ایکنا

IQNA

هندسة الردع المزلزلة: لماذا رفضت صنعاء قرار مجلس الأمن

23:17 - November 18, 2025
رمز الخبر: 3502487
صنعاء ـ إکنا: لم تعد معركة البحر الأحمر مواجهة عابرة، بل تصاعدت لتصبح حرب الممرّات الكبرى؛ الحرب التي تعيد رسم اشتباكات القوى العالمية، وتُسقط آخر ما تبقى من هيبة الإمبراطورية الأمريكية فوق السواحل، وتضع اليمن في قلب المعادلة بوصفه العقدة الاستراتيجية التي تتحطم عندها مخططات واشنطن وتل أبيب.

اليمن… محرّكُ حربِ الممرّات ومُسقطُ المظلّة الأمريكية فوق البحر الأحمر.
 
شعبُ الإيمانِ والحكمة…في قلب معركة التحرير من صنعاء إلى بوابة القدس.

لم تعد معركة البحر الأحمر مواجهة عابرة، بل تصاعدت لتصبح حرب الممرّات الكبرى؛ الحرب التي تعيد رسم اشتباكات القوى العالمية، وتُسقط آخر ما تبقى من هيبة الإمبراطورية الأمريكية فوق السواحل، وتضع اليمن في قلب المعادلة بوصفه العقدة الاستراتيجية التي تتحطم عندها مخططات واشنطن وتل أبيب.

إقرأ أيضاً:

إنه شعب الإيمان والحكمة… الذي رفض الترويض، ورفض التدجين، ورفض أن يُختزل في مربع النفوذ الأمريكي. شعبٌ يقاتل في البحر كما يقاتل في الجبل، ويخوض معركة تحرير القدس من بوابة البحر الأحمر، ويعيد توجيه مسار القوة في الإقليم بلا وجل ولا تردد.

أولًا: قرار مجلس الأمن… قرار مُعادُ صهرِه في تل أبيب قبل أن يُصاغ في نيويورك:

لم يكن القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن اليمن قرارًا دوليًا بقدر ما كان وثيقة حرب أمريكية‑إسرائيلية، أعيد تشكيلها بما يخدم أمن إسرائيل البحري بعد الضربات اليمنية على خطوط الملاحة التي تخدم ميناء "إيلات".

فالقرار لم يُولد في نيويورك، بل وُلد في:

غرف التخطيط في تل أبيب التي رأت البحر الأحمر يتحول إلى خنجر يمني مغروز في خاصرة إسرائيل.

مراكز القيادة الأمريكية في الشرق حيث تُكتب تقارير المستجدات تحت عنوان: "كيف نعيد تنفس إسرائيل عبر البحر؟".

مكاتب الاستخبارات البريطانية في عدن التي فشلت في إعادة السيطرة على الممرات بعد انكسار نفوذها أمام قوة اليمن الردعية.

ولهذا جاء قرار مجلس الأمن مصبوغًا بحبر تل أبيب، ومصاغًا بلغة أمريكية غاضبة، وملفقًا برداء أممي فقط ليبدو شرعيًا أمام الإعلام.

وصنعاء أدركت ذلك منذ اللحظة الأولى…

فرفضت القرار لا باعتباره بندًا سياسيًا، بل لكونه أمر عمليات صريح لإنقاذ إسرائيل، يُراد تنفيذه تحت غطاء القانون الدولي.

ثانيًا: هندسة الردع اليمنية… من عقيدة السيد إلى أداة عملياتية تصنع عالَمًا جديدًا:

السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي  لم يبنِ خطابًا، بل شيّد عقيدة ردعية وهندسة عملياتية تجاوزت حدود الجغرافيا.

عقيدة جعلت من اليمن قوة بحرية وجوية تُربك واشنطن، وتجعل إسرائيل في حالة طوارئ دائمة.

بفضل هذه الهندسة:

تصدّعت المظلّة الدفاعية الأمريكية الممتدة من مضيق باب المندب حتى المتوسط.

تعطلت سلاسل الإمداد العالمية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

أُجبرت شركات الملاحة العملاقة على إعادة رسم خرائط النقل البحري.

دخلت إسرائيل في شلل بحري، وأغلقت موانئها خوفًا من الصواريخ اليمنية.

هذه ليست مجرد معركة…هذه هندسة ردع مزلزلة قلبت معايير القوة البحرية في الشرق الأوسط.

ثالثًا: البحر الأحمر… المقبرة الجديدة لأساطيل الغطرسة الأمريكية:

الدوريات الأمريكية‑البريطانية جاءت إلى البحر الأحمر لتستعرض قوتها…فإذا بها تتحول إلى فريسة في مرمى القوة اليمنية.

سقط في البحر الأحمر:

"وهم السيطرة الغربية على الممرات"، و"هيبة الأسطول الخامس"، "كذبة الحماية الأمريكية"، "مشروع الشرق الأوسط الجديد".

وقد شهد العالم بأسره أن البحر الذي كان بحيرة أمريكية بات ساحة نفوذ يمنيًّا بحتًا، تتحرك فيه الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية بثقة وجرأة.

رابعًا: إسناد غزة في معركة الفتح الموعود… اليمن يتحول إلى قوة تحرير

اليمن لم يدعم غزة بالبيانات، ولم يتضامن بالتصريحات…بل فعل ما عجزت عنه أنظمة عربية كثيرة:

"قطع الإمداد البحري عن إسرائيل"، "ضرب السفن التي تخدم إيلات"، "فرض حصار استراتيجي على موانئ الكيان"، "خلق بيئة ضغط أجبرت واشنطن على إعادة حساباتها"

لقد أصبح اليمن غرفة عمليات ردعية تمتد من صعدة إلى القدس، تربط البحر بالأرض، والميدان بالتحرير، والسلاح بالعقيدة.

خامسًا: الشهداء… قرابين اليمن على طريق القدس:

أبناء اليمن الذين صعدوا شهداء في البحر الأحمر صعدوا بوعي جهادي يصنع أمة لا تُهزم.

دماؤهم:

أعادت رسم الجغرافيا.
أسقطت الهيبة الأمريكية.
رسخت معادلة الردع.
جعلت القدس أقرب من أي وقت مضى
هذه الدماء لم تُسفك في البحر…
بل سُكبت على طريق القدس.

سادسًا: النظام الإقليمي الجديد… يُكتب في صنعاء لا في واشنطن:

اليوم، القوى الكبرى مضطرة – شاءت أم أبت – للتعامل مع اليمن باعتباره:

قوة مقرِّرة في أمن البحر الأحمر
لاعبًا مركزيًا في نظام المقاومة
دولة قادرة على قلب التوازنات
قوة تصنع أثرًا عالميًا في خطوط الملاحة
هذه هي الحقيقة التي حاول القرار الأممي تزويرها…
لكن اليمن فرضها بالقوة.

الخاتمة: اليمن لا يكتب التاريخ… اليمن يفرضه بقوة الردع:

المعركة ليست نهاية فصل…
بل بداية مرحلة جديدة:
مرحلة سقوط الهيمنة.
مرحلة صعود القوى الحرة.
مرحلة التحرير الممتد من البحر الأحمر إلى فلسطين.
اليوم اليمن…
وغدًا القدس…
وبعد غدٍ تنهار كل مشاريع
 
الاستعمار على صخرة الإرادة الإيمانية اليمنية.
 
بقلم الكاتب والمحلل السياسي اليمني "عدنان عبدالله الجنيد"
captcha