
ووجه في كلمته خلال انطلاق فعاليات
المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم، اليوم السبت، بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي لفوزه بثقة المصريين لفترة رئاسية جديدة، مشيرًا إلى أن رسالة التجديد آتت ثمراتها بتكاتف المؤسسات الدينية.
وأشار إلى أن الحديث عن القرآن الكريم أمر محبب إلى النفس، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، مشيرًا إلى أن إكرامهم تجليل للمولى عز وجل.
ودعا المولى عز وجل أن ينصر إخواننا في غزة، موجهًا الشكر لوزارة الأوقاف على جهودها في خدمة كتاب الله عز وجل.
مفتي مصر: القرآن خير ما يتنافس فيه المتنافسون حفظاً وتلاوةً وتفسيراً واستنباطاً
قال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن القرآن الكريم خير ما يتنافس فيه المتنافسون حفظًا وتلاوة وتفسيرًا واستنباطًا، مؤكدا أن هذه كلها وسائل كريمة لغاية أكرم وأشرف ألا وهي التدبر والتفكر في كتاب الله الكريم، الذي أنزله الله تعالى نورا وهداية ورحمة للعالمين.
وأضاف المفتي - في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم، المقامة في مركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة - أن الأمر الإلهي بالتدبر في آيات القرآن الكريم قد جاء مرارًا في كتابه الكريم، فيقول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]، وكذلك في السنة النبوية في الحديث الذي رُوي عن الإمام علي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ خَبَرُ مَا قَبْلَكَمْ، وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ رَدٍّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي مَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».
وأشار المفتي إلى أن هذه المسابقة هذا العام مباركة لسببين، الأول أنها تأتي بعد أن أظهر الشعب المصري أنه مدرك للتحديات الذي تواجهه من خلال المشاركة الإيجابية والفعالة خلال الاستحقاقات الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي عبر فيها عن ثقته في الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكمل مسيرة بناء الجمهورية الجديدة.
وأوضح أن السبب الثاني أن هذه المسابقة تُعقد للمرة الأولى في مركز مصر الثقافي الإسلامي من قلب العاصمة الإدارية الجديدة التي تعدُّ إنجازًا تنمويًّا كبيرًا لتحقيق النهوض والتنمية الشاملة في الدولة حتى تحتل مصرنا الغالية مكانتها اللائقة بين الدول.
وأكد مفتي مصر أن الله تعالى قد يسر حفظ القرآن الكريم واستظهاره للعربي والأعجمي والكبير والصغير والقارئ والأمي على وجه متفرد لافت، بحيث لم يتكرر في تاريخ البشرية لكتاب غير هذا الكتاب أن يكون حفظه وإتقان تجويده وتلاوته ميسرًا على هذا النحو العجيب الذي نراه في هذه المحافل المباركة وفي غيرها من تجمعات الاستظهار والتلاوة، هذا مع عظيم ما احتواه من أوجه أخرى من إعجاز النظم الكريم، كالإخبار عن المغيبات.
وأشار إلى أن الله قد تحدى مكذبي القرآن من أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه فلم يجدوا لذلك سبيلًا مع وجود التحدي وتوفر الدواعي، قال الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
وأكد أن مصر بلد له شأن عظيم في حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وقد أخرجت ما لا يُحصى من الحفظة المهرة والمتقنين وعلماء القراءات حتى صارت قِبلة للعالمين في هذا الشأن، وأصبح قراؤها الكبار المعروفون في العالمين مثالًا يُحتذى في الإتقان والتلاوة وجمع القراءات القرآنية.
وتابع فضيلة المفتي: "علينا ونحن نسلك سبيل حفظ القرآن وتجويده وتلاوته، أن نتخذ من الحفظ والاستظهار وسيلةً للفهم والتدبر والعمل، وسبيلًا لنشر قيمه الخالدة وتعاليمه السامية، ولنكن سفراء للقرآن الكريم في جميع المحافل، نحمل أخلاقه للعالمين، حتى يروا تجليات آيات كتاب الله تعالى جلية في أخلاقنا واضحة في سلوكنا، سارية في حياتنا الفردية والجماعية، بل في كافة أوجه الحياة".
ولفت إلى أن العالم الآن مع ما نشهده من أزمات وصراعات في أشد حالات الاحتياج إلى الاهتداء بأنوار القرآن الكريم وأخلاقه، موجهًا حديثه إلى المتسابقين: "أنتم حَملة هذه الأنوار إن شاء الله تعالى، واعلموا أنه ما فتحت البلاد سابقًا وما انتشرت الحضارة الإسلامية بعلومها وآدابها وفنونها في ربوع المعمورة إلا بأخلاق أهل القرآن لا بالحرب ولا بالسيف ولا بالسنان كما يزعم أعداء الإسلام".
واختتم المفتي كلمته بخالص الدعاء إلى الله عز وجل بالتوفيق والنجاح للمتسابقين وأن يرزقنا وإياهم التخلق بأخلاق القرآن الكريم وهدايته.
عرض فيلم تسجيلي بعنوان "مصر في خدمة القرآن"
عرضت وزارة الأوقاف المصرية خلال الجلسة الافتتاحية للمسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم والتي تعقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدار القرآن الكريم بمسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي، فيلمًا تسجيليًا تحت عنوان "مصر في خدمة القرآن" استعرض عظمة العمارة الإسلامية في تشييد وبناء مسجد مصر ودار القرآن الكريم وجهود الرئيس السيسي، واهتمامه بإكرام أهل القرآن وحسن مكافأتهم.
كما استعرض الفيلم التسجيلي جهود وزارة الأوقاف المصرية بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وما حققته من عمارة المساجد وتحسين أحوال الأئمة والواعظات في ظل توجيهات الرئيس السيسي.
ويشارك في فاعليات المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم، الشيخ عبد الباري بن عواض الثبيتي إمام المسجد النبوي الشريف، بالمدينة المنورة.
وافتتح وزير الأوقاف المصري نائبًا عن الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثلاثين لحفظ القرآن الكريم "دورة الشيخ محمود على البنا (رحمه الله)" بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، و الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي مصر، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعدد من الإعلاميين، والمحكمين والمتسابقين المشاركين في المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم.
المصدر: مواقع مصرية
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: