وأشار إلى ذلك، المدرس في جامعة "الدفاع الوطني العليا" بالجمهورية الاسلامية الايرانية، حجة الإسلام والمسلمين "الشيخ عليرضا بيروزمند" في حديث لوكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية وقال: "يجب أولاً أن نرى ما هي أهمية الاتحاد الوطني الذي أكد عليه سماحة قائد الثورة الإسلامية مراراً في هذه الظروف. إذا دقّقنا في الرسالة الاستراتيجية ذات المحاور السبعة التي وجّهها سماحته، نلاحظ أن المحاور الستة الأخرى التي طُرحت في تلك الرسالة، جميعها تعتمد على الاتحاد الوطني. أي أن الاتحاد الوطني هو الشرط المسبق لتحقيق جميع تلك الأهداف."
وأضاف: "إذا تحدث سماحته عن الأمن، والذي تتولى مسؤوليته الأجهزة الأمنية؛ إذا أبرز عزة وكرامة البلاد؛ إذا طلب من الحكومة تحقيق النتائج؛ إذا اعتبر حفظ الحماس والوعي الثوري واجب جميع أفراد الشعب، فإن كل هذه الأمور ممكنة فقط عندما يكون البلد في ظروف مناسبة، وهذه الظروف المناسبة لا تتوفر إلا بوجود الاتحاد الوطني."
وفيما يخصّ عوامل الحفاظ على الوحدة الوطنية، قال: "إن البقاء، الثبات واستمرار الانسجام الوطني يحتاج إلى عدة عوامل رئيسية؛ إذا قام الشعب والمسؤولون ووسائل الإعلام والفنانون والنخب في البلاد بإبراز هذه العوامل الإيجابية، يمكن توقع أن يكتسب الانسجام الذي شهدناه في الفترة الأخيرة البقاء والاستمرارية اللازمين، بل ويزداد قوة أيضاً."
إقرأ أيضاً:
وأشار إلى تلك العوامل، قائلاً: "أولاً، يجب توضيح وإبراز الهدف المشترك. هذا الهدف المشترك يتجاوز التيارات السياسية واختلاف الأذواق. شعبنا بطبيعته لديه مطلبان واضحان؛ الأول، تحقيق الإسلام، والثاني، العزة والتقدم لإيران والإيرانيين، وهذان الهدفان لا يتعارضان، بل هما متلازمان ومرتبطان ببعضهما البعض."
وأضاف الشيخ بيروزمند قائلاً: "ان النقطة الثانية، هي معرفة مخطط العدو، فـ أعداء الثورة، سواء في غرف التفكير أو في ساحة العمليات النفسية، يسعون إلى خلق انقسامات قومية ومذهبية وسياسية."
وأضاف الأكاديمي الإيراني قائلاً: "العامل الثالث هو إدراك حساسية الأوضاع الإقليمية والدولية؛ الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يسعيان إلى تغيير هندسة منطقة غرب آسيا، وقد أعلنوا ذلك بصراحة ووقاحة. ولأنهم لم يحققوا أهدافهم عبر الطرق الناعمة، لجأوا إلى الأدوات الصلبة والعسكرية والقتل."
وأردف الشیخ علیرضا بیروزمند موضحاً: "إن فهم هذا الوضع يساعدنا على زيادة قدرتنا على التحمل، ومعرفة الأولويات، وتجنب الانشغال بقضايا ثانوية تشغل أذهان المجتمع."
وقال المدرس في جامعة الدفاع الوطني: "يجب أن نكون على وعي بأن إثارة القضايا المثيرة للتوتر، في ظل ظروف يحتاج فيها المجتمع إلى الهدوء والتعاطف والتركيز على العدو الرئيسي، لا تضعف التماسك فحسب، بل تلعب أيضاً، عن قصد أو دون قصد، في مصلحة العدو."