وأشار إلى ذلك، الخبير الايراني في نهج البلاغة "بخشعلي قنبري" في المحاضرة الـ14 من سلسلة محاضراته حول "الأخلاق الاجتماعية من منظور نهج البلاغة" تحت عنوان "سُبُل التخلص من التكبر" حيث قال فيها إن الامام علي(ع) يشير في نهج البلاغة الى سبل الخلاص من صفة التكبر والغرور السيئة.
وقال إن الإمام علي (ع) في نهج البلاغة قد عرض العديد من السبل لمحاربة التكبر منها زيارة القبور، وتدبر البشر في ضعفه وهوانه، ودراسة سيرة الجبابرة المتكبرين، وأخذ الدروس والعبر منها.
وجاء في الرسالة 31 من نهج البلاغة عن الإمام علي (ع) " أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ وَ فَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ وَ سِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ، بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِهِ وَ نَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ، فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [جَلِيلَهُ] نَخِيلَهُ وَ تَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَهُ وَ صَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ، وَ رَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ وَ أَجْمَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَ أَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ وَ مُقْتَبَلُ الدَّهْرِ ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ وَ نَفْسٍ صَافِيَة".
وهنا يتساءل الإمام علي (ع) عن سبب جعل الله بيته العتيق في مكة المكرمة وتفيد الخطبة الشريفة بأن الله جعل بيته في مكة الصحراوية ليشعر الإنسان بضعفه وفقره عندما يدخل إلى أرض جافة.
هذا ويذكر أن المبادئ التي تحكم حياة الإمام علي( عليه السلام) تستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية في جميع الأبعاد والمجالات، كما أن علاقات الامام(ع) في مجال العمل الاجتماعي والتعامل مع المجتمع، كانت مبنية على أوامر إلهية ونبوية حيث يمكن اعتبارها نموذجاً مثالياً للناس.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: