وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع الدكتور "حكم أمهز"باحث في الشؤون الاقليمية والدولية.
في السؤال عن دور سماحة رئيس الجمهورية " إبراهيم رئيسي" في دعم محور المقاومة وفلسطين؟
أجاب الدكتور "حكم أمهز" لفهم دور الرئيس في دعم محور المقاومة وفلسطين وحزب الله، لا بد أن نعود إلى العقيدة التي يلتزم بها. هناك فرق كبير بين من يكون ملتزماً بعقيدة ما باختياره ويعمل ويضحي من أجلها بسعادة.
وبين من يُلزم بعقيدة ما ويعمل بشكل وظيفي لإنجازها. هناك فرق كبير جداً بين الحالتين، لأن من يعمل برغبة وطموح لتحقيق أهدافه التي يلتزم بها يختلف كثيراً عن من يعمل بوظيفة لتحقيق أهداف غيره، وبالتالي يكون يعمل بدون رغبة.
السيد رئيسي، رحمه الله عليه، كان من الفئة الأولى التي التزمت عقيدة وعملت وضحت من أجلها برغبة عالية. ومن هذا المنطلق، ساعد ما أمكن القضية الفلسطينية ودعم محور المقاومة وحزب الله.
كلنا شاهدنا جولاته التي قام بها على مواقع المقاومة في لبنان ولقاءاته مع المقاومة الفلسطينية قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية. قدم كل الدعم الممكن في هذا الإطار ولم يتخلَّ للحظة واحدة. برز دوره كداعم لمحور المقاومة وحزب الله وفلسطين بشكل أكبر عند وصوله إلى السلطة، حيث كرّس جهداً كبيراً في هذا الإطار ودعماً كبيراً على هذه المستويات.
كان دائماً يقول إن إيران مستعدة لتقديم كل ما يمكن لدعم المحور والمقاومة وخصوصاً في فلسطين.
وأشار الدكتور " أمهز" إلى الدور البارز الذي لعبه وزير الخارجية، رحمه الله عليه، حسين عبد الأمير اللهيان في زياراته المكثفة واتصالاته مع قادة المقاومة والتنسيق بين قوى المقاومة.
كان دوره بارزاً في العديد من المواقف، خصوصاً فيما يتعلق بقضية فلسطين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. لذلك، دور السيد رئيسي في دعم المقاومة كان قوياً جداً، نابعاً من إخلاص وحب ووفاء، وبالتالي من يكون بهذه المواصفات يعطي بلا انتظار شيء وبلا حدود.
وعن توضيح نوع التعاون الذي يحدث بين إيران وحزب الله اللبناني في مجالات محددة؟
كان رد الدكتور "حكم أمهز" الرئيس "رئيسي"من خلال الإجراءات التي اتخذها خلال توليه سلطة رئاسة الجمهورية لعب دوراً كبيراً جداً. لم يترك منبراً دولياً إلا وتحدث فيه عن القضية الفلسطينية ودعمها وحقوق الشعب الفلسطيني.
إذا رجعنا إلى مؤتمر القمة العربي الإسلامي الذي عقد في السعودية بعد حوالي شهرين من العدوان الإسرائيلي على غزة، نجد أنه كان الوحيد الذي وقف وأعلن مواقف صارمة وحاسمة في دعم القضية الفلسطينية، غير مكترث بالمواقف التي تعبر عن ممارسة الدبلوماسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. لم يكن يأبه أيضاً لمخاطر الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية وفرض عقوبات. كان موقفه صريحاً وواضحاً، وتجلى ذلك أيضاً في القرار الذي اتخذته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرد مباشرة على الكيان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق. هذا كان مفصلاً تاريخياً يُحسب له ويُحسب للرئيس رئيسي وقد أصبح أثراً تاريخياً مهماً واستراتيجياً واستثنائياً في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي. هناك أيضاً الدعم المادي واللوجستي للمقاومة الفلسطينية، خصوصاً في الفترة الأخيرة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
وعندما سأل الدكتور "حكم أمهز "عن توضيح نوع التعاون بين إيران وحزب الله ؟
قال الإجابة واضحة جداً، العلاقة بين حزب الله وإيران هي علاقة أكثر من عضوية. حزب الله حقق إنجازات عظيمة بدعم إيراني على كل المستويات. السيد حسن نصر الله، حفظه الله، قال أكثر من مرة إن كل ما لدينا هو من إيران، بمعنى مأكلنا ومشربنا وما إلى ذلك. هذا يعبر عن العلاقة العضوية بين إيران وحزب الله.
الدعم الأساسي لحزب الله وحزب الله يعتبر ابناً عضوياً لهذه الدولة العظيمة. هناك علاقات ليس فقط على المستوى التسليحي والتمويلي والدعم، بل أيضاً على مستوى العقيدة والأهداف والاستراتيجيات.
لا يمكن حصر مجالات العلاقة والتعاون بين حزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية في نقطة محددة، يمكن القول إن التعاون يشمل كل المجالات.
وفي السؤال عن كيف كان تعامل سماحة الرئيس "إبراهيم رئيسي" مع قضايا المحرومين داخل إيران؟ أجاب الدكتور "حكم أمهز" لاحظنا أن الرئيس رئيسي، رحمه الله عليه، لم يكن يعرف التعب ولم يأخذ يوم عطلة.
في أيام العطلة الأسبوعية والرسمية كان يتوجه إلى المحافظات، خصوصاً المحافظات التي توصف بأنها فقيرة أو محافظات الأطراف. شهدناه يزور محافظة بلوشستان وخوزستان ومحافظات أخرى، يفتتح المشاريع الإنمائية والسكنية.
وتحدث عن مشروع بأربعة ملايين شقة سكنية. أوصل المياه والكهرباء إلى آلاف القرى النائية خلال ولايته، وبدأ بمشاريع تنموية. شارك بنفسه في العديد من الكوارث الطبيعية التي حصلت خلال ولايته، وعمل كثيراً على التخفيف من الأزمة الاقتصادية والتضخم الداخلي. رفع نسبة الإنتاج النفطي إلى 3.4 مليون برميل يومياً.
هناك الكثير من الأمور التي عمل عليها سماحة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي على مستوى إيران. حتى نعرف أهمية ما قدمه للمحرومين في داخل إيران، لا بد أن ننظر إلى الملايين الذين نزلوا لتشييعه سواء كان في تبريز أو في قم أو في مشهد أو في بيرشنت.