ایکنا

IQNA

باحثة وكاتبة لبنانية لـ"إکنا":

إستخدام القدرات العلمية ضرورة هامة لمواجهة تدنيس القرآن

9:14 - September 08, 2023
رمز الخبر: 3492600
بيروت ـ كنا: أكدت المؤلفة والباحثة اللبنانية في الدراسات القرآنية "الدكتورة ندى اسماعيل" أن دور المرأة في جهاد التبيين لا يقلّ عن دور الرجل، وهذا الأمر مشهود له عبر التاريخ حيث دافعت السيدة الزهراء(ع) وغيرها من النساء كالسيدة زينب(ع) عن تعاليم كتاب الله، مصرحة أن استخدام القدرات العلمية ضرورة هامة لمواجهة تدنيس القرآن.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع الباحثة والمؤلفة الدكتورة "ندى إسماعيل الطويل"

وبدايةً عرفت الدكتورة "ندى إسماعيل الطويل"عن نفسها قائلة: "أنا من بلدة "خربة سلم" جنوب لبنان وأسكن حالياً في بيروت وحصلت على  إجازة في الفقه والمعارف من جامعة المصطفى(ص) العالمية في لبنان، والماجستير في الفلسفة وعلم الكلام، والماجستير في العلوم القرآنية، والدكتوراه في العلوم القرآنية (والآن في مرحلة كتابة الرسالة)، كما حصلت على جائزة في الأدب الفارسي حيث أن اللغة الفارسية تفتح أمام طلاب العلوم الدينية الكثير من الآفاق".

وتابعت الدكتورة "ندى اسماعيل الطويل" حديثها: "نشأت في أسرة متدينة تهتم كثيراً بالدين وكان والدي(رحمه الله) قارئاً للقرآن الكريم وتأثرت بذلك كثيراً وكان صوته يصدع بآيات الله تعالى بشكل يومي وخاصة عند الفجر".

وأضافت: " بالنسبة إلى دراسة العلوم القرآنية بدأت دراستي الحوزوية منذ الصغر وأدركت أن العلوم القرآنية تكمن فيها مفاتيح وأسرار باقي العلوم، فلجأت إلى التخصص في هذا المجال، وتابعت دراستي حتى وصلت إلى مرحلة الدكتوراه في العلوم القرآنية".

وفي السؤال عن دور المرأة في الدفاع عن القرآن؟ أجابت الدكتورة "ندى الطويل": إن القرآن هو الوصية الخالدة التي تركها لنا رسول الله(ص) "إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".

وأكدت أن التمسك بكتاب الله تعالى لايكون من خلال شعارات ترفع بل ينبغي أن ندافع بكل ما أوتينا من قوة علمية عن هذه الرسالة الإلهية الخالدة، قائلة: "إن دور المرأة في جهاد التبيين لايقلّ عن دور الرجل، وهذا الأمر مشهود عبر التاريخ حيث دافعت السيدة الزهراء(عليها السلام) وغيرها من النساء كالسيدة زينب(عليها السلام) عن تعاليم كتاب الله تعالى".

وأشارت الدكتورة "ندى" إلى أن المرأة هي تلك المربية التي تخرّج الأجيال وتعتني بتربيتهم على النهج القرآني وتعلّم أولادها بل والمجتمع على التمسك بالقيم القرآنية، والسعي لتطبيق ما جاء في كتاب الله تعالى، ومن ثم تتوسع أكثر فأكثر في إيصال صوتها في كافّة الميادين والمجالات وعبر مواقع التواصل الإجتماعي إلى أكبر شريحة ممكنة ليرى العالم بأسره كيف حرّر الإسلام المرأة من براثين الحريات المزعومة وأعطاها حقوقها كإنسانة لها كيانها يمكنها خوض كافّة مجالات الحياة في ظلّ حفاظها على عفتها كي لا يطمع الذي في قلبه مرض.

وتابعت الدكتورة "ندى الطويل" حديثها مستذكرة خطبة قائد الثورة الاسلامية الايرانية: "يجب على النساء أن يعرفن ماذا يقول الله تعالى في القرآن عن المرأة، وماذا يريد منها، ويجب أيضاً أن يعرفن من الذي يحدّد مسؤولية المرأة حتى تستطيع أن تدافع عن حقها بما يقوله الإسلام وفي إطار الإسلام" وإذا كانت المرأة بعيدة عن هذه الأمور، فسوف تسمح لفاقدي القيم الإنسانية أن يمارسوا الظلم لها، فعندما تتمسك المرأة بهذه القيم وتدافع عنها أينما كانت يمكنها عند ذلك أن تدافع عن كتاب الله تعالى في كل الميادين".

وعندما سألت الدكتورة ندى الطويل عن مؤلفاتها في العلوم القرآنية؟ وكم يبلغ عددها؟ قالت: "روي عن الإمام الباقر عليه السلام: (شرقاً وغرباً فلا تجدان علما صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت).   وإن العلم الحقيقي المتجسد في القرآن والذي يحمله أهل بيت النبوة واسع جداً، وكما أشار القرآن "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا".

وأضاف أن "العلوم القرآنية واسعة جداً لاينتهي أمدها، وقد كان تخصصي في التفسير المقارن، وكانت رسالتي الماجستير حول قصة ذي القرنين في القرآن والتاريخ، وأكملت دراسة الدكتوراه ورسالتي تختص بالنبيين سليمان وداوود عليهما السلام وستصدر قريباً بإذن الله تعالى".
دور المرأة في جهاد التبيين لا يقلّ عن دور الرجل، وهذا الأمر مشهود له
وتابعت الدكتورة "ندى" حديثها بالقول: "لقد كانت مؤلفاتي في جوانب عدّة أبرزها القرآنية وأيضاً السيرة كوني خطيبة منبر حسيني فلديّ الكثير من الأبحاث في هذا المقام، كما أن هناك مقالات في علم الكلام والعقيدة ومقالات أسرية وتربوية مختلفة وغيرها من المجالات".

وأوضحت أن "هناك بعض المؤلفات والعديد من المقالات التي تهتم بالتفسير الموضوعي أو المقارن، وفي مجال السيرة كتبت حول نساء خالدات وقد قدمته في برنامج تلفزيوني من 40 حلقة، وغيرها من البرامج الأسرية والتربوية المتعلقة بشؤون المرأة وأغلبها قدم أيضاً عبر الشاشة".

وعندما سألت الدكتورة "ندى الطويل" عن اجتهادها  في تسليط الضوء على نقاط معيّنة لم يضوي أحد عليه من قبل؟ أجابت: "إن العلم كلما خاض به الإنسان أكثر كلما فتحت أمامه أبواب أكثر وأعمق، فكيف بالعلوم الإلهية الكامنة في كتاب الله تعالى والتي عبر عنها أمير المؤمنين( عليه السلام) بأن رسول الله (ص) فتح له ألف باب للعلم ومن كل باب ألف باب".

ومن هنا فإننا كلما سبرنا أغوار هذا العلم القرآني كلما استخرجنا أسراراً جديدةً، فالتفسير مثلا بحدّ ذاته كلما قرأنا العديد من التفاسير حول آية معينة أو موضوع معيّن وقمنا بمقارنتها يمكننا أن نخرج بخلاصة جديدة، كما من المهم أن نتابع الإعجاز العلمي وتسليط الضوء على أن القرآن أشار إلى ذلك من آلاف السنين، وكذلك بالنسبة إلى النظريات التربوية والإقتصادية والإجتماعية ..... ومن خلال تجربتي وجدت أن كلما كانت الدراسة لموضوع ما أشمل كلما تمكنا من تسليط الضوء على أمور جديدة تفتح أمامنا آفاقاً جديدةً لنا وللأجيال القادمة.

وفي الختام قدمت الدكتورة ندى الطويل نصيحتها لطالبات العلوم قائلة: "إن العلم نور فكيف إذا كان التخصص في العلم النوراني في كتاب لاريب فيه وصف بأنه هدى للمتقين، نصيحتي أن ندرك أولاً أنه لايوجد علم أعظم وأرقى من هذا التخصص، وعلينا أن نعلم أنه من خلال هذا العلم يمكننا أن نحصن أنفسنا من جهة وأن نواجه التحديات من جهة ثانية".

وصرحت أنه لايمكننا نيل هذه الفيوضات إلا إذا أخلصنا النية لله تعالى عندها سيتولى الله عز وجلّ رعايتنا كما أشار في كتابه العزيز "وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "، علينا أن نتحلى بالصبر لأن هذا العلم يحتاج أكثر من غيره إلى التدبر والتفكر والإرتقاء عن متعلقات الدنيا حتى يتمكن من الوصول في نهاية المطاف إلى مرحلة قطف الثمار المعنوية".

المزيد من التفاصيل بالمقطع الصوتي المرفق...

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

captcha