ایکنا

IQNA

د. طلال عتريسي لـ"إکنا":

رسالة استهداف المساجد والكنائس في غزة هي إخافة الناس وإخراجهم من القطاع

15:58 - October 24, 2023
رمز الخبر: 3493166
بيروت ـ إکنا: أكد المفكر والمحلل السياسي اللبناني "د. طلال عتريسي" أن هدف العدو الاسرائيلي من استهداف المساجد والكنائس في قطاع غزة هو اخافة الناس حيث يشعر سكان القطاع بعدم الحماية في أي مكان ويفطر بالهروب من غزة مصرحاً أن إسرائيل لاتهتم بردود فعل العالم الإسلامي التي قد تستنكر قصف المساجد كما أنها لاتهتم حتى بالقوانين أو الأعراف الدولية في هذا المجال.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع  المفكر اللبناني، والمتخصص بالشؤون السياسية والاجتماعية، "الدكتور طلال عتريسي".

وفي معرض رده على سؤال هل عجزت إسرائيل عن تحقيق أهداف عسكرية حتى باتت المستشفيات المكتظة بالمرضى والجرحى والنازحين هدفاً لطائراتها الحربية؟ أجاب الدكتور "طلال عتريسي": "المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق المدنيين منذ زلزال 7 أكتوبر هي محاولة أولاً للإنتقام من الإنجاز الكبير الذي حققته حركة حماس  وهي محاولة لرد الإعتبار لقدرات الجيش على إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف الشعب الفلسطيني في غزة".

وأضاف أن "جيش الاحتلال الاسرائيلي يواصل القصف والتدمير تمهيداً للإجتياح العسكري وهذا القصف يكون مقدمة للدخول البرّي، لكن القيادة السياسية والعسكرية في الكيان الإسرائيلي لغاية الآن مترددة في الدخول البري وتكتفي فقط بالقصف والقتل من دون تمييز حيث معظم الشهداء من المدنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً بشكل خاص".

 وصرح الدكتور "طلال عتريسي" أن النقطة الثانية لهذا القصف الوحشي هي أن العدو الإسرائيلي يريد أن يجعل الشعب الفلسطيني يدفع ثمن ما فعلته حركة حماس بحيث يبعد الفلسطنيون عن غزة وحركة حماس ولهذا السبب العدو  يواصل القصف والقتل ولايتوقف أيضاً لهذه العمليات لكي يدفع الفلسطينيين في التفكير لمغادرة غزة وهو ما سميّ بمشروع التهجير إما داخل غزة أو مناطق أخرى بعيدة مثل سیناء في مصر وبالتالي تصبح حركة حماس مكشوفة من دون حماية شعبية وهذه هي مجموعة الاهداف أو السيناريوهات التي تدور في عقل الكيان الصهيوني السياسي والعسكري وهي لغاية الآن لم تحقق أي إنجاز يعني الانجازات هي صفر بشكل واضح ولهذا هي تستمر في القتل والقصف وبانتظار أن تتخذ القرار المناسب والذي لايكون سوى القتل والتدمير من دون توقف وبالتالي يجب القول إن إسرائيل خسرت المعركة العسكرية والسياسية لان قتل المدنيين لايعتبر إنجازاً لا بالمفهوم السياسي ولا بالمفهوم العسكري".

 استهداف الكنائس والمساجد في غزة

وفي معرض رده على سؤال حول استهداف الكنائس والمساجد من قبل الكيان الصهيوني وهل تريد اسرائيل تثبيت الهوية الدينية للحرب القائمة ضد كل من هو غير يهودي؟ قال الدكتور "طلال عتريسي": "استهداف الكنائس والمساجد له رسالة واضحة بأن الكيان الصهيوني لايميّز بين أي نوع من الأهداف في داخل غزة وأن هذه الأماكن الدينية ليست آمنة حتى لو احتمى فيها المدنيون هي ليست آمنة وان الكنيسة بالنسبة إليه مثل المسجد يعني هذا الكيان المحتل لايراعي هذه الأمور وان العمل العسكري لايريد أن يميز بين أي من المؤسسات الدينية أو المستشفيات أو المؤسسات التعليمية أو الابراج السكنية".

وقال الدكتور عتريسي إن "الرسالة الأخرى لاستهداف المساجد هي إخافة الناس حیث يشعروا بعدم الحماية في أي مكان ويفكروا بالهروب من غزة، وهذا هو ربما الهدف من قصف المؤسسات الدينية الإسلامية أو المسيحية، كما أنه لهذه الحرب طبعاً هناك بعد عقائدي عند اليهود هو البعد التوراتي التي تؤكد قتل كل من هو غير يهودي ليس فقط المؤسسات الدينية لكن كل من هو غير يهودي مبرر قتله البشر والشجر والحجر نعم هذا البُعد العقائدي موجود لكن ربما هنا ان هذه المؤسسات ليست آمنة بالنسبة للفلسطينيين".
 
وأوضح الدكتور "طلال عتريسي" قائلاً: "إن المساجد هي البيئة الحاضنة لحركة حماس والشعب الفلسطيني مثل أي شعب مسلم، وتدمير المساجد هو أيضاً رسالة تنسجم مع تدمير باقي المؤسسات وانها ليست أماكن لحماية النازحين أو المدنيين و إن اسرائيل لاتهتم حتّى لردود فعل العالم الإسلامي التي قد تستنكر قصف المساجد وإنها لاتهتم حتى بالقوانين أو الأعراف الدولية التي  تتجنب عادةً دور العبادة في الحروب، ربما هذه رسالة إلى أنها لاتهتم بكل هذه القضايا والأعراف والقوانين وانها مصرة على تحقيق أهدافها وممكن أن يكون هذا الهدف من القصف المتعمد للمساجد بالإضافة الى أنها تريد أن تلحق اقسى الأضرار بكل المؤسسات بما فيها المساجد بحيث تكون عملية اعادة الإعمار أكثر صعوبة وكلفة".
الإسرائيلي لا يعبأ حتى بالكنائس أو حتى دور العبادة المسيحية
 

الشعب الفلسطيني لايسمح بنكبة جديدة

ولفت المفكر اللبناني الى مشهد الخيام في منطقة "خان يونس" (جنوبي قطاع غزة)، قائلاً: "إن توافد سكان شمال قطاع غزة الى جنوبي القطاع يشبه قيام الإيواء في بداية النكبة عام 1948م لكن هذه المخيمات لن تكون يعني نكبة جديدة أولاً الشعب الفلسطيني لايزال يذكر هذه النكبة وهو الآن أكثر وعياً وأكثر معرفة وثقافة وهو كما نرى يكرر أننا لن نقبل بنكبة جديدة ولن نسمح بنكبة جديدة خاصة ان مقاومة الشعب الفلسطيني هي المقاومة المسلّحة والواعية والمدركة لا تزال على حالها من القوة".

وأضاف أن "النكبة الجديدة يمكن أن تتحقق اذا انتصر العدو الاسرائيلي في هذه المعركة واذا هزمت المقاومة في هذه المعركة وهذا لن ولم يتحقق بحسب قدرات المقاومة المستمرة لغاية هذه اللحظة رغم كل القصف والدمار ثانياً أن العدو الاسرائيلي اليوم ليس كما كان عام 48 يستطيع أن يخيف الناس ويقتل ويهتك، ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلام تعرف بكل ما يجري في أي بقعة من العالم بالتالي العدو الاسرائيلي لايستطيع أن يمرر جرائم أو نكبة جديدة في جنح الظلام، كما أن محور المقاومة اليوم متشكّل ولديه قدرات ويراقب ما يجري ومن المؤكد انه لن يسمح بنكبة جديدة اضف الى ذلك ان الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين متحفز سواء في الضفة الغربية أو في 48 أو في باقي المخيمات وبالتالي ما نشهده اليوم باعتقاده خيم مؤقتة للنازحين من القصف والعدوان الإسرائيلي وليست مخيمات نكبة جديدة بكل تأكيد".

مجزرة كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة

وعندما سئل الدكتور "طلال عتريسي" عن وصفه لمجزرة كنيسة الروم الأرثوذكس في غزة؟ أجاب أن قصف الكنائس يأتي في الإطار نفسه أن العدو الإسرائيلي لايعبأ حتى بالكنائس أو حتى دور العبادة المسيحية طالما أنها موجودة على أرض فلسطينية وطالما أن أصحابها فلسطينيون هذا يعني أيضاً لايعبأ بالغرب الذي يفترض أن يكون مدافعاً عن المسيحيين وعن الكنائس المسيحية إذا هو على المستوى الفلسطيني يعني لايميز بين انتماء ديني وآخر. يميز فقط بين يهودي وغير يهودي، وهو يميز بهذه الطريقة على مستوى الاعتقاد الديني عنده وهذا تحدّ في الحقيقة يعني تحدّ اضافي للغرب الذي يدعم إسرائيل ويقف إلى جانبها ويقول إنه يحميها لكنه يصمت عندما يقوم العدو الإسرائيلي بقصف الكنائس أو تدميرها وان هذه الأماكن لاتحمي الناس والنازحين وحتى النازحين هنا من المسيحيين الفلسطينيين إذا هي عملية تحد للعالم الغربي الذي يدعم إسرائيل وهي عملية عدم تمييز بين دور العبادة على اختلاف أنواعها وهي عملية قتل الفلسطينيين بغض النظر عن دينه أو معتقده هي آلة قتل إسرائيلية.

وفي الختام، قال الدكتور طلال عتريسي: "إسرائيل اليوم بعد عملية الطوفان الأقصى وبعد كل محاولاتها لم يبق منها سوى القدرة على قتل المدنيين أما الانجازات الأخرى لم تتحقق لغاية الان.لايستطيع أحد أن يقول ولا أي محلل إسرائيلي أو غير إسرائيلي يستطيع القول ان إسرائيل حققت الانجاز الفلاني الآتي لم يتحقق أي إنجاز حتى الآن هذا ما يجعل إسرائيل تستمر في قتل المدنيين وتدمير دور العبادة على أنواعها على أساس أن هذا الأمر يمكن أن يعود بالفشل الكبير الذي تحقق في طوفان الأقصى لكن عملياً هذا الفشل لايمكن تعويضه. ما أصاب إسرائيل باعتراف الإسرائيليين أنفسهم لايمكن ترميمه لأن قدرة الردع تحطمت صورة الجيش الإسرائيلي وتمزقت قدرات التكنولوجيا والمراقبة والحماية كلها فشلت وبالتالي اليوم هناك مأزق في الكيان الإسرائيلي سياسياً وعسكرياً وأمنياً في مقابل العجز عن تحقيق الانجازات".
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
captcha