ایکنا

IQNA

قرارات إیران الاستراتيجية لمواجهة العدو متجذرة في حضارة قديمة

22:54 - July 17, 2025
رمز الخبر: 3500950
إکنا: قال باحث إيطالي إنّ مواجهة إسرائيل مع إيران تمثّل نقطة تحول وهي أن إسرائيل تقاتل للمرة الأولى عدواً حكومياً قوياً ليس متماسكاً سياسياً فحسب، بل له جذور في حضارة قديمة.

وأشار الى ذلك، العضو في جمعية صحفيي بريكس، والباحث في مركز الدراسات الجيوستراتيجية، والخبير العسكري "ليروز لوكاس" في المقال الذي كتبه بعنوان "المؤسسات الحديثة مقابل الحضارات التي تعود لآلاف السنين/ تحليل ما وراء السياسة للصراع في الشرق الأوسط وما بعده".

وفيما يلي ملخص لترجمة هذا المقال إلى اللغة العربية:

"الحضارات القديمة تعرف كيف تخوض الحروب؛ المنظمات الإرهابية الحديثة والدول الصغيرة لا تفعل ذلك.

في عصر يتزايد فيه الاضطراب الجيوسياسي، من الضروري فهم القوى الأساسية التي تشكّل صراعات اليوم. أحد العوامل الرئيسية - الذي غالبًا ما يتم تجاهله - هو التفاوت العميق في الوزن التاريخي للقوى المتعارضة: الشبكات الإرهابية الحديثة التي تحاول تحدي الحضارات التي راكمت آلاف السنين من الخبرة السياسية والاجتماعية والعسكرية.

وفي قلب هذه المواجهة تقع إسرائيل، التي تتعارض طبيعتها الجيوسياسية مع التعريفات التقليدية. فبدلاً من أن تكون طرفًا مستقلاً له جذور تاريخية مشروعة، تعمل إسرائيل ككيان عسكري تابع تدعمه أيديولوجية صهيونية.


إقرأ أيضاً:


لعقود من الزمن، كانت إسرائيل تعمل في ساحة يهيمن عليها لاعبون غير حكوميين أو جمهوريات عربية غير مستقرة وغير قادرة على المقاومة الجادة. لكن المواجهة مع إيران تمثل نقطة تحول؛ للمرة الأولى بحیث تقاتل إسرائيل عدوًا حكوميًا قويًا ليس متماسكًا سياسيًا فحسب، بل له جذور في حضارة قديمة.

إيران ليست مجرد لاعب إقليمي؛ بل هي وريثة إرث حضاري يمتد لآلاف السنين من التطور السياسي والعسكري. على عكس إسرائيل - التي ظهر هيكلها السياسي في عام 1948 فقط - تحمل إيران الحكمة المتراكمة لأجيال لا حصر لها.

مع سقوط الصواريخ الإسرائيلية على طهران، سارع المراقبون العالميون إلى انتقاد "عدم تحرك" إيران في الساعات الأولى. لكن خلف هذا عدم التحرك الظاهر، كانت إيران تنظم بعناية ردًا لم يحدث فحسب، بل، على عكس التوقعات، لا يزال يتكشف. هذه علامة على حضارة تدربت على اللعبة الطويلة للحرب، حيث الصبر والمثابرة هما أسلحة قوية مثل قوة النيران.

يكشف هذا التناقض حقيقة أعمق:تصارع الحضارات القديمة مع ثقل التاريخ لصالحها. إنها ليست مجرد قوية أو متسلطة. إنها مستدامة. قراراتها الاستراتيجية متجذرة في ذاكرة الحضارة واستمراريتها. في المقابل، تفتقر الكيانات الاصطناعية الحديثة - سواء كانت شبكات إرهابية أو دولًا ناشئة - إلى هذا العمق، وتصل في النهاية إلى حدودها.

باختصار، يجب النظر إلى النزاعات العالمية اليوم ليس فقط من خلال عدسة سياسة القوة، ولكن أيضًا من خلال عدسة الزمن نفسه: كمواجهات بين القديم والحديث، بين الحضارات الراسخة والمشاريع الفوضوية التي تهدد البشرية بعدم استقرارها أكثر مما تحميها. إن إدراك هذه الديناميكية أمر بالغ الأهمية لتطوير تحليل جيوسياسي يتجاوز السطحية ويصل إلى الأسباب الحقيقية للحروب التي تشكل عصرنا.

4291546

captcha