إن الغضب عندما یسیطر علی الإنسان یأخذ به إلی السوء ویؤدی إلی الحقد والکراهیة والنزاع وهدم العلاقات الإجتماعیة.
وجاء فی الآیة 134 من سورة آل عمران المبارکة "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" حیث تعد الآیة الکریمة صفات المتقین من المؤمنین.
ومن الملفت أن الآیة الکریمة تشیر إلی الإنفاق والعفو والإحسان إلی جانب کظم الغیض لتبین أثر هذه الأعمال علی رفع مستوی الإنسان فی التحکم بغضبه.
وتعرض الآیة ثلاث مراحل متسلسلة الأولی کظم الغیض والثانیة العفو عنهم والثالثة الإحسان إلیهم.
وأکد المفسر القرآنی کاتب تفسیر "نور" لدی تفسیره الآیة الکریمة؛
أولا: التقوی والإنفاق لایفترقان " أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ ...".
ثانیا: الإنفاق من السخاء ولیس من کثرة المال " فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ".
ثالثا: یجب الإنفاق وإکرام الفقراء فی السراء والضراء " فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ".
رابعا: المتقون لا تتحکم بهم مشاعر الغضب إنما هممن یتحکمون بمشاعرهم " الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ".
خامسا: التقوی لیست بمعزل عن سعة الصدر." وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ"
سادسا:المتقی لیس فردانی إنما معایش للناس بخلق حسنة " يُنْفِقُونَ، الْكاظِمِينَ، الْعافِينَ".
سابعا: الإیمان لیس شرط العفو "وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ".
ثامنا: من أراد حب الله علیه أن یکون محسنا وکاظما للغیض "وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
تاسعا: الإنفاق والعفو من مصادیق الإحسان "يُنْفِقُونَ، الْكاظِمِينَ، الْعافِينَ، الْمُحْسِنِينَ".