة حول الأماني البعيدة التي تغر الإنسان وتُبعده عن التدبر في يوم الحساب "يُنَادُونَهُمْ الَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ انْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْامَانِىُّ حَتَّى جَاءَ امْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُور".
والأماني ليست سيئة بذاتها بل هناك أماني تُبعد الإنسان عن الآخرة ويوم القيامة وهي التي يذمها القرآن الكريم والمعيار هنا هو ذكر الله فإن الأمنيات التي تُنسي الإنسان ذكر الله ما هي إلا غرور لأن ذكر الآخرة يجعل الإنسان يذكر الله دائما.
وفي الأمنيات المذمومة يقوم الإنسان بتمني ما هو بعيد ويبحث عن البقاء في دار الدنيا وقد حذّر الإمام علي (ع) في رواية من غرور الأماني ثم قال (ع) ما أكثر من تأمل يوما ولم يراه وتأمل قصرا ولم يُشيده.
وروي عن الرسول (ص) أنه رسم خطاً طويلاً على الأرض ثم قطعه بخط آخر وسأل من حوله أتعلمون ما هذا الخط الطويل؟ ثم قال إنها الأماني البعيدة والطويلة التي لا تتهي والخط الآخر الذي قطعها هو الموت التي يأتي فجأة.