وقال الله تعالى في الآية الـ32 من سورة المائدة المباركة "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" حيث يؤكد عز وجل إن قتل النفس بغير نفس هي قتل الإنسانية ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً كما أن قتل كتاب بمثابة قتل ثقافة صالحة.
وأمر الله تعالى هابيل وقابيل بالتضحية وتقبّل تضحية هابيل ورفض تضحية قابيل حتى قام قابيل بقتل أخيه هابيل وكان هذا أول قتل في تأريخ البشرية والذي كان بمثابة قتل الإنسانية جميعاً.
لقد تحدّث النص القرآني بصريح العبارة عن أوّل جريمة قتل في تاريخ البشرية، حيث قام قابيل ابن آدم عليه السلام بقتل أخيه هابيل، وقد جاءت الآيات مبيّنة ذلك في سورة المائدة: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) .
وتفيد الآية الـ32 من سورة "المائدة" المباركة أن من يقتل نفساً ويعلم حرمة ذلك كأنه قتل الناس جميعاً خصوصاً وإن الله حرّم قتل النفس وأبلغ البشر بذلك عبر الرسل وأتمّ الحجة على البشر.
ورغم ذلك هناك الكثير من الناس يقومون بالإسراف على النفس وقتل الناس وينتهكون حقوق بعضهم البعض بسبب أهواءهم النفسية ويؤكدون بذلك قول الملائكة عندما خاطبوا الله تعالى وقالوا أن البشر سيسفك الدماء في الأرض.
مأخوذ من كتاب "365 يوماً في مصاحبة القرآن" بقلم الباحث والكاتب الاايراني "الأستاذ حسين محي الدين الهي قمشه اي"
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: