وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع الدكتور "محمد شمص"مدير ورئيس تحرير موقع الخنادق الإلكتروني ودكتور الإعلام في الجامعة اللبنانية وخبير في الشؤون الإيرانية.
في السؤال عن موقف وزير الخارجية الإيراني من القضية الفلسطينية أجاب الدكتور "محمد شمص" القضية الفلسطينية كانت تشغل بال الشهيد المجاهد حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجيات محور المقاومة كما أطلق عليه. كانت تشغل حياته اليومية وتفاصيلها. لاحظنا منذ السابع من أكتوبر نشاطه البارز على المستوى الإقليمي والدولي، حيث كان يطرح قضية فلسطين وغزة مطالبًا بوقف إطلاق النار، ملوحًا بتوسيع دائرة الحرب والمعركة والمواجهة فيما لو لم تتوقف إسرائيل عن عدوانها. كما أدان إسرائيل في موضوع الإبادة الجماعية وارتكابها مجازر حرب.
وأضاف الدكتور "شمص"ان عبد اللهيان كان ناشطًا بشكل لافت في كافة المحافل الدولية، وكان موقفه يلقى صدى واسعًا على المستوى العالمي. كان شغله الشاغل يتابع التفاصيل اليومية فيما يخص الوضع الغذائي والحصار والوضع الميداني مع المقاومين وفصائل المقاومة الفلسطينية. كان يلتقي مع قيادات الفصائل سواء في بيروت أو غيرها للاطلاع على تفاصيل مجريات المعركة العسكرية. كان وزيرًا مقاومًا ثوريًا بامتياز، والقضية الفلسطينية كانت من أولى اهتماماته في عمله كوزير للدبلوماسية الإيرانية وأيضًا كمسؤول إيراني معني بفلسطين. لهذا كان محبًا للقضية الفلسطينية، يتكلم عنها بشغف وكأنها قضيته الأولى التي تعنيه قبل أي قضية أخرى.
وأشار الدكتور "محمد" إلى معلومة في غاية الأهمية تدل على مدى حب الشهيد المجاهد عبد اللهيان لفلسطين وخدماته لهذه القضية، ففي القمة الإسلامية التي عقدت في جدة على خلفية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية الأمريكية على غزة، وشارك في هذه القمة بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي، حيث شاركت فيها 55 دولة.
اقترح الوزير عبد اللهيان على الرئيس الإيراني أن تكتب الفصائل الفلسطينية البيان الرئاسي، وبالفعل وافق السيد رئيسي وأرسل هذا الأمر لفصائل المقاومة الفلسطينية. قدمت الفصائل اقتراحاتها التي حظيت بموافقة السيد رئيسي وأدرجت في البيان الرئاسي الذي تم تلاوته في القمة الإسلامية في جدة. هذا مؤشر ودليل على مدى اهتمام الوزير عبد اللهيان بالقضية الفلسطينية وحبه لها وتضحياته وانشغال فكره من أجل دعم القضية الفلسطينية وأهل غزة.
وعن مساهمة الوزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان" في تعزيز محور المقاومة، وما هي الأنشطة التي قام بها لدعم هذا المحور؟ أجاب الدكتور "محمد شمص" إيران أسست منذ سنوات محورًا اسمه محور المقاومة، من خلال دعمه وتعزيزه بالسلاح والإمكانات اللوجستية والمالية والإعلامية والسياسية. ودفع رأس مال باهظ مقابل هذا الدعم لحركات المقاومة من عقوبات وحظر اقتصادي ظالم ضد إيران وشعبها. رغم هذه الضغوط والتكاليف الباهظة، أصرت إيران على دعم دول المحور.
فتشكل شيء ما يعرف بمحور المقاومة اليوم، الذي يواجه الأمريكي والإسرائيلي ومشروعهما في المنطقة، بل مشروع الناتو والغرب الجماعي. اليوم المعركة محتدمة بين الطرفين. بطبيعة الحال، تدير إيران بذكاء وحنكة هذه العلاقة بين دول محور المقاومة.
وتابع الدكتور "شمص" حديثه للوزير الشهيد "عبد اللهيان" دور في إيجاد هذه الثقة والترابط والتنسيق ليس فقط الدبلوماسي والسياسي، بل أيضًا في ضخ الروح الثورية أو المعنويات بين أطراف دول المحور. الوزير "عبد اللهيان" كان كما اسميناه وزير محور المقاومة، وليس فقط وزير خارجية الجمهورية الإسلامية. بل هو وزير خارجية محور المقاومة لأنه كان يعمل ليلًا ونهارًا على دعم هذا المحور وجعله الأقوى في المنطقة لمواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي الغربي.
وعن أبرز النجاحات الدبلوماسية التي حققها الوزير"حسين أمير عبد اللهيان" في تحسين علاقات إيران الخارجية؟ قال الدكتور محمد شمص نجح الوزير الشهيد عبد اللهيان في ترسيخ ثوابت إيران فيما يخص السياسة الخارجية، ومن أهم هذه الثوابت تصغير المشاكل مع دول الجوار وبناء أفضل العلاقات وتعزيزها مع الدول العربية الجارة والدول الخليجية. كان الاتفاق السعودي الإيراني الشهير أحد نجاحاته. لعب الوزير عبد اللهيان دورًا مهمًا في إنجاح هذا الاتفاق. حكومة السيد الشهيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته الشهيد عبد اللهيان كانت تسعى بالدرجة الأولى لإنجاح هذه العلاقات مع دول الجوار العربية. بالفعل، المشاركة اللافتة من دول عربية كانت على خصومة مع إيران في مراسم التأبين تدل على نجاح حكومة رئيسي ونجاح دبلوماسية الوزير عبد اللهيان في تعزيز العلاقات العربية مثل مصر والأردن والإمارات وحتى البحرين.
وفي السؤال عن تعزيز الوزير "حسين أمير عبد اللهيان" العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران والدول الأخرى في ظل العقوبات الدولية؟ كان جواب الدكتور "محمد شمص"
وزارة الخارجية الإيرانية برئاسة رئيس الدبلوماسية فيها الوزير عبد اللهيان لعبت دورًا أساسيًا أيضًا في تطوير علاقات إيران مع دول آسيا ليس فقط في المجالات الدبلوماسية والسياسية، إنما في المجالات التجارية والاقتصادية. فانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي ومنظمة بريكس العالمية، وأيضًا تطوير علاقاتها مع دول أوراسيا وكذلك مع الصين وروسيا، كان له أبعاد اقتصادية وتجارية. كان للوزير عبد اللهيان دور في إنجاح هذه العلاقات التجارية والاقتصادية، فضلًا عن تطوير العلاقات التجارية مع دول الجوار العربية.