ایکنا

IQNA

أمين عام مؤسسة الرسول الأعظم (ص) في نیجیریا لـ"إکنا":

الثورة الحسینية هي إمتداد لحرکة الإصلاح التي جاء بها الأنبیاء(ع)

11:57 - August 09, 2021
رمز الخبر: 3482144
أبوجا ـ إکنا: أكد الأمين العام لمؤسسة الرسول الأعظم (ص) فی مدينة "كانو" بنيجيريا، "الشيخ صالح محمد الثاني" أن الثورة الحسینیة جاءت إمتداداً لحرکة الأنبیاء (ع) الإصلاحیة ودعوة جدّه محمد (ص) وإستمراراً لنهج أبیه علی بن أبی طالب (ع) وأخیه الحسن(ع) وهي حرکة کان لیقوم بها کل نبی وإمام لو کان حیث وقف الحسین(ع).

الثورة الحسینية هي إمتداد لحرکة الإصلاح التي جاء بها الأنبیاء(ع)

وأشار إلی ذلك، الأمين العام لمؤسسة الرسول الأعظم (ص) في مدينة "كانو" بنيجيريا الشيخ "صالح محمد الثاني" في حدیث لوكالة "إکنا"  للأنباء القرآنية الدولية حول النهضة الحسینیة وأسبابها.

وفي معرض ردّه على سؤال لماذا قام الامام الحسین(ع) بمکافحة انحراف المجتمع والنهوض ضده؟، قال الشيخ صالح محمد الثاني: "إننا اذا نظرنا إلی الموقعیة التي یتمتع بها الإمام الحسین(ع) أولاً کونه إماماً معصوماً وثانیاً کونه من سلالة النبي(ص) وثالثاً کونه من العلماء الکبار أو ممن یعرف بعمق رسالة جده المصطفی (ص) ولا یمکن أن یکون المجتمع منحرفاً إلی ذلك الحد الذي وصل إلیه في ذلك الوقت وإنه یقف دون أن یحرك ساکناً لأنه أولاً کونه إماماً معصوماً وهذا ما نعتقد به کـ شیعة أهل البیت (ع) الذي نمثل شریحة کبیرة من المسلمین ونفهم الإمام الحسین(ع) من هذا المنظر.

وأضاف: نحن نفسر حرکة الإمام الحسین(ع) بکل بساطة وبکل صواب علی أساس أن الإمام المعصوم الذي یکون حجة من حجج الله ویکون حلقة وصل بین الله سبحانه وتعالی وعباده والذي أعطاه الله سبحانه أمانة الأمة والدین وإستمرار القیادة؛ قیادة الرسول (ص) وقیادة الأنبیاء(ع) علی الأرض ولو لا الحجة لساءت الأرض بأهلها فـ یمکن أن نفهم بکل سهولة أن الإمام سلام الله علیه عندما وصل أمر الأمة الإسلامیة إلی ما وصل إلیه سواء أعطوه حکماً ظاهراً أو لم یعطوه لابد أن یتحرك لیغیر ما یمکن أن یغیره لذلك حرکة الإمام (ع) من هذه الجهة تکون مفهومة تماماً.

یعني تکون إمتداداً لرسول الله(ص) والأئمة الأطهار (ع) لنفترض لو کان الرسول (ص) هو الذي واجه هذه المشکلة ما الذي کان یقوم به (ص) ولو کان أمیر المؤمنین (ع) هو الذي واجه هذه المشکلة ما کان فعل؟ ولو کان أخوه الحسن (ع) واجه هذه المشکلة ما کان یفعل؟ ولذلك یقول (ع) "ألا ترون أن الحق لایُعمل به وأن الباطل لا یتناهي عنه والله إِنّی لَمْ أَخرُجْ أَشِراً ولا بَطِراً ولا مُفْسِداً ولا ظالِماً، إِنَّما خَرجْتُ لِطَلَبِ إلاصلاحِ في أُمَّةِ جَدّي" ولذلك حرکة الإمام(ع) بهذه الوجهة هي حرکة المعصومین (ع) وحرکة الأنبیاء(ع) وهو العمل الذي قام به أجداده منذ أن خلق الله الأرض قام به أفضل خلق الله من الأنبیاء(ع) والصالحین بأشکال مختلفة ولذلك هو إستمرار لهذا.

ثانیاً أن الإمام الحسین(ع) من سلالة النبي (ص) وأن ذلك یعني أن جدّه هو من جاء بالرسالة الإسلامیة وإن من یتعدی علی الرسالة الإسلامیة وعلی الأمة الإسلامیة کما تعدی علیها "یزید بن معاویة" یکون الإمام الحسین(ع) أحق في أن یقوم بالحرکة التي قام بها.

ثالثاً إذا کنا نعرف أن الإمام الحسین(ع) حتی من لم یعتقد بعصمته وإمامته ولکنه یعرف أنه عالم من علماء المسلمین ووجه من الوجوه الإسلامیة وهو خیر خلق الله في وقته فیکون الإمتثال لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر أوجب علیه من غیره ولذلك عندما تحرك الإمام (ع) کان قد بلغ الفساد والإنحراف ذروته وإن الذي قدمه الإمام الحسین(ع) إلی الأمة بالنهضة الحسینیة وبالفداء الحسینی وبما قدمه الإمام الحسین(ع) من خلال حرکته المبارکة یوم عاشوراء في ظل بلوغ الفساد ذروته یجعلنا قادرین علی أن نفسر حرکة الإمام الحسین (ع) علی أنها حرکة لمکافحة الإنحراف في المجتمع والنهوض لمحاربة هذا الإنحراف بـ هدف إعادة الأمة إلی مسارها الصحیح ولتعود المیاه إلی مجراها الطبیعي لأن الله سبحانه وتعالی لم یخلق الأرض لتعیش هذا الظلم وهذا النوع من العدوان وهذا النوع من الإنحراف فإن الإمام الحسین (ع) نهض من أجل مکافحة ذلك الفساد وهذا ما نفهمه.

وفي معرض تقييمه لاعتماد الإمام الحسين(ع) على الحوار والمنطق والحجّة والنصيحة، كأداة سلمية لعلاقته مع الآخر،  أوضح الأمين العام لمؤسسة "الرسول الأعظم(ع)" في نيجيريا:  أولاً إن الإسلام الذي عبر عنه الإمام الحسین (ع) هو إمتداد لما قام به أجداده لما قام به آباءه (ع) من الأنبیاء والأوصیاء وخصوصاً خاتم الأنبیاء (ص) وأمیر المؤمنین (ع) والإمام الحسن(ع) وثانیاًَ إن دعوة الإسلام التي عبر عنها الإمام الحسین(ع) هي نفسها الرسالة التي عبر عنها القرآن الکریم کما أن أساس الإسلام هو السلم وأن أساس الدین الذي جاء به النبي(ص) هوالنصیحة وإقامة الحجة والبراهین وإتمام الحجة وتحسین علاقات البشر فیما بینهم بطرق سلمیة لا حربیة.

وأشار الى أن الإمام الحسین (ع) کان یدعو إلی السلمیة کرهاً منه في بدء القتال؛ لماذا؟ لأن ما کان یرید تغییره إذا ما کان یمکن تغییره بسلمیة هو أفضل بالنسبة للإمام الحسین(ع) لذلك هو قد تحمل کل المصائب والمشاکل ولکن بالتالي الجو لم یکن یساعد.

الثورة الحسینية هي إمتداد لحرکة الإصلاح التي جاء بها الأنبیاء(ع)

عندما ینظر الإنسان إلی عالمنا الیوم وعالمنا بالأمس ومنذ نشوء العالم حیث کان هناك سلاح وتحرکات من الحکومات والمنظمات التي هي تجری علی أساس الدفاع أو منع الهجوم والبدء بالنزاع؛ الدول کلها تعتمد علی الأمور العسکریة لتنشأة حدودها وتوسعة أرضها ولکن الإسلام لیس هکذا إنما الإسلام دین المنطق ودین النصیحة ودین الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وفي نفس الوقت الإسلام لا یسامح علی أن یسد الطریق أمامه ولذلك یجب علیه أن یزیل المشاکل والعراقیل.

وأشار الى أن الإمام الحسین(ع) عندما تحرك کان الأمر قد وصل إلی ما لا یمکن إحتماله. وعلینا أن نفهم شیئاً عن الإمام الحسین(ع) أنه أصلا لم یرید الحرب إنما هم الذین فرضوا علیه الحرب وهم الذین طلبوا منه ما لا یمکن أن یعطي ولهذا قد فضل الإمام الحسین(ع) الموت علی أن یعطی الکرامة الإنسانیة والإنسان الکریم لا یمکن أن یتنازل عن کرامته حتی وإن کان الموت هو المثوی وکما یقول الشاعر "الموت أولی من رکوب العار أولی من دخول النار" وهو الشعر الذي یعبر عن الثقافة الحسینیة والفکر الحسیني وقال الحسین(ع) "والله إني لا أری الموت الا سعادة والحیاة مع الظالمین الا برما" وهذه دلالة علی أن الذین یواجهون الحسین (ع) یواجهون الرسالة کلها ویواجهون الأمة کلها وإن الإمام الحسین(ع) لم یسلم الرسالة من أجل النفس التي اذا لم تمت بالسیف فستموت بغیره لأن "تعددت الأسباب والموت واحد" یجب أن یموت الإنسان في یوم من الأیام ولهذا الإمام الحسین (ع) عندما قام بالنصیحة بالحکمة والموعظة الحسنة وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنکر وبإستخدام شتی الطرق السلمیة کان ذلك تعبیراً عن الإسلام والحقیقة المحمدیة الأصیلة التي جاء بها الإسلام الذي لم یکن دین حرب أو قتل ولیس هو دین الدم إنما هو دین السلام ونصیحة وإقامة الحجة وإقامة الدلیل والبرهان والمنطق وإن الحسین(ع) هو خیر من عبر عن حقیقة الإسلام ولذلك نری أن الطرف الآخر هو من قام بإراقة الدماء والقتل والإضطهاد وبکل الفجایع التي لم یشهدها إنسان قط ولذلك الدعوة الحسینیة هي دعوة سلمیة بإمتیاز لا یمکن أن توصف بالإرهاب أو المیل إلی إراقة الدماء لأنه هو الذی ضحی فیها بنفسه وبأطفاله وأهل بیته ودافع عن نفسه بحکم الطبیعة ولذلك الإمام الحسین(ع) وقف ولو کان وحیداً کان لیقف للدفاع عن کرامته وعن شریعته ومبدئه وعن أمة جده ولذلك إن الدعوة الحسینیة أساساً هي دعوة إلی الحوار وإلی المنطق وکان الإمام الحسین(ع) یوجه إلی الذین یحملون السلاح وهم ألوف ویملکون السلاح وهو یعرف أنهم اذا لم یجیبوا إلی دعوته السلمیة فإنهم سیقتلونه ولکنه بقی یدعوهم إلی السلام وإلی الإسلام الأصیل الذي کله نصیحة وسلام.

الثورة الحسینية هي إمتداد لحرکة الإصلاح التي جاء بها الأنبیاء(ع)

وأشار الى أن الإمام الحسين(ع) ثار من أجل أن يعلّم النّاس درساً هو أنّ الإنسان المسلم عندما يشاهد الظّلم في مجتمعه، ينبغي عليه أن يثور لكي يصلح الأوضاع، مؤكداً أن هذا عبارة عن إختیار الله سبحانه وتعالی لمن کان یملك حکمة إنسانیة عالیة وإن الحسین(ع) یمثل الإنسان الکامل من حیث الإنسانیة والأخلاقیة وهذا الذي نراه في تحرکاته کما نراه في صباه وفي کبره وإن الحسین(ع) عندما یقوم بهذا الدور الکبیر الذي یرید تغییر المسار الذي إنحرف عن الصواب هذا یعبر عن أن الإمام الحسین(ع) یمثل الإنسان الکامل الذي یعطی دروساً للأجیال لیس فقط للجیل الذي یعیش فیه بل للأجیال الذین یأتون من بعده فالإنسان بحاجة إلی قدوة والحسین(ع) هو تلك القدوة والقدوة یجب أن تکون بأعلی درجة من کل ما یتصف به الإنسان من کمال ومن فضل وکل الجوانب الأخری.

وأشار الى أن وجود الإمام الحسین(ع) هو وجود مبارك ولذلك فـ هو لما ثار ولما قام بهذا والذي أثر في بقاء ثورة الإمام الحسین(ع) وهي في کل یوم تتبلور حقیقتها وفي کل یوم تظهر وتتقدم بالإنسانیة نحو الکمال لأن شخصیة الحسین(ع) شخصیة مرموقة عالیة في الأخلاق والکمال الإنساني وهذا دلیل علی أن الحسین(ع) یملك صفات الأنبیاء (ص) والأوصیاء وهو مصداق للکمال في وقته ولذلك هذه الشخصیة تمثل قطباً في تلك الحقبة من الزمن والتي سیبقی ذکرها في کل یوم ولکل جیل ولکل وقت ولذلك نقول إن الحسین (ع) قام بکل ذلك لأنه یمثل القیم الإسلامیة ویجسدها ویمثل القیمة الإنسانیة الکبیرة وهو حجة الله فی وقته ویقول رسول الله (ص) "الإیمان قید الفتك ولا یفتك المؤمن" فالإمام الحسین(ع) عندما وصل إلی أعلی درجة من الإیمان والذی یمکن أن یصل إلیه الإنسان لا یمکن لأحد أن یجره إلی ظلمه أو أن یلزمه السکوت والمداهنة وهذه هی حقیقة ثورة الحسین(ع).

أخبار ذات صلة
captcha