
وتوفي عبد العزيز عبد الحسين ساشادينا (مواليد 1942) أمس الأول الأربعاء 3 ديسمبر / كانون الأول 2025 م عن عمر يناهز 83 عاماً.
ويُعدّ الأستاذ عبدالعزيز ساشادينا، من أبرز الباحثين المسلمين في مجال الدراسات الإسلامية المقارنة، واللاهوت الشيعي، وعلوم الشريعة، والأخلاق الحيوية، وحقوق الإنسان.
وُلد الفقيد في أسرة شيعية ذات جذور هندية في تنزانيا بشرق أفريقيا، وأكمل تعليمه الأولي في تلك المنطقة.
إقرأ أيضاً:
وفتحت هذه الخلفية المتعددة الثقافات ذهنه منذ البداية على أسئلة الهوية، وقبول الآخر، والحوار الديني؛ وهي اهتمامات استمرت معه طوال حياته العلمية.
وسافر ساشادينا إلى الهند عندما كان مراهقاً ودرس العلوم الإنسانية في جامعة "عليكرة" الإسلامية هناك. ثم، لاستكمال أسسه الدينية والتعرف المباشر على التشيع، جاء إلى جامعة "فردوسي" في مدينة مشهد المقدسة(شمال شرق ايران) ودرس الدروس الحوزوية ـ الجامعية. تشكل جهده الواعي لربط "الدراسة النصية" بـ "المنهج العلمي" في هذه السنوات.
والخطوة الحاسمة التالية كانت هجرته إلى كندا والالتحاق ببرنامج الماجستير ثم الدكتوراه في جامعة تورنتو؛ حيث كتب رسالة الدكتوراه حول "تطور عقيدة المهدوية في الإمامية" والتي أصبحت فيما بعد نواة كتابه الشهير "Islamic Messianism". يعتبر هذا العمل نقطة تحول في الدراسات الشيعية بالمنهج التاريخي ـ النقدي في الغرب.
وبدأ ساشادینا نشاطه الأكاديمي في سبعينيات القرن العشرين للميلاد، ودرّس لأكثر من ثلاثة عقود في جامعة "فيرجينيا" كـ أستاذ لدراسات الأديان. ثم انتقل إلى جامعة "جورج ميسون" وتولى "كرسي IIIT في الدراسات الإسلامية".
وكانت تشمل مجالات تدريسه "الشريعة الإسلامية" (الشيعية والسنية)، وتاريخ الفكر الإسلامي، والأخلاقيات الحيوية الإسلامية، والإسلام وحقوق الإنسان، والتعددية الدينية، والدراسات المقارنة للقرآن.
ولم يقتصر نشاطه على التدريس فقط؛ بل كان له دور جاد في بناء المؤسسات الفكرية، الحوار بين الأديان، ولجان الأخلاق الطبية.
كما أن لديه العديد من المقالات في مجالات الأخلاق، الفقه المعاصر، اللاهوت المقارن، والدراسات بين الأديان. يُعرف في العالم الإسلامي والغرب كباحث: أدخل الشيعة في الحوار العلمي العالمي؛ أسس الأخلاق البيولوجية الإسلامية وسعى لإعادة قراءة العلاقة بين الإسلام وحقوق الإنسان والديمقراطية.