وقال آية الله السيد ياسين الموسوي في تصريح له: "يوجد أناس يقدّرون العلم والعلماء، ويعلمون أن العالم لا يسعى لمنفعة دنيوية، بل يكرّس عمره للعلم والهدى، في حين أن الآخرين ينشغلون في شؤون الحياة اليومية. وعندما يقع أحدهم في مشكلة شرعية، فإنه لا يلجأ إلى صاحب مال أو منصب، بل إلى ذلك العالم الذي نذر عمره للمعرفة بعيداً عن الشهوات والمصالح الذاتية".

وفي سياق حديثه، أشار سماحته إلى اللقاء الأخير الذي شهدته مدينة النجف الأشرف، والذي تميز بحضور علمائي واسع للترحيب بسماحة آية الله العظمى الشيخ عبدالله جوادي آملي. 

وبيّن خطيب جمعة بغداد أن "الآلاف من العلماء وطلاب الحوزة العلمية في النجف تقدموا لتكريم هذا العالم الرباني، في مشهد يعكس عمق الاحترام والتقدير الذي يحظى به العلم والعلماء في أوساط المرجعية".

وأضاف: "الشيخ جوادي آملي ليس مجرد عالم، بل هو مرجع وفقيه وأصولي ومتكلم وفيلسوف ومفسّر من الطراز الأول، وقد ألّف تفسيراً للقرآن الكريم بعنوان (تسنيم) يُعد من أعظم التفاسير، حيث يضم 80 مجلداً، وكل مجلد يقارب الألف صفحة، وقد استغرق تأليفه 40 سنة من البحث والتأمل".

وأشار السيد الموسوي إلى أن المرجع الديني الأعلى، سماحة السيد السيستاني دام ظله، عندما التقى بالشيخ جوادي الآملي، عبّر له عن تقديره الكبير قائلاً: "أنت من مفاخر الإسلام، وتفسيرك مفخرة للشيعة".

وختم بالقول: "هذا التقدير للعلم لا يعبّر عن تعصب قومي أو لغوي، فالمرجعية في النجف وقم واحدة، ولا مكان عندنا للتفريق بين عربي وعجمي. ما يهمنا هو مقام العالم. ونسأل الله أن يجعلنا من السائرين في طريق العلم، والمقدّرين لأهل العلم، فهم نواب الإمام الحجة عليه السلام في عصر الغيبة الكبرى".