ایکنا

IQNA

أستاذ حوزوي إیراني لـ"إكنا"؛

كون النبي(ص) "رحمة للعالمين" يعني تثبيت حقوق الخلق في ظلّ رحمته

12:48 - September 13, 2025
رمز الخبر: 3501595
طهران ـ إکنا: حذّر أستاذ الحوزة العلمیة والجامعة "السيد حسين خادميان نوش آبادي" من استخدام المصادر الخاطئة لمعرفة السيرة الحقيقية للرسول الأكرم (ص)، وقال: "كون النبي(ص) رحمة للعالمين يعني أنه حدّد وعلّم وثبّت حقوق جميع مخلوقات الوجود".

وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام والمسلمين "السید حسين خادميان نوش‌ آبادي"، الأستاذ المدرس في الحوزة العلمية والجامعة، في الكلمة التي ألقاها في الندوة الالكترونية الدولية التي نظمتها وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا) الثلاثاء الماضي 9 سبتمبر 2025 م تحت عنوان "خمسة عشر قرناً من الاقتداء برسول النور والرحمة" بمناسبة الذكرى الألف وخمسمائة لميلاد خاتم الأنبياء محمد المصطفى (ص) وأسبوع الوحدة الإسلامية.

وتساءل: "إن الله تعالى قد ذكر النبي محمد (ص) بوصف "رحمة للعالمين"، فما معنى "رحمة للعالمين"؟" موضحاً: "إن الرسول الأعظم(ص) له مكانة خاصة في الخلق؛ وفي المنظومة التوحيدية وفي قاموس الأدب الإلهي أيضاً، له مكانة خاصة ومميزة".
 
وأضاف: "النبي الوحيد الذي ناداه الله بلقب ولم يناده باسمه أبداً هو النبي محمد (ص)، ففي القرآن نجد "يا نوح"، "يا إبراهيم"، و "يا موسى"، ولكن لم يقل الله أبداً "يا محمد"، بل كان نداء الله للنبي (ص) دائماً "يا أيها الرسول" و "يا أيها النبي"، وحتى أن الله في القرآن قد وبّخ الذين أرادوا أن ينادوا النبي محمد (ص) بألفاظ غير لائقة."

وأردف موضحاً: "هذا يدلّ على أن هذه الشخصية شخصية مميزة، ويجب دراسة السيرة النبوية بدقة، لكن للأسف، ما جاء في كتابات المستشرقين وكُتّاب السيرة هو فرض معطياتهم الخاصة على سيرة النبي (ص)".
 
واستطرد حجة الإسلام والمسلمين "السيد حسين خادميان نوش آبادي، قائلاً: "إذا أردنا أن نقدّم النبي محمد (ص) كـ نبي الرحمة، فلا ينبغي أن نُعطي الانطباع بأنه كان نبياً يبتسم لكل شيء؛ نبي الرحمة هو النبي الذي كان يُعطي كل مخلوق حقه المشروع، ويُوعيه ويفهمه ما هي حقوقه."
وفي معرض شرحه لمظاهر الرحمة النبوية، أشار إلى قصة، بأنه أوتي بطفل رضيع إلى النبي (ص) ليؤذن ويقيم في أذنه، فتبول الطفل في حضن النبي (ص)، لكن النبي (ص) لم يُظهر أي انزعاج، ثم طلب من الموجودين في الغرفة أن يخرجوا؛ وقال لأم الطفل إن هذا الطفل قد تبول، فخُذيه واغسليه ولا تخبري أحدًا بهذا الأمر، لأنه إذا عُرف ذلك فقد يُلام هذا الطفل عندما يكبر بسبب هذا الحادثة. (وقد رُويت هذه الحادثة لاحقًا دون أن يعرف أحد من هو والد هذا الطفل، ولم يُذكر اسم الطفل ولا عائلته في التاريخ).
 
وأكدّ: "هذا هو معنى نبي الرحمة؛ النبي الذي يحافظ على كرامة رضيع إلى الأبد، ويحفظ حق اليهودي والمسلم إلى الأبد، وبالطبع يقف بحزم متى ما لزم الأمر، ويكون عطوفاً حيثما اقتضى الموقف."
 
وأشار إلى تعاليم النبي (ص) فيما يخصّ مجال حماية البيئة كـ مثال على الرحمة النبوية في الخلق، موضحاً: "يعتقد بعض الناس أن حماية البيئة قضية دخلت إلى إيران من الغرب، في حين أن سيرة الرسول الكريم (ص) تطرقت بشكل كامل إلى حماية البيئة، وأن أولئك الكتّاب المأجورين الذين أشار إليهم سماحة القائد بأنهم آفة كبيرة في العالم الإسلامي، حيث جاء أصحاب العقول الجاهلة وكتبوا تاريخ الإسلام وفق أهواء بعض الناس، لم ينقلوا هذه الأمور."
 
واختتم بالقول: "النبي الذي يقدمه القرآن هو قدوة؛ كونه رحمة للعالمين يعني أن النبي (ص) يطرح حقوق جميع أجزاء العالم، فهو يطرح حق السماء والأرض وحق المياه، ويقول في الحروب "لا تحرقوا الأشجار، لا تسمموا الآبار، لا تخيفوا النساء الحوامل، لا تطاردوا الهاربين"، هذه هي الرحمة؛ أي تحديد، وتعليم، وتثبيت حقوق كل فرد وكل شخص وكل مخلوق بأفضل وأصح صورة."

هذا ويذكر أن حجة الإسلام والمسلمين "السید حسين خادميان نوش‌ آبادي"، الأستاذ المدرس في الحوزة العلمية والجامعة قد ألّف أكثر من 20 كتاباً علمياً في مجال المواضيع الدينية، ويحمل إجازة نقل الحديث والرواية من المراجع العظام المرحوم آية الله العظمى "صافي كلبايكاني"، وآية الله العظمى "مكارم شيرازي"، وآية الله العظمى العلامة "نجم الدين الطبسي".
captcha