
هل سبق لك أن رأيت كتاباً عمره قرون - أكلته الحشرات، ممزق، مليء بالثقوب، وصفحاته هشة - يُعاد إحياؤه؟ الآن، لدى زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب (SIBF) الفرصة لمشاهدة هذه العملية النادرة مباشرة. يقوم خبراء من الأرشيف الوطني الإماراتي بترميم
المخطوطات القديمة بعناية، بما في ذلك نسخة قديمة من
المصحف الشريف.
داخل جناح الترميم في الأرشيف، كل حركة تكون متعمدة ودقيقة. يرتدي المرممون قفازات وعدسات مكبرة، ويعملون تحت مصابيح ساطعة، محاطين بفرش وملاقط دقيقة وأوراق يابانية رقيقة.
إقرأ أيضاً:
وقال مرمم كتب كبير في جناح مكتبة وأرشيف الإمارات الوطني: "نحن لا نعيد كتابة التاريخ؛ نحن نحافظ عليه، كل حافة ممزقة وكل كلمة هشة يجب أن تُعامل بعناية".
برفع صفحة تبدو على وشك الانهيار، شارك المرمم قائلاً: "هذا المصحف كُتب قبل مئات السنين. بعض الصفحات مفقودة، وأخرى بها ثقوب، والحبر قد تلاشى (مع مرور الوقت). نستخدم غراءات طبيعية وأنسجة يابانية دقيقة جدًا لدعم الورق من الأسفل. إنه يكاد يكون غير مرئي، لكنه يمنح الصفحة قوة جديدة".
لتسوية الصفحات الملتوية، يستخدم المرممون أداة تسخين صغيرة تنفث هواء دافئًا محكمًا، وجهازًا صغيرًا يشبه المكواة.
وقال المرمم: "إنه مثل إعطاء الصفحة نفسًا لطيفًا، الكثير من الحرارة أو الرطوبة يمكن أن تدمرها، لذا كل ثانية مهمة".
بمجرد تنظيف الصفحات وإصلاحها، تُترك لتجف تحت أوراق خاصة تمنع الالتفاف.
كم يستغرق هذا العملية؟
اعتمادًا على مدى الضرر، يمكن أن تستغرق عملية الترميم أيامًا أو حتى أسابيع. تربط المواد اللاصقة الطبيعية القائمة على النشا الورق الياباني بالورق الهش، مما يعززه لمنع المزيد من التمزق. "نستخدم مواد تدوم لعقود ولكن يمكن إزالتها بأمان إذا لزم الأمر"، أوضح المرمم.
بالنسبة للعديد من الزوار، إنها لحظة إعجاب، مشاهدة تحول شيء هش إلى شيء سيعيش لفترة أطول.
بالنسبة للزوار في معرض الشارقة الدولي للكتاب، يوفّر هذا الركن الحي للترميم أكثر من مجرد لمحة عن الحرفية، إنه جلسة تعليمية حول كيفية حفاظ الإمارات على التراث المكتوب للعالم الإسلامي.
المصدر: khaleejtimes.com