
وفيما يلي نصّ البیان:
"بسم الله الرحمن الرحيم
قد مرّ ما يقارب من عامين على الاعتداءات الوحشيّة التي ارتكبها
الكيانُ الصهيونيّ على أجزاءٍ من الأراضي الإسلاميّة، ولا يزال، بوقاحته المفرطة وسلوكه الدمويّ، يزيد يوماً بعد يوم من حجم وعمق جرائمه.
حين اجتمعنا في العام الماضي، نحن مجموعةً من
نساء البلدان الإسلاميّة في مثل هذا الملتقى، لم تكن اعتداءاتُ إسرائيل قد تجاوزت حدودَ غزّة كثيراً. غير أنّ الصهاينة، بعدما شاهدوا مواقفَ متخاذلةً من قِبَل أطرافٍ مهمّةٍ في العالم الإسلاميّ، ورأوا وحدة شعبِ غزّة المظلوم في صموده، تجرّؤوا على توسيع عدوانهم الوحشيّ ليشمل الضفّةَ الغربيّةَ في فلسطين، والضاحيةَ في لبنان، وصنعاءَ في اليمن، بل وحتى طهرانَ وبعض من المدن الأخرى في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.
إقرأ أيضاً:
نعم، إنّهم يستهدفون الدولَ والشعوبَ والقوى التي قرّرت أن تقف مع الجهة الصحيحة من التاريخ، وتنصرَ المظلوم، كما علّمهم أخو النبيّ ووصيّه الإمام عليّ (عليه السلام): «كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً».
ولا يفوتنا هنا أن نشيد بصمود النساء الإيرانيّات في الحرب المفروضة لمدّةِ اثني عشر يوماً، حيث قدّمن نموذجاً مشرفاً من الإيثار والفداء بصبرهنّ وثباتهنّ أمام شتّى أنواع المصائب والخسائر التي خلّفها العدوان الصهيونيّ الغاشم.
وفي الختام، نحن مجموعةً من نساء الدول الإسلاميّة، وفي ظلّ غياب الدور الفاعل للحكومات الإسلاميّة في نصرة شعوب غزّة ولبنان واليمن المظلومة، نعلن ما يلي:
1- إنّ الصمتَ أمام الظالمين لن يجلبَ الأمنَ لأحد، بل سوف يؤدّي للتحويل إلى خدّامٍ أشدَّ خضوعاً لمصالحهم غير المشروعة.
2- إنّ مصيرَ شعب غزّة المظلوم ليس منفصلاً عن مصير سائر الشعوب الإسلاميّة في المنطقة، وإنّ السكوتَ والتخاذلَ سيجعل ما أصاب الفلسطينيّين يصيبُ عاجلاً أم آجلاً جميعَ الشعوب المسلمة.
3- إنّ تأمينَ الماء والغذاءِ السليم لشعب غزّة، ولا سيّما النساءُ والأطفال، يجب أن يكون المطلبَ الأوّل للشعوب الإسلاميّة، وأن يتصدّر أولويّاتُ جميع الحكومات الإسلاميّة.
4- إنّ مقاطعةَ الكيان الصهيونيّ الغاصب مقاطعةً شاملةً يجب أن تكون على رأس جدول أعمال الحكومات الإسلاميّة كافةً، ويُمنع منعاً باتّاً أيُّ نشاطٍ اقتصاديّ أو تجاريّ معه.
5- نوجّه شكرَنا وتقديرَنا إلى جميع أبناء الشعوب المسلمة وغير المسلمة، ولا سيّما الناشطين المدنيّين والصحفيّين وبالأخصّ الناشطات في مجال حقوق المرأة، الذين وقفوا بمسؤوليّةٍ إلى جانب شعب غزّة المظلوم، ونقلوا صوتَ هذا الشعب إلى العالم عبر تنظيم مسيراتٍ شارك فيها الآلاف، لتبقى قضيّة فلسطين حيّةً في وجدان الإنسانيّة جمعاء.