ایکنا

IQNA

ماذا یقول القرآن / 19

الغدیر؛ رسالة لاتقلّ أهمیتها عن الدعوة النبویة

11:29 - July 16, 2022
رمز الخبر: 3486878
طهران ـ إکنا: تلقی رسول الله (ص) في طریق عودته من آخر حج آیات قرآنیة کلّفته بتبلیغ ولایة علی بن أبی طالب (ع) وجعلت أهمیة الإسلام بهذا التبلیغ.

الغدیر؛ رسالة لاتقل أهمیتها عن الدعوة النبویةوأدّی رسول الله (ص) آخر حجه في الـ 60 من عمره خلال عام 632 للمیلاد حیث رافقه في تلك الرحلة أکثر من 120 ألف مسلم ضمن موکب عظیم. 

وتلقی رسول الله (ص) الخمیس 18 ذي الحجة عند غدیر "خُم" الآیة القرآنية "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (المائدة / 67).

وتجعل الآیة الکریمة کل جهود الرسول (ص) في الدعوة إلی الإسلام في کفة والرسالة الأخیرة أي رسالة الولایة من بعده في کفة أخری بل أکثر من ذلك لقوله تعالی "إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ".  

وإثر نزول تلك الآیة أمر رسول الله (ص) موکب الحجاج بالتوقف حتی یبلغه الرسالة الإلهیة وحصل ذلك في موسم ترتفع فیه حرارة الطقس ورغم ذلك أمر رسول الله مطلع الغافلة بالتوقف حتی یصل السائرون في آخر الرکب وأخذ ذلك نصف الیوم تقریباً.

وبعد توقف الحجاج إعتلی رسول الله (ص) جملاً وتحدث إلی المسلمین رافعاً ید علی بن أّی طالب (ع) قائلاً: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ".


وحافظ المسلمون علی الحدیث الذي ألقاه رسول الله (ص) في جمعهم وسجله وثبته المؤرخون دون زیادة أو نقصان.

ویروي العلامة الأمیني هذه الواقعة من  30 مصدراً للحدیث الصحیح عند أهل السنة منها کتاب الولایة لـ "إبن جریر الطبری" وتفسیر "الثعلبي"، كتاب "ما نزل من القرآن في علي" لأبي نعيم الأصبهاني، و"أسباب النزول" للكاتب علي بن أحمد الواحدي النيسابوري.

ولم تتفرق الحشود بعد حیث نزل جبرئیل علی رسول الله (ص) منزلاً الآیة الثالثة من سورة المائدة المبارکة "الْیوْمَ أَکمَلْتُ لَکمْ دینَکمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیکمْ نِعْمَتی وَ رَضیتُ لَکمُ الْإِسْلامَ دیناً".

هذا ويذكر أن الشيخ عبد الحسين الأميني التبريزي النجفي(1902-1970)، هو عالم دين ومُؤلّف شيعي إيراني، ومن أهم تأليفاته موسوعة الغدير في الكتاب والسنة والأدب، ويُلقّب بالعلامة الأميني، ولد في مدينة تبريز شمال غرب إيران سنة 1320 هـ، وبدأ فيها دراسته، ثم هاجر لمواصلة الدراسة الدينية إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، حتى منحه كبار العلماء إجازات في الفقاهة والاجتهاد.

عُرف بالزهد وكثرة العبادة، ومن آثاره انشاؤه مكتبة في النجف الأشرف سماها مكتبة أمير المؤمنين وجعلها مكتبة عامة. وتوفي الأميني سنة 1390 هــ في طهران، ونقل جثمانه إلى النجف ودفن في غرفة بالقرب من مكتبته التي أسَّسها.

أخبار ذات صلة
captcha