وقال الباحث الألمانی من أصل إیرانی "دیفید معتدل" في حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية إن ألمانیا جندت في الحرب العالمية الثانية عشرات الآلاف من المسلمین کما أن فرنسا، وبریطانیا، والاتحاد السوفيتي أیضاً قامت بعمل مشابه.
وتطرق "ديفيد معتدل" الی دور الإیرانیین في الحرب العالمیة الثانیة قائلاً: إن طهران کانت ملجأ للیهود وغیرالیهود الهاربین من النمسا وألمانیا حیث إستقروا فی طهران.
وقال: کان هناك رجل یدعی "عبدالحسین سردار" کان یعمل كدبلوماسي إیراني لدی باریس وکان هذا الرجل یغامر بحیاته لیوفر جواز سفر إیراني أو أفغاني للاجئین اليهود لتهریبهم من نازیین آنذاك.
وأضاف أن المسلمین خلال الحرب العالمیة الثانیة کانوا متواجدین في کلا الجبهتین حیث کان عشرات الآلاف من المسلمین في الجیش الألمانی ومئات الآلاف منهم فی الجیشین البریطاني والفرنسي.
وأکد أن السياسي الألماني النازي "أدولف هتلر" بعد تقربه من مناطق الشرق الأوسط إکتشف أهمیة هذه المناطق الجیوسیاسیة ولهذا بذل جهداً کبیراً للتحالف مع الدول الإسلامیة ضد بریطانیا والإتحاد السوفیتي والیهود.
وأردف قائلاً: إن ألمانیا نظراً لأهمیة المسلمین فی الجیش ودخول الجیش الألماني الی مناطق المسلمین قامت بتدریب وتأهیل المسلمین للإنضمام الی الجیش کما أنه قام بخوض مفاوضات مع الزعماء المسلمین.
وحول تعرض المسلمین الی العنصریة والتمییز في أوروبا قال إن هناك تیارات یمینیة متطرفة بدأت بالظهور والمسلمین فی الدول الأوروییة أصبحوا یقاومونها.
وقال إن المسلمین یعیشون وضعاً إیجابیاً في أوروبا حیث أتوا إلیها مهاجرون کانوا یعملون بأثمان بخسة في المصانع ولکنهم الآن أصبحوا فی وضع جید یعملون فی أرقی الشرکات ویعملون کـ شرطة ومحامین ومدرسین وأکادیمیین.
وأضاف أنه على الرغم من وجود تمييز مؤسسي في معظم أنحاء أوروبا قد أثاره ظهور حركات اليمين المتطرف ، فإن العديد من المسلمين - مثل الأقليات الأخرى - يكافحون مع العنصرية اليومية، مشيراً الى أنه لقد تم التمييز ضد الأقليات العرقية والدينية على مر التاريخ - ليس فقط في أوروبا.
وأكد أنه من الواضح أنه في أوقات التوترات الاقتصادية التي تؤدي إلى عدم الاستقرار الاجتماعي، غالبًا ما يتحول عدم الرضا إلى كراهية ضد الأقليات التي يسهل إلقاء اللوم عليها.
وفی معرض تقییمه عن مستقبل المسلمين الأوروبيين في ضوء نمو الأحزاب الشعبوية، قال: أنا قلق للغاية بشأن نمو الحركات القومية اليمينية في أوروبا. ومع ذلك ، ما زلت واثقًا من أن غالبية سكان أوروبا متسامحون وسيستمرون في مقاومة هذه الجماعات.