وأعلن عن ذلك، الأستاذ الجامعي العراقي والمحلل السياسي "حسن أرباش العامري" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا).
كيف تقيّمون الردّ الايراني على العدوان الصهيوني الغاشم إستناداً إلى التعاليم القرآنية والاسلامية؟
لقد شهد القاصي والداني والعدو والصديق بأن الكيان الصهيوني قد قام بالاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقتل الأبرياء بدم بارد وهدم المساكن وروع الآمنين في ديارهم وهنا أجاز الله للمعتدى عليه أن يردّ الأذى عن نفسه من خلال ردّ العقوبه حيث قال تعالى "فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ" وهذا هو مبدأ القصاص، وأمر الله المؤمنين أن يظهروا القوة للأعداء ليردعهم حيث قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً" أي أن يلمسوا منعم الشدة والإصرار ليرتدعوا ويفهموا قوتكم إصرار وإيمان بما تفعلون.
كما تعلمون أن التصدي للعدوان الصهيوني حقٌّ مشروعٌ لإيران، وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واستناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس، ما هو تحلیلکم؟
ليس في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة وهكذا أن الردّ العسكري الايراني كان متمسكاً بنصوص القانون الدولي في مواجهة العدوان الصهيوني بقوة الردع اللازمه ولم يعتدي، فمن حق الدول والتجمعات الانسانيه أن ترد على العدوان من أجل حفظ أمنها وسلامة شعبها وسلامة أراضيها، ولكن في قضية الكيان الصهيوني أجد أن هنالك محاباة للقانون الدولي للكيان الصهيوني والدليل أن اسرائيل اعتدت وقتلت الشعب الفلسطيني بطرق إجراميه لم يشهد التأريخ مثلها وقامت بتجويع شعب وقتله عطشا ومحاولات الإبادة الجماعية ولكن لم نرى لهذا القانون الاعور أن يرى تلك الجرائم ولم يشم رائحة الدم المراق.
ما هو واجب أحرار العالم والدول الإسلامية في مواجهة الجرائم الهمجية للكيان الصهيوني المحتل في الهجوم على إيران؟
وهنا الواجب الإنساني والقانوني والشرعي على الدول الاسلاميه وكل أحرار العالم أن يقفوا مع الحق وينصروا الحق ويتصدوا للباطل، وان كان يقف خلف اسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية وغالبية الدول الاسلاميه تخشى أمريكا ولكن هنا تبقى ولكن أقول إن الله أحق أن تخشوة وهو مولى المؤمنين حيث قال "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".
كما تعلمون أن الكيان الصهيوني تجاوز خطاً أحمر جديداً في القانون الدولي، وشنّ هجوماً على المنشآت النووية، ما هي مهمة المؤسسات الدولية ذات الصلة في هذا الصدد؟
عندما يتجاوز الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراءكما تعلمون، الكيان الصهيوني لم يكتفِ باحتلال الأراضي، وتهجير الشعوب، وقتل الأبرياء، بل وصل به الغرور والعدوان إلى استهداف المنشآت النووية السلمية لدولة عضو في الأمم المتحدة، ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية. هذه ليست فقط جريمة عدوان بل جريمة ضد الإنسانية، وخرق مباشر لميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أين المؤسسات الدولية؟ وأين هي واجباتها؟
أولاً، الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، هي الجهة الفنية الأعلى لمراقبة الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وعليها واجب التحقيق الفوري، إدانة العدوان، وإرسال فريق تقصٍ دولي إلى موقع الهجوم. فسكوتها يعني التواطؤ، وصمتها جريمة سياسية وأخلاقية.
ثانيًا، مجلس الأمن الدولي، هو المسؤول الأول عن حفظ السلم والأمن الدوليين. فهل أصبح أداة بيد القوى العظمى تُستعمل متى شاءت وتصمت حين يكون المعتدي "إسرائيل"؟! إن لم يتحرك المجلس اليوم، فإن مصداقيته تموت رسمياً، ويتحوّل إلى منصة خطابية مهترئة.
ثالثًا، الأمم المتحدة، كمنظمة أممية، عليها أن تدعو إلى جلسة طارئة للجمعية العامة، وتُصدر قراراً بإدانة هذا الفعل الإجرامي.
ما مدى فعالية إدانة الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الصهيوني من قبل المؤسسات الإسلامية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية؟
سؤالك مهم ويذهب مباشرة إلى جوهر الإشكالية المزمنة في العمل الإسلامي والعربي الرسمي، ولذلك إليك تحليلًا مباشرًا وبلهجة واضحة حول مدى فعالية إدانة الجرائم الصهيونية من قبل المؤسسات الإسلامية كمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية: وهي مجرد إدانة لاتتعدى حدود الورقة التي يكتب عليها لكونها مجرد بيانات إدانة واستنكار لايتبعها أي إجراء سياسي أو اقتصادي وقانوني أو قطع علاقات وهي بلا اليه ملزمه وليس هنالك أي عقوبات لمن يخالفها أو يتجاهلها لذلك تبقى مجرد تنفيس اعلامي غير مسموع.