ومن الأمور التي يعاني منها البشر خلال حياته هي النسيان والغفلة إذ ينسى الإنسان النعم الكثيرة التي أعطاه الله تعالى وبالتالي هذه الغفلة تتسبب في الابتعاد عن الله والقيام بالكثير من الذنوب.
إن ذكر النعم والتذكير بها لقوم أنكروا الدعوة الإلهية ورسالات الأنبياء (عليهم السلام) تجعل الإنسان قريباً من ربّه وبالتالي الشعور بالعظمة الإلهية وقدرة الله تعالى.
واستخدم سيدنا موسى (ع) أسلوب التذكير بالنعم في مواقع عديدة؛ منها:
أولاً: أمام فرعون: عندما ذهب النبي موسى (ع) إلى فرعون فسأله الأخير عن ربّه فقام موسى (ع) بالتعريف بالله من خلال النعم التي خلقها فقال "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"(طه / 50)، "الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى"(طه / 53).
ثانياً: أمام بني إسرائيل: بعد هزيمة فرعون ونجاة بني إسرائيل وحصولهم على نعمة الحرية والاستقلال والأمن قام سيدنا موسى (ع) بتذكيرهم بما منّ الله عليهم بها من نعم فقال " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ"(طه / 80).