ایکنا

IQNA

ترامب يهدّد الامام الخامنئي بالقتل فكيف جاء الرد؟

17:56 - June 20, 2025
رمز الخبر: 3500618
إکنا: لم يبق أمام العدو الصهيوني وداعمه وشريكه بالجرائم، الولايات المتحدة سوى الاعلان عن تهديد الامام القائد الخامنئي بالقتل كوسيلة للضغط على الشعب الايراني وهو يخوض ملحمة الدفاع عن بلده ضد هجمات العدو الصهيوني.

ترامب يهدّد الامام الخامنئي بالقتل فكيف جاء الرد؟والسيد الامام الخامنئي أحد رجال الثورة الاسلامية بايران وقادتها وقد شهد جميع مراحل تطورها والتحديات التي عصفت بها، وتسلم أرفع المناصب السياسية والحكومية ناهيك انه المرجع الاعلى والولي الفقيه والمرشد الاعلى للثورة الاسلامية والقائد العام للقوات المسلحة بايران.

والسيد القائد الخامنئي تجاوز عمره الثمانين عاماً، فان قادة الثورة الاسلامية يقدرون هذه المرحلة من العمر مثلما تقدرها الحوزات العلمية ورجالات الدولة والشعب.

ان نظام التراتبية في الجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبر ضمن التكليف الشرعي حيث لايجوز أن يبقى منصبٌ شاغراً وتتداخل المصالح والاهواء على حساب مصالح البلاد والاسلام، وجميع القيادات واصحاب المناصب العليا في ايران مؤمنون بالتراتبية بانه اذا تعرض المسؤول  الى طاريء وشغر المنصب سيخلفه على المنصب آخر مباشرةً ثم آخر  على أن لايبقى  المنصب شاغراً، حفاظاً على المصالح العليا للشعب وعلى أمنه واستقراره.


إقرأ أيضاً:


وهذه التراتبية مأخوذة عن مباديء الاسلام الحنيف، لأن المنصب عسكرياً كان أو مدنياً ليس امتيازاً انما المسؤول هو خادم الشعب، لذا فان جميع قادة الثورة الاسلامية منذ انطلاقها عام 1979 وحتى اليوم،كلما تعرض أحدهم لحادث استشهاد أو موت سرعان مايعقبهم آخرون دون تأخر وتلك ميزة امتازت بها الجمهورية الاسلامية دون سواها من الدول الاخرى حتى ان المواطن الايراني لايشعر بالقلق على فقدان أحد قادته كثيراً ـ رغم حزنه وألمه ـ لانه  يعلم بانه سياتي من بعده من يماثله وأكثر.

إنِّ ترشحَ  أي شخصية  لمنصب بالجمهورية الاسلامية،ليس سعياً  من اجل امتياز ،حيث ترى المسؤولين  الايرانيين كباراً وصغاراً يرتدون الملابس المتواضعة وياكلون البسيط من الطعام ويسكنون منازل أقل كلفةً ومساحةً من سواهم، وليس لاولادهم اي امتياز على الاخرين من ابناء البلد لذا فهم في حالة زهد وتواضع.

النموذج أمام الشعب والقيادة في ايران هو الامام الراحل الخميني (قدس) الذي لايعبأ بالموت أو التهديد فحين همَّ أي يعود الى طهران عند انطلاق الثورة الاسلامية تلقى  رسالة خاصة من رئيس الوزراء الإيرانى آنذاك  "بختيار" والرئيس الأمريكى "كارتر": "نرجو ألا تذهب إلى طهران كما تنوى لأنك إن فعلت ذلك فستراق دماءٌ كثيرةٌ لكنه قدم الى طهران واستقبله الشعب بحفاوة وكان لمجيئه الاثر بنجاح الثورة.

 وأصبح زهد الامام الخميني(رض) في مسكنه ولباسه وزاده وفراشه محط انظار العالم وحين التقاه الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل  قال "ان  جميع ممتلكات الامام  لاتساوي 17 دولارا فقط.. وقال محمد حسنين هيكل: إنِّ الإمام الخميني(ره) هبة ربانيّة وسماوية لأهل الارض".

وبعد وفاته رضوان الله عليه أعقبه في الولاية الامام الخامنئي، وسار على ذات المنهج في الزهد والتواضع ودماثة الخلق وسمو القيم والبساطة والبصيرة والحكمة في ادارة الدولة. اليوم يتحدث الرئيس الاميركي (ترامب) وسبقه ربيبه (نتنياهو ) بالتهديد بقتل الامام الخامنئي! القضية لاتحتاج الى تهديد فالامام الخامنئي سبق وان تعرض لمرات الى اعمال ارهابية من قبل عملاء امريكا، وسبق ان سمع مثل هذه التهديدات كما انه على رأس الدولة وان بلده (ايران) في حرب مع العدو الصهيوني فحتما انه مستهدف من قبلهم،واذا كان الجيش الصهيوني يفخر  باستهداف مؤسسة اعلامية بطهران وبالمجازر التي ارتكبها في غزة بحق  الاطفال والنساء والمرضى والشيوخ فكيف سيتأخر عن استهداف شخصية بحجم الامام الخامنئي؟

يبدو أن الاستكبار العالمي ومعه اعوانه من صهاينة وغيرهم لم يتفهموا ثقافة الاسلام والمسلمين وخاصة السائرين على منهج اهل البيت عليهم السلام،المُتّبع  في الجمهورية الاسلامية والمترسخ في ذات الانسان الايراني بشكل الخاص  في النظر  للشهادة في سبيل  الله على انها (كرامة من الله) يطلبها ويتمناها الجميع وانهم يؤمنون بالاية الكريمة (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

وجاء رد الامام الخامنئي على التهديد بالقتل من قبل الرئيس الاميركي (إن عمري لا يساوي عندي قيمة النظارات التي ارتديها، وهل دمي أغلى من دماء الشهداء)، فقد جاء متسقاً مع مباديء وقيم الاسلام الحنيف ورسالة أهل البيت(عليهم السلام) ومع الروح والمعنويات التي تواجه ايران بها الاستكبار العالمي  منذ انطلاقها وحتى اليوم.

وان مراجعة بسيطة لآراء القادة الايرانيين بمختلف مناصبهم الذين نالوا شرف الشهادة وهم يوثقون اقوالهم قبل استشهادهم باعوام وكأنه حدث لامرد  منه ،معبرين عن سعادتهم بهذا الشرف الكبير ، يتأكد ان قادة هذا البلد لايخشون الموت ويرون فيه (سعادة) لهم ولاسرهم فيما بعد.

وبهذه العقيدة، استطاعت الثورة الاسلامية في ايران أن تواجه اكبر التحديات وان لاتخضع لارادة الاستكبار، يقول الامام الخامنئي (ان الشعب الايراني يقف بصلابة بوجه الحرب المفروضة مثلما انه سيقف بقوة بوجه السلام المفروض) اي ان الشعب الايراني يقاتل ببسالة بوجه (الحرب المفروضة )مثلما يقف بقوة امام (السلام المفروض) بمعنى انه شعب يصنع مصيره بيده ولايقبل الرضوخ الا للواحد الاحد.

بقلم الکاتب والمحلل السیاسی محمود الهاشمي

أخبار ذات صلة
captcha