"مریم" هو تسمیة السورة التاسعة عشرة من القرآن الکریم التي لها 98 آیة کریمة وتقع في الجزء السادس عشر من المصحف الشریف. 

وسورة مریم من السور المکیة وتعد الـ 44 من حیث ترتیب النزول على النبي(ص) وسمیت بمريم لروایتها لقصة السيدة مریم (س) في الآیة الـ16 لغایة الآية الـ27 و أیضاً في الآیة 34 من السورة المبارکة. 

وللسورة میزتان أساسیتان الأولی تتمثل في إستخدام مفردة "أذکر" في السورة والثانیة الإستخدام المکرر لصفة "الرحمن" حتی بلغ عدد إستخدامها 16 مرة. 

وقال المفسر الايراني الراحل العلامة الطباطبایي في تفسیر "المیزان في تفسیر القرآن" إن السورة تحمل رسائل بشری وإنذاراً للمؤمنین والتي تعبر عنها في إطار قصص الأنبیاء (عليهم السلام). 

وتصنف السورة الناس إلی ثلاث فئات؛ الأولی من عمته النعم الإلهیة تضم الأنبیاء والهداة والثانیة التوابین والمؤمنین من أصحاب العمل الصالح والثالثة الضالین وأصحاب الشیاطین. 

وتروي السورة المبارکة قصص زکریا ومریم والمسیح ویحیی وإبراهیم وإسماعیل وإدریس وعدد آخر من الأنبیاء(عليهم السلام). 

وروایة القرآن الکریم لقصة زکریا تنطبق علی الروایة الإنجیلیة وتروي السورة أیضاً  حمل السيدة مریم(س) وولادتها عیسی (ع) ونطقه في المهد.

وتعتبر مریم (س) من السیدات العظیمات في التأریخ وهکذا یعرفها المسلمون وذلك لصدقها ونزاهتها وهذا کان أول ما نطق به إبنها عیسی (س) عندما کان في المهد " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا؛ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا؛ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا؛ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" (مریم / 30 لغایة 33)