وأشار إلى ذلك، "مهدی رضا"، الخبير الایراني في العلاقات الثقافية والدولية، في مقال بعنوان "الانسجام الوطني والعولمة لمحور المقاومة؛ ثمرتان من الحرب المفروضة التي استمرت ۱۲ يوماً"، حيث تطرق إلى دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأساسي في محور المقاومة.
وأشار إلى أن خطاب المقاومة يرتكز على الثقافة والروحانية والعقلانية ودعم المظلومين، وقال: "هذا الخطاب أسّس لمرحلة جديدة ليس فقط للشعب الإيراني، بل لجميع الشعوب المضطهدة في العالم"، مضيفاً أنه "لقد انتقلت التعاليم الحيوية للثورة الإسلامية والدفاع المقدس إلى شعوب لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان، وشكلت محور المقاومة، وكانت هزيمة الكيان الصهيوني في حروب مختلفة وانتصار حرکة أنصار الله في اليمن ثمرة هذه المقاومة، كما أدت مقاومة أفغانستان إلى فرار أمريكا من هذا البلد".
إقرأ أيضاً:
وصرّح الخبير في العلاقات الثقافية والدولية: إن الخلفية الحضارية الغنية لإيران الاسلامية من جهة والقيادة الحازمة لقائد الثورة الاسلامية الايرانية من خلال تشكيل محور المقاومة ضد نفوذ الغرب والسياسات الاستعمارية للولايات المتحدة والصهاينة، إلى جانب الدبلوماسية الثقافية التقدمية لإیران وتقديم الخطاب الشامل للثورة الإسلامية، قد لعبت دوراً بارزاً في تشكيل النظام العالمي الجديد وعولمة محور المقاومة على أساس الفكرة الحضارية لهذا المحور.
وقال: "تشكل محور المقاومة في البداية كـ مفهوم سياسي واجتماعي بحت بهدف مواجهة نفوذ الغرب وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وتدريجياً ومع تصاعد السياسات والممارسات الوحشية للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة والعالم، تسلل هذا المفهوم إلى وعي الشعوب في مختلف دول العالم."
وأشار الى الإنجازات الكبرى لمحور المقاومة بقيادة الحضارة الإيرانية الإسلامية، قائلاً: "نشهد نمواً وانتشاراً للعدالة والطموحات التي يحملها هذا التيار على المستوى العالمي، وأصبح اليوم الاهتمام بالأبعاد المهمة والمؤثرة للمكانة الحضارية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سياق محور المقاومة العالمي ضرورة هامة أمام الباحثين والمفكرين المتعمقين."
وأردف مبيناً: "الصمود الاجتماعي في إيران يدور حول محور الدفاع عن الوطن، بل هو نتيجة بنية تحتية تاريخية تستمد قوتها من المعتقدات الثقافية والدينية والهوية ذات الجذور الممتدة لآلاف السنين، ولا يمكن مقارنته بالمجتمع المصطنع الذي تشكل في إسرائيل والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُطلق عليه اسم(أمة)".
وأكد الخبير الایراني في العلاقات الثقافية والدولية بأن هذه القدرة كانت العامل الأهم في تجاوز المراحل الصعبة للحروب عبر تاريخ إيران العريق.
واستطرد مؤكداً في هذا المقال: "كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أنهما من خلال الحرب المركبة الإدراكية قد تمكنتا من توفير أرضية للضغط من الداخل، لكن منذ اليوم الثالث للحرب، تحول هذا التصور إلى صدمة عكسية؛ إذ أدرك العدو أن الحرب العسكرية لم تزعزع التماسك، بل عززت محرك التضامن الاجتماعي في إيران."