وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ محمد حسين صاعدرازي"، الأستاذ والباحث الايراني في الحوزة العلمية في ندوة علمية بعنوان "نظرية الحكومة التربوية في القرآن الكريم" التي نظمها مركز أبحاث العلوم والثقافة الإسلامية في إیران، وقال إن هناك نماذج متعددة للسياسة في عالم اليوم، ولكل منها أسس وأهداف خاصة بها.
وأضاف أنه "يجب أن تكون التربية من الواجبات المحورية للحكومة الإسلامية من منظور القرآن الكريم ولاتعتبر التربية واجباً بجانب الواجبات الأخرى أو أن تكون التربية أصلاً ليست من واجبات الحكومة".
إقرأ أيضاً:
وأشار الشيخ محمد حسين صاعدرازي الى أنه "في القرآن الكريم، التوحيد هو محور جميع الأسس وهدى الإنسان نحو القرب الإلهي، وهو الهدف النهائي للحكومة من منظور القرآن، لذا يجب أن يكون هذا الهدف هو المحور الأساسي للحكومات".
وأردف الأستاذ والباحث الايراني في الحوزة العلمية، قائلاً: "فيما يتعلق بأهداف الحكومة، هناك ثلاثة آراء؛ الأول هو أن الحكومة ليس لديها واجب التربية التوحيدية؛ و"توماس هوبز"(أحد أكبر فلاسفة القرن السابع عشر بإنجلترا) و"نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي"(الفيلسوف والمفكر الايطالي) يدعمان هذا الرأي؛ والمجموعة الثانية تعتبر التربية التوحيدية واجب الحكومة بجانب الاحتياجات والواجبات الأخرى؛ الأشخاص مثل "أوغسطين"(أعظم فيلسوف مسيحي في العصور الوسطى) و"توماس أكوينياس"(الفيسلوف الايطالي) يعتبران من مؤيدي هذا الرأي، والمجموعة الثالثة تعتبر التربية التوحيدية الواجب الرئيسي وأحد المبادئ الأساسية للحكومة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإنهم يعتقدون أن الحكومة لن تسير نحو التوحيد؛ "أفلاطون" و"أرسطو" مدافعان عن هذا الرأي."
واستطرد موضحاً: "يجب على السياسيين والحكام في النظام الإسلامي أن يتصرفوا مع الناس بناءً على الأخلاق الإسلامية، ويجب على الناس أيضاً أن يتبعوا الحكومة الإلهية والإسلامية والولاية؛ بمعنى أن الناس لا يشاركون من أجل المنافع المادية، بل من أجل تحقيق القيم والأخلاق الإسلامية وبنهج الالتزام بالواجب الإلهي. لذا، يجب أن تكون التربية محور الحكم، لأن التربية وحدها هي التي ستنشر الأخلاق بين الناس والسياسيين وغيرهم."