وكانت هذه الندوة التي أقيمت أمس الأول الخميس 16 يناير / كانون الثاني 2025 م، فرصة لتبادل وجهات النظر حول التفاسير الشيعية للقرآن الكريم وتفسير "تسنيم" للمرجع آية الله جوادي الآملي الذي يتكون من 80 مجلداً والذي سيتم عرضه قريباً.
وبدأت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ التايلاندي "هارون"، وافتتح الندوة المستشار الثقافي الإيراني لدى تايلاند "مهدي زارع"، قائلاً: "إن القرآن الكريم ليس كتاب هداية وإرشاد للبشرية في كل زمان ومكان فحسب، بل هو أيضاً نصّ مقدس يحتوي على معاني عميقة لا تنتهي من المعرفة والحكمة الإلهية".
وأضاف: "قد اجتهد علماء القرآن الكريم والمفسرون منذ زمن طويل في تفسير القرآن الكريم لتوضيح رسالته للبشر ويحتلّ تفسير "تسنيم" باعتباره أحد التفاسیر المعاصرة الأكثر شمولاً وعمقاً، مكانةً خاصةً في هذا المسار".
إقرأ أيضاً
وأشار إلى أبرز مميزات تفسير "تسنيم"، موضحاً: "إن أسلوب تفسير القرآن بالقرآن يعدّ أحد أهم مميزات تفسير "تسنيم"، وفي هذا التفسير يسعى العلامة "جوادي الآملي"، من خلال آيات القرآن، إلى توضيح مفاهيم ومعاني كل آية في ضوء الآيات الأخرى وتظهر هذه الطريقة انسجام وترابط القرآن الكريم بشكل جميل".
وأردف مبيناً: "من المميزات الأخرى لتفسير "تسنيم" هي نظرته الشاملة إلى جوانب مختلفة من الآيات، والتي تتناول بالإضافة إلى التفسير الأدبي والمعجمي للآيات، الجوانب الفلسفية والصوفية والأخلاقية والاجتماعية وحتى العلمية للآيات".
وأشار الى أنه قد حاول العلامة جوادي الآملي في هذا التفسير أن يعبّر عن مفاهيم القرآن الكريم بما يلبّي الاحتياجات الفكرية والروحية للإنسان المعاصر، موضحاً أنه قد حاول العلامة الآملي في كثير من مناقشاته إبراز دور القرآن في حلّ المشاكل الفكرية والفلسفية في عالم اليوم من خلال تطبيق التعاليم القرآنية على العلوم الإنسانية المعاصرة. قد حظي هذا النهج بالاهتمام ليس في العالم الإسلامي فحسب، بل وفي الأوساط الأكاديمية الغربية أيضاً.
وصرّح أن المفسر والمرجع الشيعي العلامة الآملي قد تطرق في تفسير "تسنيم" بتحليل المفاهيم القرآنية بطريقة علمية دقيقة ومتماسكة بحيث يستطيع الباحث من خلال الرجوع الى هذه المنهجية أن يجد حججاً واضحةً ومفهومةً لأسئلته.
وأشار المستشار الثقافي الايراني لدى تايلاند الى أنه من الإجراءات التي يمكن أن تساعد على نشر هذا التفسير هي ترجمته إلى مختلف اللغات وترويجه في الأوساط العلمية والأكاديمية حول العالم، مبيناً أن هذا التفسير بفضل اتساع نطاقه ودقته، يمكن أن يكون مرجعاً موثوقاً به لكل المهتمين بالمعارف الإسلامية.
وبيّن أن تفسير "تسنيم" ليس عملاً تفسيرياً فحسب، بل هو أيضاً كنز من المعرفة الإسلامية والإلهية التي يمكن أن تكون نوراً هادياً لجميع البشر في البحث عن الحقيقة، معرباً عن أمله أن تكون هذه الندوة العلمية خطوة نحو توسيع الفهم القرآني والاستفادة من تعاليم القرآن النقية.