ایکنا

IQNA

مطالب باعتماد أساليب حديثة لمواجهة الإسلاموفوبيا السيبرانية

12:38 - August 28, 2025
رمز الخبر: 3501437
إکنا: كشف باحث مسلم أمريكي في بحث جديد عن جوانب صادمة من الحرب الرقمية الخفية ضد الإسلام، ويقترح على المسلمين مواجهة هذا الاتجاه من خلال بناء رواية صحيحة وتقديمها بذكاء.

كشف "وسيم خان"، الباحث المسلم الأمريكي، في بحث جديد عن جوانب صادمة من "حرب خفية" ضد الإسلام.

وأفاد بأن هذه الحرب لا تُشن عبر الأسلحة أو الجيوش، بل من خلال الخوارزميات والمنصات الرقمية في الفضاء الإلكتروني؛ إنها حملة منهجية تهدف إلى تشويه الإيمان الإسلامي وتجريده من معناه الحقيقي.

بحسب هذه الأبحاث، فقد تحولت منصات شهيرة مثل فيسبوك ويوتيوب وإنستغرام وتيك توك، من خلال نشر الصور النمطية التي تُظهر المسلمين كـ متخلفين أو إرهابيين، والسخرية من الحجاب، وتحريف مفاهيم الشريعة تحت غطاء "المحتوى الترفيهي" أو "النقد الاجتماعي"، إلى أدوات رئيسية لنشر محتوى الإسلاموفوبيا.


إقرأ أيضاً:


ويحذّر التقرير من أن هذه الحملات لم يطلقها أفراد أو كيانات معادية فحسب. بل تدعمها مراكز الأبحاث وجماعات الضغط والأنظمة السياسية التي تسعى إلى تفكيك الإسلام من الداخل، وتروج لنسخة من الإسلام تنكر الجهاد أو الحجاب أو الشريعة، وتسعى إلى إفراغ الدين من محتواه.

وسلطت الدراسة الضوء على التناقض الواضح في المقاربات الغربية لقضايا المسلمين، حيث يُلام الإسلام عندما تُرتكب جرائم إرهابية من قبل المتطرفين، بينما يُبرر الهجوم على المسلمين والمساجد على أنه حوادث عرضية أو تحت ذريعة الاضطرابات النفسية.

ويخلص التقرير إلى أن خطر هذا النوع من الحرب لا يكمن في الهجوم فحسب، بل في غياب استراتيجية إسلامية فعالة لمواجهة هذا التحدي الرقمي. فالردود الحالية عاطفية ومؤقتة وتفتقر إلى العمق والتخطيط اللازمين لمواجهة آلة نشر المعلومات المضللة القاسية.

ويكتب المؤلف في مقالته: "يقولون إن الإسلام يظلم النساء. الشريعة ظالمة. العقوبات الإسلامية وحشية. لكن هذه الادعاءات نادراً ما تُفحص في ضوء الحقيقة. الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة كانت موجودة قبل قرون من أي دستور حديث، ونادراً ما يُشار إليها. لقد أقرّ الإسلام حق المرأة في الميراث، وامتلاك الممتلكات، واكتساب المعرفة، والعيش بكرامة وأمان. هذه الحقوق لم تكن هدايا من الغرب أو الحركات الليبرالية، بل كانت قوانين إلهية. ومع ذلك، فقد تم إخفاء هذا التاريخ أو تشويهه عمداً."

وأفاد البحث، بأن وراء هذا الهجوم والحرب السيبرانية، تقف القوى، وجماعات الضغط الإعلامية، ومراكز أيديولوجية، وأحياناً حملات مدعومة من قبل الحكومات.

وتهدف هذه القوى إلى تشويه صورة الإسلام في جميع أنحاء العالم، والأخطر من ذلك، تشويهها في قلوب المسلمين أنفسهم، غالباً ما يتم تصميم الخوارزميات في منصات مثل يوتيوب، وإنستغرام، وتيك توك وفيسبوك بطريقة تكبح المحتوى التعليمي الإسلامي، وفي الوقت نفسه تعزز المواد التي تُظهر الدين بشكل غير صحيح أو تهاجمه.

وأحد الاتجاهات الخطيرة الأخرى هو الترويج لما يسمى بالإسلام المعتدل أو الليبرالي. هذه النسخة تتجاهل بسهولة جوانب مثل الحجاب والجهاد والشريعة وهيكل الأسرة المسلمة. ما يتبقى هو هوية جوفاء تشبه الأيديولوجية العلمانية ولكنها تحمل علامة إسلامية. يتم تعليم الشباب أن الإسلام الحقيقي عنيف وعفا عليه الزمن، بينما نسخته المخففة هي نسخة مستنيرة.

ويزداد هذا الارتباك عندما يُسمح للجماعات العنيفة مثل داعش أو بوكو حرام بتعريف الإسلام في السرد العالمي. عندما ترتكب مثل هذه الجماعات جرائم، يُلام الدين. ومع ذلك، عندما يصبح المسلمون ضحايا للكراهية، وتُحرق المساجد، وتُهاجم النساء المحجبات، ويتعرض الأطفال للمضايقة في المدارس؛ يوصف مرتكبو هذه الأفعال بأنهم مرضى عقليون، وليسوا إرهابيين. النفاق واضح.

وهذا التحيز لا يقتصر على وسائل الإعلام فقط. بل هو منهجي، والسؤال الذي يجب على كل مسلم أن يسأله هو: ماذا نفعل حيال ذلك؟ كانت إجاباتنا عادة عاطفية وغير منظمة ومؤقتة. ننشر تعليقات غاضبة، ونشارك مقاطع فيديو عاطفية، لكننا نفتقر إلى الثبات. ننتظر الرد على الإهانة التالية للإسلام ولكننا نادراً ما نتصرف بشكل استباقي.

ضرورة مواجهة الحرب السيبرانية ضد الإسلام

الآن هو وقت نوع جديد من المقاومة: المقاومة الفكرية. يجب علينا استعادة السرد بالمعرفة والعقل والإبداع. نعم، نحن بحاجة إلى باحثين. ولكننا بحاجة أيضاً إلى صانعي الأفلام والكتاب ومطوري البرمجيات والشعراء والمصممين ومنتجي المحتوى الذين يمكنهم سرد قصة الإسلام بطريقة يمكن للعالم الحديث أن يتفاعل معها.

نحن بحاجة إلى محتوى يثقف ويلهم ويعزز الإيمان؛ أفلام وثائقية تظهر مساهمة الإسلام في العلوم والمجتمع. رسوم متحركة تعلم الأطفال سيرة النبي محمد (ص). مقاطع فيديو على إنستغرام تشرح منطق الشريعة في 30 ثانية. بودكاست يجيب على الشبهات الحديثة بوضوح وتعاطف.

ونحن بحاجة أيضاً إلى استراتيجيات أفضل عبر الإنترنت. فهم كيفية عمل المنصات، وكيفية إنشاء الاتجاهات، وكيفية استخدام تحسين محركات البحث (SEO) وعلامات التصنيف (hashtags) وسرد القصص للأشخاص الذين يبحثون عن المعنى. لأن الناس يبحثون؛ لكنهم لا يجدوننا دائماً.

لكن لا شيء من هذا سينجح بدون القوة الروحية. إلى جانب المحتوى والإبداع، نحن بحاجة إلى التقوى والصبر والدعاء؛ هذه ليست مجرد حرب إعلامية. هذا اختبار روحي.

4296534

captcha