ایکنا

IQNA

الرئيس الإيراني: وحدة الأمة ستحفظ كرامة المسلمين في وجه طغاة العالم

11:48 - August 04, 2025
رمز الخبر: 3501188
إکنا: أشار الرئيس الايراني "الدكتور مسعود بزشكيان" إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة مؤامرات العدو هو ترك الخلافات جانباً والعودة إلى المبادئ الإسلامية المشتركة وقال إن وحدة الأمة الإسلامية لن تضمن أمن المنطقة فحسب، بل ستحفظ أيضاً كرامة المسلمين في وجه طغاة العالم.

في لقاء مع نخبة من علماء الدين الشيعة والسنة في باكستان، أشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدكتور مسعود بزشكيان، إلى استمرار جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، وأكد أن مسؤوليتنا ومسؤوليتكم تجاه هذه المآسي لا تقتصر على الإدانة فقط، مؤكدًا أن الصمت على هذه الجرائم تواطؤ مع الظلم.

وخلال زيارته الى جمهورية باكستان الإسلامية، وفي لقاءٍ مع نخبةٍ من علماء الدين الشيعة والسنة البارزين في البلاد، أعرب الرئيس بزشكيان عن ارتياحه للقائه معهم، وقال: "لطالما آمنتُ في جميع المنافسات الانتخابية، سواءً في البرلمان أو الرئاسة، بضرورة اتباع نهج الحق والعدالة".

وأكد: "في هذه الفترة القصيرة، جئنا إلى الساحة بشعارين محددين؛ الأول هو تطبيق الحق والعدالة في المجتمع، والثاني هو تحقيق الوحدة بين المسلمين، أولًا داخل البلاد، ثم مع الدول الإسلامية المجاورة. والمحور الرئيسي لهذا النهج هو مراعاة العدالة وإرساء العدالة في العلاقات الاجتماعية والسياسية والإقليمية".
 
وفي إشارة إلى جرائم الكيان الصهيوني في المنطقة، قال بزشكيان: "منذ اليوم الأول لولايتي الرئاسية، اغتال الكيان الصهيوني إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، ثم ارتكب مآسٍ لم يكن رد الفعل الإنساني عليها سوى الكراهية والاشمئزاز. ما يفعله الكيان الصهيوني في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا أمام أعين العالم مثالٌ واضح على الجريمة ضد الإنسانية".
 
وأشار إلى صمت من يزعمون حقوق الإنسان والديمقراطية والقيم الإنسانية إزاء هذه الجرائم، وقال: "إن ما نواجهه في عالمنا اليوم لا يُظهر فقط انعدام الإنسانية، بل هو أيضًا مليء بالأكاذيب والنفاق. تُذبح النساء والأطفال وكبار السن والمرضى أمام أعين العالم، دون أدنى رحمة".
 
وأضاف: "كيف يُعقل قطع الماء والغذاء والدواء عن النساء والأطفال، بينما يموت هؤلاء العزل جوعًا، ويقف البعض متفرجًا، بل ويبرر هذه الجرائم؟ هذا الوضع ليس عصيًا على الاستيعاب فحسب، بل يتجاوز قدرة الضمير الإنساني على التحمل".
 
وأكد قائلا: لا يمكن لأي إنسان حر أن يتسامح مع مشاهد موت الأطفال جوعًا، لكن هذه الجرائم مستمرة ولا يُسمع صوتٌ يُدينها. في عالمٍ تُعتبر فيه الإنسانية هي المبدأ الأساسي، يُبرر المجرمون سلوكهم بلا خجل، وهذا دليلٌ واضح على تراجع القيم الإنسانية. إن الظلم الذي يُمارس على شعب فلسطين وغزة وغيرهما من المناطق الإسلامية اليوم هو انعكاسٌ لنفس المنطق الزائف الذي كان في عاشوراء؛ منطق الظلم والقسوة وإنكار الإنسانية.
 
واكد أن مسؤوليتنا ومسؤوليتكم في مواجهة هذه المآسي ليست مجرد إدانة؛ بل يجب علينا الوقوف في وجه هذه الجرائم والقيام بواجبنا الإنساني والديني والأخلاقي. إن الصمت على هذه الفظائع تواطؤٌ مع الظلم.
 
وانتقد التفرقة بين الدول الإسلامية، قائلاً: لو كانت الدول الإسلامية موحدة، لما تجرأت إسرائيل ولا أمريكا على ارتكاب مثل هذه الجرائم. ما نشهده اليوم هو نتيجة سياساتٍ حرضت المسلمين في البداية على بعضهم البعض وخلقت انقساماتٍ داخلية، ثم استهدفت كلًّا منهم على حدة. كما استُهدفت غزة ولبنان وسوريا، بل وحتى إيران، لو استطاعوا، لهاجموا تركيا والسعودية وباكستان غدًا.
 
وأكد بزشكيان: "الهدف الرئيسي للأعداء هو إضعاف كل دولة إسلامية على حدة. هذه الاستراتيجية هي نفس الانقسام والخلاف الذي يُبعد المسلمين عن قوتهم الحقيقية".
 
وأشار إلى ضرورة دور النخب الدينية، وقال: يجب على علماء المسلمين أن يتولوا زمام المبادرة ويعززوا أسس الوحدة بين الدول الإسلامية من خلال التعاون والحوار.
 
ولفت إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة مؤامرات العدو هو ترك الخلافات جانبًا والعودة إلى المبادئ الإسلامية المشتركة وقال إن وحدة الأمة الإسلامية لن تضمن أمن المنطقة فحسب، بل ستحفظ أيضًا كرامة المسلمين في وجه طغاة العالم.
 
وأكد على ضرورة الوحدة بين الدول الإسلامية، قائلاً: يجب على إيران وباكستان وتركيا والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وجميع الدول ذات الأغلبية المسلمة التوصل إلى لغة ورؤية مشتركة ضد الاعتداءات التي تحدث بشكل واضح في انتهاك صارخ لجميع القوانين الإنسانية والدولية.
 
وأضاف: في الوقت الذي يُهاجم فيه أعداء الإسلام القيم الإنسانية بجرائم متتالية، نشهد خلافات داخل العالم الإسلامي تُعيق وحدتنا وتماسكنا. إذا توصلت إيران وباكستان والدول الإسلامية الأخرى إلى لغة ونهج مشترك، فإنها تستطيع الصمود في وجه أي تهديد.
 
وقال: أعتقد أنه إذا اتحدت الدول الإسلامية، سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو شرق آسيا أو دول مثل إندونيسيا وماليزيا، فلن تستطيع أي قوة الوقوف في وجه الأمة الإسلامية أو تهديد حياة المسلمين.
 
المصدر: العالم 
captcha