وأشار إلى ذلك، العضو في هيئة التدريس بمعهد أبحاث العلوم والثقافة الاسلامية في إیران ورئيس المؤتمر الثاني للدراسات المقارنة في الأخلاق بين الإسلام والمسيحية، "حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد تقي سبحاني"، في المؤتمر الصحفي لهذا الحدث الذي عقد أمس الأحد 12 أكتوبر الجاري في مركز "الغدير" للمؤتمرات الدولية بمقرّ مکتب الدعوة الإسلامية في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة.
وأشار الى أن هذا المؤتمر يركّز على قضايا الأخلاق التطبيقية في العالم، قائلاً: "إن البشرية في العصر المعاصر تواجه إنهياراً أخلاقياً كبيراً، وأن الأنظمة القانونية والأمنية فقدت فعاليتها ولم تعد قادرة على حماية الإنسان في الأزمات الاجتماعية".
وأضاف: "إن الحرب، وإنهيار الأسرة، وحقوق المرأة، والبيئة، والآفات الاجتماعية، من بين الأزمات التي تهدّد الإنسان المعاصر بشدة، وكلما تقدم الإنسان في التكنولوجيا والقوة الاقتصادية والسياسية، زادت عوامل الأزمات أيضاً".
إقرأ أيضاً:
وأردف مبيناً: "إن مسألة الأخلاق اليوم هي أهمّ ما يمكن للإنسان أن يعلّق عليه آماله في السيطرة على بعض المشاكل والتحديات، وأن دور الإسلام والمسيحية في خلق الحركة الأخلاقية لا شك فيه، وإذا اتبعت الأديان الإبراهيمية مسألة الأخلاق كـ ظاهرة إنسانية وعالمية، فلا شك أن السعادة تنتظر البشرية في المستقبل، وإلا فإن الكثير من الأزمات ستواجه الإنسان".
وأشار إلى أن الحفل الختامي للمؤتمر الثاني للدراسات المقارنة في الأخلاق بين الإسلام والمسيحية سيقام يوم الخميس المقبل 16 أكتوبر الجاري بحضور ضيوف من داخل وخارج البلاد، موضحاً أن المؤتمر يركّز على القضايا العلمية والتطبيقية للإنسان في العالم المعاصر.
وقال رئيس المؤتمر إن هذا الحدث هو نقطة ارتكاز للتعاون بين مختلف المؤسسات العلمية والثقافية في أنحاء العالم، مضيفًا: "نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى جمع شبكة من النخب والمهتمين بالأخلاق، كما أن 18 عملاً نهائياً لهذا المؤتمر يتم طباعتها بالتعاون مع أحد الناشرين البارزين، وهو ما يعتبر من التجارب الجديدة في تنظيم المؤتمرات".
وصرّح الشیخ سبحاني أن "هذا المؤتمر ليس مجرد حركة علمية بل هو ضرورة إنسانية، وهناك شخصيات في المؤتمر لديهم ملايين المتابعين في العالم، وهذا المؤتمر هو منصة وقدرة لنشر القيم الأخلاقية والتحكم في الأزمات الاجتماعية المختلفة".
وبدوره، قال الأمين التنفيذي للمؤتمر "حجة الإسلام والمسلمين محمد صحاف كاشاني" خلال كلمته في هذا المؤتمر الصحفي إن مؤتمر الدراسات المقارنة في الأخلاق بين الدين الإسلامي والمسيحية هو نتاج عامين من جهود الزملاء، وقد نجحنا في جذب مشاركة ما يقرب من 100 أستاذ من 25 دولة حول العالم، وقد تم عقد ما يقرب من 30 ندوة تمهيدية.
وأضاف أن هذا المؤتمر يُعقد بالتعاون مع مؤسسات ومراكز علمية في مختلف دول العالم، موضحاً: "ثمرة التعاون العلمي هي إنتاج ونشر 18 عملاً مشتركاً من قبل كتّاب مسيحيين ومسلمين من 25 دولة حول العالم، وقد قدّم بعض أتباع الديانات الأخرى أيضاً مقالات".
وأضاف الأمين التنفيذي للمؤتمر أن أعمال المؤتمر ستتم ازاحة الستار عنها يوم الخميس 16 أكتوبر، وتابع: "ستُعقد اللجان المتخصصة للمؤتمر يومي الثلاثاء والأربعاء، كما ستُعقد لجنة الأخلاق الحيوية يوم الثلاثاء 14 أكتوبر بمشاركة "حجة الإسلام عباس بسنديده"، رئيس معهد الأخلاق وعلم النفس للبحوث التابع لمعهد أبحاث القرآن والحديث، و"حجة الإسلام محمد رضا أسدي"، عضو هيئة التدريس في قسم الأديان بمؤسسة الإمام الخميني (ره) التعليمية والبحثية، و"يوسف محمود الصديقي"، الرئيس السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، و"ليزا كمرر"، أستاذة الفلسفة والدين المتقاعدة من جامعة مونتانا والباحثة في مجال أخلاق الحيوان من أمريكا، و"بوهان أرتل"، أستاذ الجامعة الكاثوليكية والباحث في مجال الحوار بين الأديان".
وأضاف أن لجنة الطب ستُعقد بمشاركة "حسام الدين رياحي"، الأستاذ المساعد بجامعة آزاد الإسلامية فرع طهران للطب، و"حجة الإسلام علي رضا آل بويه"، الباحث في مجال الدراسات المقارنة للإسلام والمسيحية، و"محدثة مولوي" الأستاذة المساعدة بجامعة الزهراء، و"القس نيكيتا كوزنتسوف"، رئيس جامعة قازان الأرثوذكسية اللاهوتية (روسيا)".
وتابع: "ستُعقد لجنة التفاعل مع الأديان الأخرى بمشاركة "حجة الإسلام مهدي علي زاده"، رئيس قطب أخلاق الأسرة ونمط الحياة في مكتب الدعوة الإسلامية، و"إيليا فويفوركا"، الأستاذ المشارك في قسم الفلسفة والدراسات الدينية بكلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية الروسية، و"فلاديمير روغاتين"، رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية قازان الأرثوذكسية اللاهوتية الروسية، و"إيلا غاندي"، الناشطة البارزة في مجال السلام والعدالة الاجتماعية في جنوب إفريقيا، وحفيدة المهاتما غاندي، و"مجيب أحمد"، الرئيس السابق لقسم التاريخ بجامعة إسلام آباد الإسلامية الدولية".
وأضاف صحاف كاشاني: "ستُعقد لجنة أخلاق الأسرة أيضًا بحضور أربعة مفكرين من إيران وروسيا وصربيا وأمريكا باللغة الإنجليزية."
يُذكر أن المؤتمر الثالث للدراسات المقارنة للأخلاق بین الإسلام والمسيحية، والذي يتناول موضوع أخلاق الخدمة، سيُعقد العام الایرانی المقبل.