ایکنا

IQNA

أكاديمي يمني في حديث لـ"إکنا":

الردّ الإيراني على العدوان الصهيوني يأتي منسجماً مع روح القرآن

13:28 - June 20, 2025
رمز الخبر: 3500619
صنعاء ـ إکنا: أكد الأكاديمي اليمني "عبدالملك محمد عيسى" أنّ الردّ الإيراني يأتي منسجماً تماماً مع روح القرآن الكريم الذي يأمر بالدفاع عن النفس ومواجهة الطغيان، مصرحاً أن الردّ الإيراني يفتح صفحة جديدة في معادلة الردع الإقليمي ويجب أن يحتفى به لا فقط كحق مشروع بل كمحطة مفصلية في التاريخ الحديث للأمة.

وأعلن عن ذلك، الأكاديمي اليمني وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة "صنعاء" اليمنية "الدكتور عبدالملك محمد عيسى" في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا).
 
كيف تقيمون الردّ الايراني على العدوان الصهيوني الغاشم استناداً إلى التعاليم القرآنية والاسلامية؟
 
الردّ الإيراني يأتي منسجماً تماماً مع روح القرآن الكريم الذي يأمر بالدفاع عن النفس ومواجهة الطغيان حيث قال الله تعالى "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا"، كما أن الآية الكريمة: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}  تؤكد على أن ردّ المظلوم على الظالم حق مكفول شرعاً وقد جاء الردّ الإيراني محسوباً رادعاً دون الانزلاق إلى التهور مما يعكس التزاماً قرآنياً بعدم الاعتداء وفي الوقت نفسه رفضاً للخنوع أو الاستسلام إنه ردّ يجسّد المبادئ الإسلامية التي لاتقبل الظلم ولا تفرط بالكرامة بل تواجه العدوان بثبات ووعي وميزان دقيق.
 
كما تعلمون أن التصدي للعدوان الصهيوني حقٌّ مشروعٌ لإيران، وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واستناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس، ما هو تحلیلکم؟
 
المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تنص صراحة على حق الدول في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لعدوان مسلح إلى حين اتخاذ مجلس الأمن التدابير اللازمة والكيان الصهيوني – باعتراف وسائل إعلامه – قام بعدوان مباشر على سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي فإن ردّ إيران لايندرج فقط ضمن الحق الأخلاقي والديني بل هو أيضاً قانوني بامتياز وفقاً للأطر الدولية تجاهل هذا الحق أو التهوين من مشروعيته يعدّ ازدواجية قانونية وسياسية اعتادت عليها بعض الدول الغربية عند الحديث عن الكيان الصهيوني، الأمر الذي يقوض مصداقية النظام الدولي برمته.
 
ما هو واجب أحرار العالم والدول الإسلامية في مواجهة الجرائم الهمجية للكيان الصهيوني المحتل في الهجوم على إيران؟
 
الواجب لايقتصر على الإدانة الخطابية بل يتطلب موقفاً عملياً شاملاً:
 
أولاً: المقاطعة السياسية والاقتصادية للكيان الغاصب.
 
ثانياً: دعم قوى المقاومة مادياً ومعنوياً فهي خط الدفاع الأول عن كرامة الأمة.

ثالثاً: تحريك الرأي العام العالمي عبر وسائل الإعلام والمنصات القانونية والحقوقية لفضح جرائم الاحتلال.
 
رابعاً: توحيد المواقف بين الشعوب والنخب السياسية والدينية ضد كل أشكال التطبيع والتواطؤ.
 
الساكت عن الظلم شريك فيه والموقف الإنساني الحقيقي يقتضي الوقوف مع المظلوم لا مع القاتل تحت ذرائع واهية.
 
كما تعلمون أن الكيان الصهيوني تجاوز خطاً أحمر جديداً في القانون الدولي، وشنّ هجوماً على المنشآت النووية، ما هي مهمة المؤسسات الدولية ذات الصلة في هذا الصدد؟
 
الهجوم على منشآت نووية يعدّ تهديداً للسلم والأمن الدوليين ويشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية فيينا وسائر المواثيق التي تجرم استهداف المنشآت المدنية ذات الطابع النووي سواء للأغراض الطبية أو السلمية، وبالتالي فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي مطالبان بما يلي:
 
إدانة واضحة وصريحة للهجوم.
 
فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف.
 
محاسبة الكيان المعتدي وفقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة لأنه يهدد السلام الإقليمي والعالمي.
 
التقاعس في هذه المرحلة لن يفهم إلا كتواطؤ مع الجريمة وسيقوض ثقة الدول المستقلة بالمؤسسات الدولية.
 
ما مدى فعالية إدانة الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الصهيوني من قبل المؤسسات الإسلامية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية؟
 
للأسف الإدانة المجردة لم تعد كافية بل باتت – في كثير من الأحيان – وسيلة للتهرب من الواجبات الحقيقية فعالية هذه الإدانات تتوقف على ثلاثة معايير:

1. مستوى الوضوح والشدة في الخطاب السياسي الرسمي.

2. ربط الإدانة بخطوات عملية: كتعليق عضوية الكيان الصهيوني في المنتديات الدولية أو فرض عقوبات اقتصادية أو دعم المقاومة الفلسطينية.

3. الاستقلالية عن القرار الشيطان الأكبر الأمريكي والغربي الذي كثيراً  ما يتستر على جرائم الاحتلال.

من دون ذلك تصبح هذه الإدانات مجرد محاولة لذر الرماد في العيون لا تؤثر في سلوك الكيان المحتل ولا تردع جرائمه.
 
إن الرد الإيراني يفتح صفحة جديدة في معادلة الردع الإقليمي ويجب أن يحتفى به لا فقط كحق مشروع بل كمحطة مفصلية في التاريخ الحديث للأمة تذكرنا بقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
أخبار ذات صلة
captcha