فيما يلي نصّ المحاضرة الثانية من سلسلة محاضرات "السيد رياض الحكيم" حول الدروس المستفادة من عاشوراء للجيل المعاصر التي تتعلق هذه الحلقة من المحاضرة بتبيين أهمية الشجاعة في ملحمة عاشوراء:
"بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله المصطفى الأمين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
من دروس ملحمة عاشوراء البليغة أهمية الشجاعة وهي من الخصال المحمودة في الإنسان في مقابل الجبن.
الشجاع لايأبه بالمخاطر التي تحيط به في سبيل تحقيق ما يعتقده صحيحاً.
شجاعة الإمام الحسين (ع) لم تقتصر على موقفه في المعركة، بل كانت شجاعته واضحة في قراره بمعارضة الطاغية، عندما غادر الحجاز وأبى أن يخنع لطاغية عصره يزيد بن معاوية، كان هذا هو الموقف الشجاع.
والامام الحسين(ع) في مواقفه المتتالية منذ مغادرته الحجاز وفي طريقه إلى كربلاء وكذلك في ملحمة كربلاء موقف بعد موقف ضرب للإنسان المؤمن مثلاً رائعاً بالشجاعة والإقدام واليوم الإنسان المسلم يحتاج إلى هذه الخصلة خصوصاً الشباب.
والشباب اليوم محاطون بكثير من التحديات وكثير من المصاعب لابدّ أن يتخذ الشاب قراره الشجاع بعدم التأثر بهذه المؤثرات التي تُبعده عن دينه وعن قيمه وعن إنسانيته.
عندما يواجه الشاب موقفاً فيه إغراء وفيه دعوة للإنحراف، صديق سيئ يحثّه على الخطيئة والرذيلة يحتاج إلى موقف شجاع حتى يواجه تلك الدعوة وذلك التأثير من خلال ما وقفه الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه هذا يصبح دراساً بليغاً لكل إنسان مؤمن أن يكون شجاعاً في مواجهة المؤثرات وفي مواجهة الطغاة والمنحرفين، اليوم الشاب يواجه كثيراً من التحديات، يواجه إغراءات الهوى، يواجه اغراءات وسائل الاعلام والثقافات الوافدة فهو يحتاج الى موقف شجاع وصارم حتى يتجنب الوقوع في الخطيئة والرذيلة.
ولم يقتصر الموقف الشجاع على الامام الحسين(ع) بل شمل كل أصحابه وأهل بيته حتى الصغار. القاسم الصغير وعمره بالعشرة سنوات لكن موقفه كان شجاعاً وكذلك فتية بني هاشم الآخرون اتخذوا ذلك القرار الشجاع ونصروا الإمام الحسين (ع) ولم يخضعوا للتهديدات ومخاطر الطغاة، هذا الموقف ينبغي أن نتلمسه من واقعة وملحمة كربلاء لتكتمل الفوائد والثمرات من هذه التضحيات والحمد الله ربّ العالمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.