ایکنا

IQNA

أشهر علماء المسلمين / 31

أول ترجمة أكاديمية لمعاني القرآن إلى اللغة البلغارية

10:47 - November 13, 2023
رمز الخبر: 3493429
طهران ـ إکنا: تعدّ ترجمة "البروفیسور تسفيتان تيوفانوف" للقرآن الى اللغة البلغارية هي الترجمة الأكاديمية الأولى بالبلغارية والوحيدة التي اعترفت بها دار الإفتاء العامة للمسلمين البلغار، وقد اعتمد تيوفانوف في هذه الترجمة على الترجمات الروسية والإنجليزية وفي بعض الأحيان الفرنسية والألمانية.

وفي مدرسة الاستعراب البلغاري التي ظهرت مطلع ستينيات القرن الماضي، يستحوذ البروفيسور تسفيتان تيوفانوف على مكانة خاصة. فهو عالم غاص عميقاً في أدب العصر العباسي وشعره، ومارس التدريس والإدارة الأكاديمية في بلاده، وحاضر في جامعات غربية عدة بينها أكسفورد، وأتحف البلغار خلال هذه السنوات ببعض من عيون المصنفات التي تتناول التراث الأدبي العربي.

في عام 1987 للميلاد، ترجم "البروفیسور تسفيتان تيوفانوف" القرآن بطلب من إحدى دور النشر البلغارية، ومع تبدل الظرف العام والشخصي، عاود تيوفانوف الترجمة مرة ثانية ليأتي بعد 10 سنوات بأول نص بلغاري لمعاني القرآن منقول عن الأصل العربي.

ولد تيوفانوف في صوفيا عام 1952 للميلاد وعندما كان طالباً في المدرسة الثانوية، ويتجول يومياً بين المكتبات بحثاً عن كتب مثيرة للاهتمام، حدث بالفعل له شيء يشبه معجزة صغيرة حيث وقعت عينيه على كتاب مدرسي باللغة العربية، وبمجرد تصفحه أثار الكتاب اهتمامه بجمال الخط. طبعاً، لم يجذبه سوى شكل الأبجدية وليس مضمونها، ولكن بعد ذلك أشعلت الشرارة بقلبه حباً قوياً للعربية لم ينطفئ حتى يومنا هذا".

دراسة اللغة العربية في جامعة بغداد
 
وذهب تسفيتان لدراسة اللغة العربية في جامعة بغداد عام 1972، وكان ذلك أول فرصة للتعرف على الشرق والعرب بالمعنى الواسع للكلمة، وبعد أن تخرج من جامعة بغداد تم تعيينه أستاذاً في جامعة صوفيا. حاضر في الأدب القديم والحديث وفي الفلسفة والحضارة العربية. لقد غرق أكثر فأكثر في أعماق العلوم العربية الإسلامية التي لا نهاية لها. لم يكن مهتماً بالقرآن الكريم، بل ظنّ أنه من الناحية اللغوية البحتة ليس من الصعب عليه فهمه وترجمته.

وحصل "تسفيتان تيوفانوف" على درجة الدكتوراه عام 1987 من معهد موسكو للاستشراق عن أطروحة عنوانها "دور أبي العتاهية في تطوير القصائد الفلسفية في الشعر العربي"، كما حصل في عام 2001 على دكتوراه ثانية عن أطروحة عنوانها "الشعر العربي الكلاسيكي كنموذج ثنائي التفرع".

وفي عام 1992 للمیلاد، أصبح مديراً لمركز الثقافة واللغات الشرقية بجامعة صوفيا، وفي عام 1998 م، أسلم أثناء ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة البلغارية.وفي نفس العام انتخب رئيساً لقسم المعهد العالي الإسلامي في صوفيا. وهو حالياً عضو في الجمعية الشرقية الأمريكية وجمعية دراسات الشرق الأوسط البريطانية.
 
وفي هذا السياق، يقول: "لم أقصد ترجمة القرآن الكريم حتى تلقيت دعوة من إحدى دور النشر البلغارية لأقوم بهذا العمل الشريف. قبلت العرض بكل سهولة وارتياح دون أن أفكر في صعوبات إكمال المهمة. واستغربت هذا الاقتراح لأن السلطات الشيوعية في بلغاريا آنذاك كانت تحظر ممارسة الطوائف الدينية ـ سواء أكانت مسيحية أو يهودية أو إسلامية ـ لشعائرها. وبعد سنوات علمنا أن الحكومة اتخذت قراراً بتغيير الأسماء الإسلامية لأتراك البلاد واستبدال أسماء بلغارية بها لغرض استيعابهم القسري".
 
وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك ازدادت إجراءات تقييد حقوق المسلمين البلغار. في نفس الوقت، أوصى الحزب الشيوعي بترجمة معاني القرآن الكريم لتحويل التركيز من المسألة الدينية إلى المسألة العرقية. وكأنهم قالوا: نعم، عندنا مسلمون ونقدم لهم ترجمة كتابهم المقدس، ولكنهم ليسوا من الأتراك، بل هم من أصل بلغاري. إن اختياري مترجماً لمعاني الذكر الحكيم كان شرفاً لي، واعترافاً بمستواي العلمي ومهارتي في هذا المجال. وهكذا بدأت بالعمل عام 1987 وانتهيت منه بعد 3 سنوات".
أول ترجمة أكاديمية لمعاني القرآن إلى اللغة الروسية
وأوضح أنه لا شك أن ترجمة معاني القرآن الكريم عمل شاق يحتاج إلى معرفة أسرار اللغة العربية والتفاسير المختلفة وأسباب النزول والفقه، وليس هذا فحسب بل لا بد للمترجم أن يختار المعنى المناسب من بين المعاني. والشيء الأكثر أهمية هو التقاط روح الوحي واتباع منهج شامل في ترجمة معاني جميع السور والآيات.
 
وأضاف: "كما قلت، قد أكملت الترجمة في 3 سنوات، ثم حدثت تغيّرات تاريخية في بلغاريا، غيرت بدورها موقفي تجاه الترجمة. فقد خرج الناس إلى الشوارع للاحتجاج على الحكم الشيوعي، وأنا، بالعكس، أغلقت على نفسي باب غرفتي وأعدت التفكير والتأمل في حياتي كلها. وعندما قرأت النص المترجم، وجدته جافاً ميتاً خالياً من الروح ومبتعداً عن الأصل العربي، وإن كان دقيقاً، فكانت تلك لحظة الوصول إلى البداية، فبدأت العمل من الصفر".

وقال: "واستمرت هذه العملية حوالي 10 سنوات. بعد ذلك عينت دار الإفتاء العامة للمسلمين البلغار لجنة قامت بالتدقيق اللغوي والاصطلاحي للنص، وتحرير الترجمة. وكنت أشارك أعضاء اللجنة في مناقشة ملاحظاتهم. والحمد لله نجحنا في تحقيق أهدافنا. وتستهدف الترجمة الجمهور البلغاري العام، وليس المسلمين فقط، وهي ترجمة معترف بها على نطاق واسع. وأعتقد أن نص الترجمة بإمكانه أن يؤثر على القارئ حتى يستطيع أن يلاحظ عبرها مدى الإعجاز القرآني، وإن كان من المستحيل نقل كلام الله إلى أي لغة أخرى غير العربية".
 
وصدرت في بلغاريا قبل قدوم الشيوعيين إلى السلطة عام 1944 ترجمة أولى لمعاني القرآن الكريم الى اللغة البلغارية منقولة عن النص الإنجليزي، كما أن هناك ترجمات من التركية أيضاً وإنها عمل مترجمين قد يعرفون المعاني ولكنهم لايجيدون البلغارية ففي بعض الأحيان يستعملون تعابير مضحكة وكأنهم يسخرون من النص المقدس دون أن يشعروا بذلك.واعتمد "البروفیسور تسفيتان تيوفانوف" على الترجمات الروسية والإنجليزية وفي بعض الأحيان الفرنسية والألمانية. إن ترجمتي هي الترجمة الأكاديمية الأولى بالبلغارية والوحيدة التي اعترفت بها دار الإفتاء العامة للمسلمين البلغار.

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha