فيما يلي مقتطفات من المحاضرة الأولى من سلسلة محاضرات "السيد رياض الحكيم" حول الدروس المستفادة من عاشوراء للجيل المعاصر التي تتعلق هذه الحلقة من المحاضرة بتبيين أحد أهم دروس ثورة عاشوراء وهو "عزة الانسان":
"من دروس عاشوراء هي عزة الانسان، هناك قيم إنسانية ودينية، هذه القيم ترفع من شأن الانسان، لذلك يُفترض بالانسان خصوصاً الانسان المسلم المؤمن أن يكون حريصاً على تمسكه بهذه القيم، العزة من القيم المحمودة ومن فضائل الخصال، هناك درس واضح من دروس عاشوراء وهو أهمية عزة الانسان".
والامام الحسين(ع) خيّر بين العز والذل، أراد يزيد أن يذلّ الامام الحسين(ع) بتلك البيعة. يزيد كان طاغية والطاغية لايتحمل أن يكون هناك عزيز في المجتمع ویکون له مقام وشأن، بل يريد أن يذل الجميع.
واتخذ الامام الحسين(ع) قراره الحاسم لمحاربة هذا الطاغية تمسكاً بالعزة التي أرادها الله سبحانه وتعالى له، تجنباً للذلّ والخضوع والمهانة التي تليق بالانسان المؤمن. هذا الدرس لكل مؤمن ومسلم أن يكون عزيزاً مهما بلغت التضحيات، مهما دفع الثمن ومهما كان الثمن باهظاً.
ويزيد كان حريصاً على إذلال المسلمين، وحتى عندما ثار أهل المدينة بعد واقعة كربلاء على يزيد، وقام یزيد بقمع تلك الثورة وأجبرهم على أن يبايعوا على أنهم خول وعبيد له.
هذا المبدأ العام للطغاة الذين لايتحملون أن يكون هناك أشخاص لهم العزة والكرامة في المجتمع.
والامام الحسين(ع) بموقفه الخالد حفظ عزته وعزة أهل بيته, وأصحابه رغم التضحيات الجسام، ولذلك قال(ع) "الموت أولى من ركوب العار".
والانسان ما يقبل العارـ التضحيات الجسيمة التي قدّمها الامام الحسين(ع) جعلته عزيزاً على مرّ العصور والى يومنا الحاضر. الامام الحسين(ع) هو رمز العزة والكرامة والمفروض أن يعتبر كل إنسان مؤمن من هذه الوقفة الحسينية ومن هذه التضحية وأن يكون عزيزاً وأن لايسمح لغيره أن يذله، كما قال الله سبحانه وتعالى "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ" وهذا درس بالغ.
ولذلك نحن نجد أن شيعة أهل البيت(ع) لهم هذه العزة والكرامة وقد قدّموا الكثير من التضحيات في سبيل حفظ عزتهم وكرامتهم.