ایکنا

IQNA

باحث يناقش المراجع القرآنية في دراسة السيرة النبوية ضمن مؤتمر دار الرسول الأعظم(ص)

12:05 - November 08, 2025
رمز الخبر: 3502336
إکنا: ناقش الباحث أ.د. "حيدر قاسم مطر التميمي" من بيت الحكمة التابع لقسم الدراسات التاريخية في بغداد، بحثًا بعنوان "المراجع القرآنية في أدب السيرة.. مقدمة للدراسات الاستشراقية كتاب (حياة مُحمَّد) لوبليام موير أنموذجًا"، ضمن فعاليات مؤتمر دار الرسول الأعظم (ص) العلمي الدولي الرابع.

ويُعقد المؤتمر الذي تنظمه دار الرسول الأعظم (ص) التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وكلية التربية الأساسية للبنات / جامعة العميد، تحت عنوان (السيرة النبوية المباركة بين الثوابت القرآنية ومتغيرات المناهج العلمية)، وتستمر فعَّالياته لمدة يومين.
 
وقال مطر: "منذ القرن الثامن الميلادي، أجرى علماء مختلفون تحليلاتٍ نقدية للقرآن الكريم والسيرة النبوية، ويُعد يوحنَّا الدمشقي John of Damascus (٧٤٩-٦٧٦م)، وغيره من العلماء غير المسلمين من أوائل الذين نشروا دراسات في هذا الموضوع تحديدًا".
 
وأضاف أنّ "محتوى القرآن الكريم وعلاقته بالسيرة النبوية حفَّز المؤرِّخين على إجراء دراسةٍ دقيقة للأدب الإسلامي، بما في ذلك دراسة أصول الدين الإسلامي، ومنذ مطلع القرن التاسع عشر، طُرحت مناهج متنوعة في دراسة القرآن والسيرة، رغم ذلك، فقد قادتنا البحوث المتتالية إلى التسليم بصعوبة فهم ظهور النَّبي (ص)، والتركيز عليه من خلال منظور القرآن الكريم".

وأوضح أنّ "القرآن الكريم ليس كتاب سيرة ولا تاريخ، حيث يخلص أستاذ الدراسات الدينية في جامعة ولاية ميشيغان MichiganState University، البروفيسور ألفوردت ويلش، Alford T. Welch، إلّا أنّه لا يحتوي على أي سرد أو وصف تاريخي وليس من غرضهِ تدوين التاريخ أو السيرة "تُحيِّر الطبيعة السَّردية المعقَّدة للقرآن الكريم مَن يُغامر بفهمِ رسالتهِ، وتحثَّ استخداماته النُّحوية المعقَّدة القارئ على التحليل النقدي لفَهم معنى النص، وكثيرًا ما تُربك مسألة التبدُّل والتقلُّب في النُّطق في الآيات المختلفة الباحث، على سبيل المثال، وجد أستاذ التاريخ وعميد كلية العلوم الإنسانية في جامعة فيكتوريا مناسبات في القرآن ربما كنَّا نعتقد فيها أنَّ المفرد سيكون أكثر ملاءمةً إذا كان مُحمَّد هو المخاطَب بالنص، ولكن مع ذلك تمَّ استخدام الجمع، وهذا يحدث أيضًا في الاتجاه المعاكس".
 
وأشار إلى أنّه "في الواقع، تواجه علماء المسلمين المشاكل نفسها وهم يحاولون فهم المعنى الحقيقي للقرآن الكريم، إذ غالبًا ما أدَّت صياغته وبُنيتهُ المعجمية الغامضة والمبهمة إلى تفسيراتٍ مختلفة عَبرَ القرون، ومع ذلك، يتفاءل بعض العلماء بإعادة بناء سيرة النَّبي (ص)، استنادًا إلى مختلف المواد التي بين أيدينا، ولعلَّ الإيمان هو العامل الأبرز الذي سهَّل كشفَ المتاهة المعقَّدة التي تُشكِّل سيرة النَّبي مُحمَّد (ص)".
 
وتابع الباحث "يُمكِّن الإيمان المسلمين من فهم جوهر الرسالة في الكتب المقدسة، وتماشيًا مع معتقداتهم، وضع علماء المسلمين سيرةً تاريخيةً واضحة للنَّبي محمَّد (ص)، استناداً إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وعلى الرغم من أنَّ هذهِ الطريقة تعرَّضت لانتقاداتٍ في الدوائر الأكاديمية؛ بسبب تفسيرها للمصادر من دون تمحيص، فقد وضع المسلمون ثقتهم في نظام الإسناد، الذي تمَّ من خلالهِ تطوير سلسلة التاريخ الشفاهي التي تؤسِّس سيرة النَّبي محمَّد (ص)، بشكل جيد، وتم تاسيس جدول زمني لحياته داخل الإسلام".
 
وأردف في بحثه "أقرَّ المستشرقون بقدرة القرآن الكريم على إرساء معلوماتٍ أساسية عن نبي الإسلام مع تأكيدهم على ضرورة التمحيص الدقيق، واستنادًا إلى مبدأ (من ثمارهم تعرفونهم)، استنتج أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة إدنبره University of Edinburgh المستشرق البريطاني ويليام مونتغمري وات William Montgomery Wat (1909- 2006) لمحةً عن تاريخ النَّبي محمَّد (صلى الله عليه وآله)، استنادًا إلى البيانات الموجودة في القرآن الكريم نفسه".

رئيس جامعة العميد: السيرة النبوية تطبيق علمي للقرآن
 
أكد رئيس جامعة العميد الدكتور جودت نوري الجشعمي، أنّ السيرة النبوية تطبيق علمي للقرآن الكريم وتجسيد للعدل ومنهج حياة للأمة.
 
جاء ذلك في أثناء كلمته في افتتاح فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة، بالتعاون مع كلية التربية الأساسية للبنات في جامعة العميد، تحت عنوان (السيرة النبوية المباركة بين الثوابت القرآنية ومتغيرات المناهج العلمية)، ويستمر يومين.
 
وقال الجشعمي: إنّ "الحديث عن السيرة النبوية ليس مجرد سرد لأحداث تاريخية ولا استعراض لوقائع مضت، بل هو استلهام للعبر واستحضار للقيم واستنارة بالهدى واستنهاض للهمم"، مبينًا أنّ "السيرة النبوية هي التطبيق العملي للقرآن الكريم، والتجسيد الحي للرحمة والعدل والحكمة والصبر والتوكل والجهاد والتضحية والإحسان".
باحث يناقش المراجع القرآنية في دراسة السيرة النبوية ضمن مؤتمر دار الرسول الأعظم(ص)
وأضاف، أنّ "السيرة النبوية ليست حكرًا على العلماء، ولا هي حكاية تروى للصغار، بل هي منهاج حياة، ودستور أمة ومصدر تشريع ومرآة نرى فيها أنفسنا، فنُقوّم اعوجاجنا ونهذب أخلاقنا ونحيي قلوبنا".
 
وتابع الجشعمي "علينا أن نُقبل على السيرة بوعي وتدبر، ولنعلمها لأبنائنا ولنجسدها في سلوكنا، حتى نكون بحق أتباع محمد وآل محمد، ونعيد للأمة مجدها، ونثبت للعالم أنّ في سيرة نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) الحل لكل أزمة والدواء لكل داء".
 
وفي ختام كلمته، قدّم رئيس جامعة العميد شكره وتقديره لجميع اللجان المنظمة للمؤتمر، مثمّنًا الجهود التي بذلها أعضاء اللجان العلمية والإدارية والإعلامية والمنسقون والمتطوعون في سبيل إنجاح فعاليات المؤتمر، مشيدًا بحرصهم على إخراجه بصورة تليق بسمعة الجامعة ومكانتها الأكاديمية.
أطلقت العتبة العباسية المقدسة فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) العلمي الدولي الرابع.
باحث يناقش المراجع القرآنية في دراسة السيرة النبوية ضمن مؤتمر دار الرسول الأعظم(ص)
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني قراءة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ ليث العبيدي، وترديد النشيد الوطني العراقي ونشيد العتبة العباسية المقدسة (نشيد الإباء)، إلى جانب كلمة رئيس جامعة العميد الدكتور جودت الجشعمي وعقد أربع جلسات بحثية تتضمن مناقشة بحوث علمية يقدِّمها باحثون من مختلف الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى جلسة ختامية تتضمن دراسات علمية والبيان الختامي والتوصيات.
 
وشهد المؤتمر في اليوم الأوَّل عرض فيلم تعريفي عن المؤتمر وفعالياته، كذلك عقد ثلاث جلسات بحثية، اشترك فيها تسعة عشر باحثًا من داخل العراق وخارجه، ناقشوا فيها عددًا من البحوث العلمية، إضافةً إلى تكريم المشاركين في فعاليات المؤتمر.
 
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على السيرة النبوية الشريفة، بوصفها منهجًا إنسانيًّا وعلميًّا شاملًا، وإبرازها في ضوء الثوابت القرآنية والتحوُّلات الفكرية المعاصرة في مناهج البحث العلمي.
 
المصدر: شبكة الكفيل العالمية
captcha