ایکنا

IQNA

الدروس المستفادة من عاشوراء للجيل المعاصر / 11

مناصرة الحسين(ع) تتمثل في الالتزام بمبادئ النهضة الحسينية + فيديو

13:49 - August 05, 2023
رمز الخبر: 3492185
قال مسؤول قسم الخطابة في العتبة العباسية "الشيخ محمد الكربلائي" في الحلقة الخامسة من سلسلة حلقات "الدروس المستفادة من عاشوراء للجيل المعاصر" الخاصة بوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية إن مناصرة الحسين(ع) في هذا الزمان تتمثل في الالتزام بمبادئ النهضة الحسينية، مؤكداً أن الامام الحسين(ع) كان رحمة للعالمين فمن أراد أن ينصر الحق فعليه أن يلتزم بما ضحّى من أجله أبوعبدالله الحسين (ع).

مناصرة الحسين(ع) تتمثل في الالتزام بمبادئ النهضة الحسينية + فيديوفيما يلي مقتطفات من المحاضرة الأولى من سلسلة محاضرات "الشيخ محمد الكربلائي" حول الدروس المستفادة من عاشوراء للجيل المعاصر التي تتعلق هذه الحلقة من المحاضرة بتبيين أحد أهم دروس ثورة عاشوراء وهو "مناصرة الحق":

"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، السلام على قمر بني هاشم أبي الفضل العباس(رحمة الله وبركاته). أيها المؤمنون الكرام لابد لنا أن لانترك هذا المعين الصافي، وتلك المدرسة التي حياتها كحياة القرآن، كما أن القرآن صالح لكل عصر ولكل زمان كما قال رسول الله(ص) "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي" فالعترة أيضاً في كل زمان يمكن أن نأخد منها ما ينفعنا.

 ماذا نأخذ من مدرسة عاشوراء في هذا اليوم؟ درس من أهم الدروس وهو مناصرة الحق، فاصطفى الجيشان في يوم عاشوراء في سنة 60 للهجرة ولكن ماذا حدث؟ من الذي وقف مع الحق؟ نرى هناك نموذجين، واحد وقف مع الحق وهو "الحر ابن يزيد الرياحي" وهو كان قائداً على رأس سرية من سرايا جيش عبيد الله بن زياد الا انه وقف  تلك الوقفة الشامخة وقال "وَاللهِ - أُخيّرُ نفسي بينَ الجنّةِ والنّارِ، ولا أختارُ على الجنَّة شيئاً، وَلَو قُطِّعتُ وحُرِّقت".

وهناك من وقف موقف الضد كالـ"شبث بن ربعي"، ذلك الرجل الذي قاتل في ركاب أمير المؤمنين(ع) وجاء في ذلك اليوم وتنصل عن مناصرة الحق وهو الذي يقول "لقد قاتلنا آل أبي سفيان في ركاب آل علي(ع) واليوم جئنا نقاتل آل علي في ركاب آل أبي سفيان) هو الذي يقول "والله يا له من ضلال ما بعده ضلال" فمناصرة الحق هي الهدى،  والإنسان إذا أراد أن يضمن سعادة الدنيا والآخرة فالسعادة في نصرة الحق.

وهذا ما أكد عليه أمير المؤمنين(ع) حينما قال في وصيته لولديه الحسن والحسين (ع) "کونا للظّالم خصماً وللمظلوم عوناً"، ولما وقف الامام الحسين (ع) في تلك الصيحة وقال "ألا هل من ناصر ينصرني" وهذا الكلام هل هو موجه فقط للذين يحيطون في تلك المعركة؟ أما أن هذا الخطاب مستمر؟ يخاطب كل أهل عصر  وأهل نصر؟ نعم الخطاب مستمر لازال الحسين (ع ) يقول الا هل من ناصر ينصرنا فاذا كنت تعتقد بأحقية الحسين(ع) عليك أن تنصره حتى في هذا الزمان فيمكن لك أن تقول كيف أنصر الحسين(ع)؟ عليك أن تنصر مبادئ الحسين (ع) عليك أن تحمل مبادئه أن تقتفي أثره في عبادتك وفي شجاعتك وفي رحمتك على الناس، فالحسين (ع) حمل رحمة الله حمل ما جسد رسول الله(ص) في ذلك اليوم.

رسول الله(ص) حينما يخاطبه القرآن "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين"، كذلك الامام الحسين (ع) كان رحمة للعالمين فمن أراد أن ينصر الحق فعليه أن يلتزم بما ضحّى من أجله أبي عبدالله الحسين (ع).

ونسأل الله سبحانه و تعالى أن يعيننا على أنفسنا وأن يوفقنا بالسير على نهج أبي عبدالله الحسين وأن يوفقنا لاحياء ذكرى الحسين(ع)، وأن يحشرنا في رحابه وأن يكرمنا بشفاعته وشفاعة أجداده و أولاده الطاهرين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

captcha