وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) أنه قال الشیخ ماهر حمود احد کبار علماء الدین اهل السنة فی لبنان ان الانفجارین اللذین وقعا أمام السفارة الإیرانیة یأتیان فی سیاق التطوّر الطبیعی للأحداث الجاریة فی سوریا، لأن العقول التی تخطّط للفتنة فی سوریا، والجهات التی تنفق علیها، مستعدة لفعل أی شیء خدمة للسیاسة الاسرائیلیة والأمیرکیة التی ترید محاصرة المقاومة من باب الفتنة المذهبیة والقومیة.

اضاف الشیخ  حمود فی تصریح لصحیفة "الاخبار"  اللبنانیة نشرته الخمیس انه  بعد قطر التی تسلّمت بدایة «مقاولة» إسقاط النظام السوری وتمویل المسلّحین وفشلت، ها هی السعودیة تحاول، وبضوء أخضر أمیرکی... ونحن نعرف أن الفئة المتنفّذة الآن فی السعودیة على رأسها بندر بن سلطان، وهو الأکثر أمرکة وأسرلة فی القیادة السعودیة باعتراف أمراء وأشخاص من العائلة الحاکمة. لکننی أتصوّر أن نهایة هذه المغامرة السعودیة تشبه ما وصلت إلیه قطر من خسارة.

الواضح من حجم تفجیر بیروت أنه من تخطیط أجهزة کبیرة

ورفض الشیخ حمود قیام مجموعة ماتسمى ب "کتائب عبدالله عزام" بالوقوف خلف التفجیرین الارهابیین اللذین طالا العاصمة بیروت وقال انه لایعتقد بان الشیخ سراج الدین زُریقات ابرز قیادیی القاعدة فی لبنان، والمتحدثُ باسم تنظیم "کتائب عبدالله عزام " الذی تبنى التفجیرین أو شخص بهذا الحجم وراء التفجیرین. قد یجری ترکیب أسماء کثیرة فی أحداث مماثلة، لکن الواضح من حجم التفجیر أنه من تخطیط أجهزة کبیرة کانت قد رصدت موعد نزول السفیر الإیرانی من مکتبه لارتباطه بموعد محدد سلفاً. اختیار الوقت لیس عشوائیاً، کما أن القوة المستخدمة فی التفجیر تدلّنا إلى أن الفاعل کبیر وقادر.

تغیر موقفنا من تواجد حزب الله فی سوریا بعد معرفة الحقائق
وحول الصلة بین  التفجیر وتواجد عناصر من حزب الله فی سوریا قال الشیخ حمود : نحن یجب أن نکون عقلاء قدر المستطاع. هناک فریق من الناس ببساطتهم، أو ما بسبب ما عانوه شخصیاً، غیر مستعدین لتقبل مشارکة حزب الله فی الحرب فی سوریا. حتى نحن، فی أول الأمر، عندما عرفنا بسقوط شباب من حزب الله غضبنا وأرسلنا إلى السیّد حسن نصرالله ننبّه من المخاطر التی تترتب على هذا الموضوع. لکن تغیّر موقفنا عندما سمعنا تفاصیل عمّا یحدث فی سوریا من فم السید حسن نصرالله شخصیاً.

انا واثق بأن حزب الله یشبعون الموضوع درساً وتمحیصاً قبل اتخاذ ای قرار

ورفض الشیخ حمود الافصاح بهذه التفاصیل وقال : للأسف، لا یمکننا أن نوردها کلّها فی الإعلام، لأن فیها أشیاء یصعب أن یصدّقها المواطن العادی الذی لا یثق بحزب الله، مثل عملیات الاغتیال والقتل الجماعی التی ارتکبت بحق المسلمین الشیعة والعلویین فی حمص وغیرها. لن یصدقها أحد لأن الإعلام غاب عنها. أنا شخصیاً أثق بالسید حسن نصرالله، وأثق أنهم فی حزب الله یشبعون الموضوع درساً وتمحیصاً قبل اتخاذ القرار. ولنتذکّر أن بعض المعارضین کانوا یزجّون باسم حزب الله منذ الیوم الأول فی أحداث سوریا، ما یعنی أن أحد أهدافهم کان منذ البدایة تشویه صورة حزب الله.

تدخل حزب الله بات أمراً مفهوماً بالحد الأدنى بعد جرائم التکفیریین
وتابع: عندما تبیّن أن الموجودین على الأرض فی سوریا هم تکفیریون من صنف «داعش» و«جبهة النصرة»، وأنهم یشکلون البدیل المفترض للنظام السوری، وأنه حتى الإسلامیین العادیین لا یستطیعون التفاهم معهم. عندما وصلنا إلى هذه الحقائق الدامغة وباتت «داعش» تعلن عن نفسها بهذه الطریقة البشعة، أصبح تدخل حزب الله أمراً مفهوماً بالحد الأدنى، وبالفعل لم نعد نشعر بالحرج، بل صرنا وکثیراً من الناس، نتفهمّ الأمر. أنا أعذر الإنسان المتضرّر شخصیاً من النظام السوری، لکن المشکلة فی الذین یعرفون أن الوضع لیس کما یظهره الإعلام.

مرجع الانتحاریین الهوى وشیخهم الانترنتیت
وحول العملیات الانتحاریة التی تجری فی المناطق المختلفة بالعالم وصلتها بالاسلام قال الشیخ حمود: لاسند فی الإسلام بالنسبة إلى الانتحاریین. هؤلاء مرجعهم الهوى وشیخهم الإنترنت. لا مشایخ لها قیمة تجلس فی مکان معیّن وتدرّس وتفتی بهذا القتل والتکفیر بهذا الشکل البشع. هناک منتحلو صفة یکون عندهم اجتزاء من النصوص ویرکّبون فتاوى متوافقة مع أهوائهم.
واضاف: لقد تحدّثت مرّة مع شبابنا عن التطرّف ضد المسلمین الشیعة. قلت لهم «أنتم لم تتخذوا موقفاً من الشیعة بناءً على دراسة. ما حصل هو العکس. رأیتم أن الشیعة یتقدمون، وقد وصلوا إلى مواقع لم تکونوا تتوقعون أن یأخذوها. فالحرکة الإسلامیة السنیة کانت دائماً فی موقع الریادة، فی حین أن الشیعة أقلیة، ومشکوک فی عقیدتهم کما تقولون. رغم ذلک رأیتم أنهم تقدّموا علیکم وأخذوا المقاومة واحتلوا الواجهة السیاسیة فی العالم فشعرتم بالغیرة، لذا رحتم تفتشون فی الکتب الصفراء حتى تریحوا ضمائرکم، وصرتم تقولون صحیح أنهم تفوقوا علینا لکنهم فاسدو العقیدة». رأیی هذا ما یحصل، یفتشون عن الفتوى التی توافق أهواءهم، حسدهم، تخلّفهم، وطبعاً مصالحهم. یحاولون أن یشعروا أنفسهم بالرضى فینقصون من قدرهم عند الله وعند الناس.

الطریقة السلفیة فی التعامل مع النص الشرعی شکلیة جداً

وحول تاثیر الفکر الوهابی على الحرکات الاسلامیة قال الشیخ حمود  : لا یجب أن نستخفّ بتأثیر الفکر الوهابی والسعودی. شئنا أو أبینا التأثیر السعودی على الحرکات الإسلامیة کبیر والکلّ یتمنى رضاها. الطریقة السلفیة فی التعامل مع النص الشرعی شکلیة جداً. لا قدرة على استنباط حقیقة النص. وأُلفت إلى أن الفقه السلفی یقدّم العقیدة على أی شیء آخر مثل السیاسة، فی حین یفید المنطق بأن حسن العقیدة یجب أن یؤدی إلى سلوک جیّد. یعتقد السلفیون أن عقیدة الإیرانی غیر صحیحة، فبالتالی کلّ ما یفعله مرفوض.

 التکفیریون یکفّرون الجمیع وهذه مشکلة کبیرة لا نجد لها حلاً 
واضاف :  التکفیریون یکفّرون الجمیع وهذه مشکلة کبیرة لا نجد لها حلاً فی المدى المنظور. نحتاج إلى جوّ کامل من الحریة، إلى علماء ومؤتمرات فاعلة لا یکون هدفها الضجیج الإعلامی. لکن دور العقلاء الذین یمکن أن نعوّل علیهم معطل. على العکس، هو معرض للاغتیال والإلغاء والسخریة فی الحد الأدنى. أعتقد أنه من دون صدمة إیجابیة معینة یصعب التوصل إلى حلّ. کثیرون من مناصری الشیخ أحمد الأسیر لجأوا إلینا بعد أحداث عبرا.

الآذان صماء والمال السعودی یعمل
وتابع : إذا أردنا أن نحکی واقعاً، لا إمکانیة حالیاً لإصلاح دینی. لقد حاولنا مرة، لکننا لم نستطع المتابعة، لأن الجو لم یکن مناسباً. أحداث کثیرة کانت تحصل وتغذی المشاعر المذهبیة، ما یعطل أی قدرة على إعمال العقل والحوار. لو کانت العقول تفکر بطریقة سلیمة، لکان یکفی انتصار 2009 فی غزة لإلغاء المذهبیة. الحجة موجودة، لکن الآذان صماء والمال السعودی یعمل.

المصدر: الاخبار